المشهد «2»

> وكل أحد يجري
وموسى هلال تحدثنا قيادته أنه يهبط الخرطوم الشهر القادم.
> والخرطوم تحدثنا قياداتها أن «كبر» الطرف الآخر من العصا مع موسى والولاة الآخرين يحسم أمرهم بخطوات.
> فالولاة منهم من يذهب قريباً.. ومنهم من يذهب بعد الانتخابات.
> والولاة كل منهم يشتري تذكرة بقائه أو تذكرة السفر من صندوق الانتخابات.
> وغليان السعودية الآن الذي يعيد تشكيل المنطقة ومن بينها السودان.. يصبح فيلما حربياً يعرض دون صوت.
> لا صراخ داخل السعودية.. لكن صراخ معركة السعودية ينطلق من اليمن ومصر والعراق.. والخليج.. والسودان.
> ولما كان مصطفى عثمان جالساً يكتب شيئاً في دفتر عزاء السفارة السعودية كنا نستعيد مشاهد قديمة.
> ونتمنى لو أن مصطفى عثمان يكتب أن
: أول أيام الإنقاذ:
والسودان يبحث عن الأسلحة لإيقاف زحف قرنق، وروسيا تضع صنادق الأسلحة تحت الطائرة ثم تطلب الثمن.
> الخرطوم كان ما تملكه يومئذ هو مائة ألف دولار.
> ومصطفى عثمان يلقى والي العهد السعودي يومها «وهو ذات الملك الذي يرحل الأسبوع الماضي».
> وولي العهد يستمع.. ثم يقول بالطريقة السعودية
: يصير خير.
> ومصطفى عثمان يتجه إلى الطائرة في يأس.
> ولما كانت طائرته تحلق كان الرئيس البشير يلتقى أغرب مكالمة
: ولي العهد يسأل البشير في دهشة
> لماذا أسرع صاحبكم بالانصراف.. نحن سألنا عنه لتسليمه ما يطلب و…
> والحادثة تصبح طرفة تبعث الضحك.. والضحك يصنع الصداقات.
> والصداقة تجعل الملك عبد الله قبل أعوام قليلة يتصل بدكتور مصطفى ليقول
: عندنا مال.. مالي الشخصي أريد أن أصرفه في دارفور تعال وخذه.
ومصطفى يرسل مدير البنك الإسلامي.
> والمياه الهادئة يقفز إليها من يقفز.
> وأحداث مصر.. وأحداث العراق والاتهامات ضد الخرطوم.
> وبلد عربي عزيز يجعل السعودية تؤمن أن الربيع العربي من يصنعه هو السودان.
> والبلد العربي هذا يجعل السعودية تؤمن أن السودان يصبح أظافر لإيران.. كل هذا يلقي في المياه ما يلقي.
> والسعودية تستقبل الملك الجديد.
> والسعودية «تعيد حساب كل شيء الآن»..
في السودان وحول السودان.. شرقاً.. ما يحدث هو هذا.. وشيء يتبدل.
> وغرباً.. شيء يتبدل.. فأحداث السودان ما يديرها هو التمرد.
والتمرد كله هو
> أحدهم كان يعمل في قطع الطريق إلى ليبيا ويشتهر بعربة بيضاء.
وخمسة عشر شخصاً معه.. والرجل تلتقطه المؤامرة ويصبح زعيماً.
> ثم هبوط من جبل مرة وهجوم على «أم سدر».
> وهناك خليل يحصل على مائة وعشرين عربة جديدة ومسلحة.
> وسبعين شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر
> ثم هجوم على كارياي.. وهناك يحصل/ في مغيب أول يوم من رمضان/ على سبعين شاحنة أخرى وبضع من العربات.
> ثم جهة تجعل أموال ليبيا تتدفق.. والسنوسي مدير مخابرات القذافي ينهب ثلاثة آلاف رأس من الإبل ويدفعها للتمرد.
> والتمرد ينطلق.
> وسعي طويل خلف القبائل العربية لتجنيدها.
> وصناعة موسى هلال.
> أحداث.. وأحداث.. كلها يجد الإجابة الآن.
> والإجابة كانت غريبة.
> معركة واحدة تقودها مجموعة موسى هلال ضد التمرد ومقتل «580» كانت تعيد ميزان المعركة.
> بعدها معركة تنطلق لمنع موسى هلال من العبور إلى الخرطوم.. هذا غرباً.
> الآن سعي من الشرق..
> والسعي هذا يتخذ من الانتخابات القادمة جسراً.
«3»
> ثم معارك سفا كير الآن والقوس الذي يمتد من الغرب عبر الجنوب إلى الشرق.. يتحول.
> كل هذا يصبح «أبواب» في كتاب أحداث السودان.
> الكتاب الذي يغلي الآن.
> والذي ينتهي كله إلى أن
> الانقاذ تعود إنقاذاً.
٭٭٭
> أستاذ
لا نكرر.. كما تقول.. لكن تشابه الأحداث يجعل أحداث اليوم نسخة من أحداث أمس ليصبح التشابه الغريب هذا شهادة أن المعركة.. واحدة لهدف واحد.
كما أننا / عفواً/ لا نكتب للإمتاع والمؤانسة.
بريد
> وفي الدامر يتبخر كل شيء.. الغاز والضمائر والسلطة.

Exit mobile version