أمس الأول جاء إلى مقر الانتخابات مواطن اسمه عبدالله جابر، كان يبحث عن وظيفة.. المواطن جابر سحب استمارة ليرشح نفسه رئيساً.. أمس نقلت الزميلة المجهر أن مواطناً آخر من المتقدمين للرئاسة قال إنه رأي في المنام أنه أصبح رئيساً فجاء مبكرا لمقر مفوضية الانتخابات.. العقيد محاسن التازي طالبت باستثناء من شروط جمع التوقيعات.
آخر انتخابات في العام ٢٠١٠ بدأت حامية الوطيس.. صور ياسر عرمان كانت تملأ الآفاق.. الإمام الصادق المهدي جاء إلى مقر المفوضية على ظهر فرس يحيط به المئات من أنصاره.. كامل إدريس المدير الأسبق لمنظمة الملكية الفكرية كان يتحدث للقنوات الفضائية بأكثر من لغة مفصلا برنامجه إذا نال ثقة السودانيين وبات رئيساً.. عبد الله دينق نيال زادت احتمالات نجاحه في السباق بسبب انتمائه لقبيلة الدينكا التي تمثل أكبر قبيلة في السودان.. الشيخ الترابي بمكره كان يريد أن يجر الرئيس البشير لجولة ثانية من الانتخابات.. كسر ذاك الحصار بانسحاب الحركة الشعبية ومن بعدها توالت الانسحابات.
في تقديري أن رجال حول الرئيس ساهموا في جعل هذه الانتخابات مجرد نكتة سياسية.. ما يحتاجه الرئيس البشير في هذه الانتخابات لم يكن الإجماع.. ذهبت قيادة المؤتمر الوطني في الاتجاه الخطأ.. حشدت هذه القيادة أربعين حزبا ليعلنوا تأييدهم للمشير.. في هذا الوقت الرئيس كان يحتاج إلى من ينافسه.. التهديد الذي يواجه الانتخابات ليس خسارة المشير البشير بل فوزه بنسبة تقارب الإجماع.
كان على القيادة السياسية في الحكومة والدولة أن تقنع العميد عبدالرحمن الصادق المهدي وجعفر الميرغني والبروفيسور الدقير ليعلنوا أنفسهم مرشحين للرئاسة.. انتخابات يشارك فيها بيتا الإمام المهدي ومولانا الميرغني، تضيف نكهة سياسية.. حتى المشير سوار الذهب لم يكن مكانه رئاسة اللجنة القومية لترشيح البشير.. مادام المشير متحمسا فكان الأجدر به النزول إلى الملعب.. اغلب الظن أن هؤلاء ربما حسبوها بدقة فرفضوا دور (الكومبارس).. عصفور في القصر ولا ألف على الشجرة.. بمعنى وظيفة مساعد بالتعيين ولا رئيس محتمل.
بصراحة.. الانتخابات تأخذ صدقيتها بمقياس حرارة التنافس.. كلما تجاوز معدل الفوز حاجز الـ٦٠٪ ارتفعت علامات الشك حول نزاهة الانتخابات.. هل فات ذلك على أصدقاء الرئيس في الحزب والدولة والأحزاب الصديقة.
الكاتب : عبدالباقي الظافر
تراسيم – صحيفة التيار