كشفت مصادر مصرية عن تحركات مكثفة ستقوم بها القاهرة خلال الأيام القليلة القادمة بهدف حل الخلافات العالقة بين شريكى الحكم في السودان، مشيرة إلى أن السودان يواجه عشرة أشهر حاسمة، يتم في نهايتها تقرير مصير الجنوب عبر استفتاء مقرر مطلع العام المقبل.
وأوضحت المصادر حسب موقع أفريقيا اليوم أن رئيس المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط سيزوران كلا من الخرطوم وجوبا في وقت قريب وأنهما سيوجهان الدعوة لكل من رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ونائبه الأول رئيس حكومة الجنوب الفريق أول سلفاكير ميارديت لزيارة القاهرة حيث تعقب ذلك زيارة الرئيس حسنى مبارك لكل من الخرطوم وجوبا.
وأشار الموقع إلى أن القاهرة تتطلع إلى المساهمة في العام الأخير من الفترة الانتقالية في دعم التوصل إلى وفاق حول الوحدة بين الأطراف السودانية وخاصة شريكى الحكم “حزبى المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية” إضافة إلى التوافق حول بقية القضايا الأخرى المختلف عليها.
وكانت مصر قد استضافت قبل أيام مؤتمرا في القاهرة للغرض ذاته ضم وفدين رفيعي المستوى من الشريكين، وترأس وفد المؤتمر الوطني فيه الدكتور نافع علي نافع، فيما ترأس وفد الحركة الشعبية باقان أموم أمينها العام، ولم يتوصل الطرفان إلى نتيجة محددة، واتفقا على معاودة اللقاء بعد الانتخابات المقررة في أبريل المقبل.
وكشف لقاء القاهرة عن أن الخلافات الجوهرية بين شريكى الحكم ستظل معوقا رئيسيا في بناء الوحدة المنشودة في السودان، حيث تطالب الحركة بدولة علمانية فيما يتمسك المؤتمر الوطنى بتطبيق الشريعة في الشمال، فضلا عن خلافات أخرى بين الطرفين بشأن القضايا العالقة في تطبيق اتفاق السلام وحل قضية دارفور والمحكمة الجنائية والتحول الديموقراطي.
ويقول مراقبون إن مصر تخشى أن يكون للانتخابات الوشيكة في السودان انعكاسات سلبية على مستقبل السودان ووحدته في ظل الأوضاع الحالية، فيما تعكس التحركات المصرية قلق القاهرة البالغ، وخشيتها أن يتم استنزاف الجهود داخل السودان وهدر ما بقي من وقت في الفترة الانتقالية، وعدم استغلال الفرصة الأخيرة المتاحة للشعب السوداني في بناء استقراره وسلامه ووحدته.
صحيفة السوداني