البطة الفلسطينية

[JUSTIFY]
البطة الفلسطينية

لتعرف وتدرك نوع العلاقة بين السلطة الفلسطينية والدولة العبرية عليك بقراءة الحكاية الآتية:
نجح صياد فلسطيني في إسقاط بطة طائرة بطلق ناري ولكن البطة السخيفة هوت في ارض يملكها مستوطن يهودي ولما ذهب الصياد الفلسطيني لأخذ البطة بمنطق انه قام برميها وإسقاطها، رفض اليهودي تسليمها إياه زاعما انها ملكه لأنها سقطت على أرضه، واحتدم الجدل بين الرجلين الجارين ولكن اليهودي ركب راسه ورفض تسليم البطة للفلسطيني، فاضطر الأخير إلى العودة إلى بيته، مقررا الانتقام، وبدأ هو وأطفاله يرشقون اليهودي بالحجارة بين الحين والآخر مما اضطر اليهودي إلى عرض اقتراح يحسم ملكية وأيلولة البطة.
كانت خلاصة الاقتراح الذي قدمه اليهودي كما يلي: يضرب كل منا الآخر بقوة بقدمه بين الفخذين ومن يثبت قدرة عالية على تحمل الألم يفوز بالبطة، ولأنني صاحب الاقتراح فإنني سأبدأ الضرب، فوافق المزارع الفلسطيني على الاقتراح وهو يمني نفسه بضرب اليهودي بقوة تقطع نسله، وهكذا بادر اليهودي بضرب جاره الفلسطيني شلوتا قويا جعله يفقد توازنه ويتلوى من الألم لعدة ساعات، وهو مستلق على الأرض، ثم التقط أنفاسه ونهض مترنحا ليقوم بتوجيه الضربة القاضية على النسل الى اليهودي، ولكن الملعون نظر اليه مبتسما وقال: لا داعي للضرب، وأعترف لك بأنني سأتألم وأولول حتى يسمع صرخاتي القاصي والداني وبالتالي خذ البطة.. حلال عليك.
ولأنني لا أحترم ذكاء القراء فإنني أوضح ان البطة هي تناتيف الاراضي التي حصلت عليها السلطة بثمن مرتفع، ومؤلم وبعد فوات الأوانtoo little too late على الرغم من أنها مالكتها الأصلية، أما الكيفية التي تتعامل بها السلطة الفلسطينية مع رعاياها من حيث ادعاء بعد النظر واستشراف المستقبل، و«ضعوا ثقتكم فينا وحطوا في بطونكم بطيخة صيفية وشماما شتويا فتذكرني بحكاية شعبية صومالية تقول ان رجلا فقد القدرة على الإبصار إلى حد بعيد، ولكنه كان يعاند ويزعم انه مبصر، وكان يحب فتاة من قريته، سمع منها وعنها ما يؤكد أنها فاتنة، فيزيده هذا ادعاءً بأنه ازرق اليمامة، فيتغزل بمحاسنها وألوان ملابسها وهو في حقيقة الأمر لم يعد قادرا حتى على رؤية تفاصيل وجهها، وكي يقنع فتاته بأنه مبصر، اختار ذات يوم شجرة على الطريق الذي تمر به الفتاة عادة وهي تسوق أغنامها إلى القرية وغرس في ساق الشجرة إبرة ثم جلس تحت شجرة مقابلة، وما ان مرت به فتاة الأحلام حتى دعاها إلى الجلوس إلى جواره، ففعلت، وبعد تبادل بعض العبارات التقليدية حدق النظر فجأة في الشجرة الأخرى وقال: هل ذاك الشيء المغروس في ساق تلك الشجرة إبرة؟ وأمعنت الفتاة النظر ولكنها وهي المبصرة تماما لم تر الإبرة، بسبب بعد المسافة، ولأنه كما نعرف جميعا تصعب رؤية الإبرة حتى وهي على بعد متر واحد من الناظر، وليثبت العاشق المستهام أن الحبيبة تعاني من ضعف النظر وأن بصره حديد، نهض وهو يقول: انا متأكد انها إبرة وتوجه نحو الشجرة المقابلة ولسوء حظه كان جمل عبيط قد أناخ أمامها فاصطدم به الرجل وسقط ارضا، وطارت الإبرة ومعها عروس الأحلام (لأن من لا يستطيع رؤية جمل على بعد سنتمترات.. أكمل الجملة من عندك أيها القارئ).
ومن الأمثال العربية انه اذا قال لك شخصان ان رقبتك معوجة فعليك بتحسسها، وإذا قالت الملايين للسلطويين إن نتنياهو امتداد لهيرتزل وبن جوريون وجولدا مائير، فعليهم ان يصدقوها، وإذا كانوا نصف جادّين في محو آثار وعد بلفور، فعليهم ان يتمسكوا بـ «وعد جعفور الإخشيدي العبسي»، وخلاصته في بيت الشعر القائل:
فما ضاع حق لم ينم عنه أهله / ولا ناله في العالمين مُقصِّرُ
قالها أحمد فؤاد نجم بصيغة أخرى للرئيس المصري الراحل أنور السادات:
يا تجهزوا جيش الخلاص / يا تقولوا ع العالم خلاص
[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]

Exit mobile version