الوقت

[JUSTIFY]
الوقت

يحكى أنّ ما يحدث في البلاد الكبيرة في هذا (الوقت) يستدعي وقفة متأنية من الجهات (المسؤولة) في قمة الهرم وفي قاعدته، أو السلطة والمواطن؛ يتم من خلالها مراجعة مآلات الحال والأحوال خلال السنوات الماضية وما ستقود إليه حتما في مقبل الأيام القادمة. وقفة قد تقود إلى اكتشاف ما هو مكتشف أصلا وإن غطت عليه عتمة السلطة وتجاذباتها واستقطاباتها الحادة، أو إعادة اكتشاف ما صار وكأنه غير مرئي في خضم (النهش) المتواصل على جسد الدولة السودانية منذ أن نالت البلاد استقلالها قبل أكثر من نصف قرن وحتى (الوقت) الحالي الذي يشهد تسارعا غير (طبيعي) في حالة الانجراف التي نتجت ولا تزال (تتناتج) بسبب هذا النهش المتصل.

قال الراوي: سؤال كبير يفترض انبثاقه في ظل هذه الأزمة الأخيرة، يتعلق بما هو أبعد من مسبباتها الآنية، وينفتح على ما هو افتراض للتكون في مستقبل مخبوء في رحم السنوات القادمات، التي ينظر إليها أي السنوات البعض بتفاؤل كبير، ويراها البعض الآخر هوة من إظلام ليس بعده قرار.. المهم؛ السؤال الكبير الذي يفترض الإمساك بأطرافه خلال توالد وتمدد هذه الأزمة يتعلق أولا بـ(من) وثانيا بـ(كيف) وثالثا بـ(متى)، من الاستفهامية هنا لا تتعلق بالمسؤولية المباشرة عن الخطأ (السياسي) بقدر ما تتعلق بالمسؤولية التاريخية ومن ثم الأخلاقية عن هذا الخطأ؛ وإجابة من تقود بالتالي تلقائيا إلى كيف، التي تتطلب قدرا من الشجاعة و(الوطنية) حتى تقود بدورها إلى المخرج الذي ينتظر عند متى!

قال الراوي: إذن مرحلة (الآني مستقبلي) تستدعي (هنا) سؤال الكينونة الهاملتي بامتياز (نكون أو لا نكون)؛ وإذا لم يتم الأخذ الجاد (تاريخيا وأخلاقيا وسياسيا واجتماعيا) بأسباب (الوجود) الحتمية لهذا الكيان ولهذا الشعب وفكفكة مرموزاتها وصولا إلى حل (المعضلة)، فستمضي البلاد الكبيرة إلى حتفها بقدميها ولن يجدي وقتها التباكي على (لبن) الوطن المسكوب هدرا على هامش التاريخ، ولن تنفع حينها لا نداءات (اللون) ولا تكتلات (العرق) ولا ظلال (الدين)، وسينحرف (الوقت) بكل هذه المتنافرات والمتطابقات إلى عدم.

استدرك الراوي؛ قال: كمن يتزحزح حثيثا ليضع قدميه على سطح أرض يفور باطنها بمؤشرات بركانية، هذا هو واقع البلاد الكبيرة الآن، فإما كان الجلوس هناك وانتظار الانفجار، أو تخطتها القدمان وكانت السلامة!

استدرك الراوي: قال: إشارة مرور حمراء تنصب (هنا) على هذه الأرض ترتفع في هذا (الوقت)؛ المحتسب بدل الضائع.

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version