الفرقة الإرترية تبدع في الخرطوم

في أمسية أنيقة كانت من أبهى تجليات التمازج السوداني الإرتري, أحيت الفرقة الإرترية حفلاً بنادي الضباط أمس الأول.. (الأسطورة) وثقت للتلاقي بين الغناء السوداني والإرتري وذلك التفاعل الجميل، وأخذت (كل الجمال) بحوار بطعم القرنفل ورائحة البهار مع الفنانة هيلن ملس, والتي أول ما قالت بلغة فصيحة عباراتها الجميلة للشعب السوداني: (أنا أحب السودانيين زي عيوني.. وأنا الآن في وطني الثاني.. لا أحس بغربة أوحنين لبلدي.. أنا بين أهلي وعشيرتي.. أغني وأرقص وأُطرب هذا الشعب الجميل الحنين الذي يحب كل شيء في إرتريا.. وأحلُم بالغناء في كل مدينة سودانية.. وأسعدني تجاوب السودانيين مع أغنياتي، وفي هذا الحفل أنا أطلقت صرختي بعد أغنياتي: نحن هنا عشان نفرح ونغني ونطرب)…وفي المنحنى وصلت البلاد مطربة اثيوبية قدمت عدد من الحفلات الجماهيرية بالخرطوم مؤخراً .حيث تعتزم مواصلة عروضها الغنائية خلال الايام القريبة القادمة
e35

الخرطوم تغني مع هيلن
( حبنا أكيد وقوي) بالأرترية..و(أقيس محاسنك بمَنْ).. و(حمادة ده ألمني سافر ماكلمني) بالسودانية!!
وثق للحفل:هيثم أحمد الطيب – تصوير: أمجد أحمد سعيد
الفرح بالغناء الأرتري ليس جديداً ، فالتواصل بيينا وبينهم تواصل غناء ورقص وريدة كما يقول الشاب السوداني عوض الذي أسكره غناء الفنانة هيلن،فرقص رقصاً سودانياً وأرترياً.. والذي أدهشنا أنه صاحب علاقات وثيقة بالأرتريين أولاد وبنات، بعد نهاية الحفل رأيناه تحيط به حسناوات أرتريات من العيار الثقيل..رقص عوض بينهن ورقصن بينه، وكل الناس رقصوا وغنوا بمزاج عالي مع الفرقة وخاصة مع هيلن والتي كانوا يطالبون بها..(عايزين هيلن)..سودانيين وأرتريين، في تلك الأمسية كان الوعد بغناء أرتري وموسيقى أرترية ، لكن هيلن غنت غناءً سودانياً أنيقاً.. دخلت محراب الحقيبة بذوق رائع وتغنت بالرائعة( أقيس محاسنك بمن) وتمايل مع الناس رقصاً وترديداً..
الطرب بلغ بالبعض مبلغاً حتى أننا رأينا( النقطة) بالدولارات والخمسينات السودانية ورقص مع هيلن شباب سودانيين وبادلتهم الرقص يداً بيد..الحضور الطاغي لها وغنائها الشهي وطربها العصي جعل الناس لاتهدأ مطلقاً.. بل كان الرقص يتم في (دوائر).. كل مجموعة ترقص على طريقتها الخاصة.. الأرتريات كن يرقصن بمزاج عالي جداً قريباً من هيلن أو بعيداً عنها، ففي الركن القصي ترقص (ميلا) الأرترية الحسناء والتي تمتلك جمالاً يكفي الدنيا لرمزيته لكنه ما خلق إلا لرجل واحد، هكذا كان مدخلي لها وأنا أسألها بعيداً عن الناس.. ماذا تقول معاني هذه الأغنية.. وهي تفسر لي بالعربية فهي تتحدث العربية والعامية السودانية بطلاقة، كل أغنية كانت تقول لي إنها عن الحب والعشق والهيام، ولكني عندما أرى رقصها وطربها أقول في نفسي هل كل الغناء عندهم في الحب غناء فرح, (يا رب ماعندهم شجن في أغنياتهم، ولا حسرات على حب ضاع بين الأيام).. ولما سألتها عن ذلك قالت لي:( نحنا الحب عندنا مقدس جداً، ما في خيانة، كل قصة حب تنتهي بالزواج..الأغلبية تنتهي نهاية سعيدة عشان كدة غنانا كلو في الحب غناء فرح وغناء رقيص.. نحنا شعب يحب الفرح والرقيص.. وأنت شفت براك ).. الحقيقة أن إجابتها كانت مقنعة، فالشجن يأتي في الأغنية بعد (العذاب الشفتووالسر الكتمتو).. وهناك مافي عذاب في الحب..
هيلن الفنانة الأنيقة هي الأخرى رقصت بمزاج عالي الجودة.. هكذا يقول الأرتري المرافق لـ(ميلا) ويبدو أنها تحب السودانيين جداً.. أنا أتابع كل حفلالتها واليوم هي حاجة تانية خالص..
الفنان سعيد كان أكثر من رائع وتمايل معه الناس بل إن البعض كان يردد معه الأغنيات وبالمناسبة كل الأرتريين يحفظون أغنيات هذه الفرقة الماسية، والفنان أكليلو الذي كان معيار الراقص عنده أجمل مثل معيار الصوت الدافيء الذي يتميز به.. صوت فيه حلاوة وطلاوة ونداوة والبقية يمكن أن نسأل عنها الدكتور عبد الله شمو الموسيقار المعروف..
هيلن ملس قالت:(أنا أحب السودانيين زي عيوني)..وأنا الآن في وطني الثاني..لاأحس بغربة أوحنين لبلدي..أنا بين أهلي وعشيرتي..أغني وأرقص وأُطرب هذا الشعب الجميل الحنين الذي يحب كل شيء في أرتريا..وأحلُم بالغناء في كل مدينة سودانية..وأسعدني تجاوب السودانيين مع أغنياتي، وفي هذا الحفل أنا أطلقت صرختي بعد أغنياتي: نحن هنا عشان نفرح ونغني ونطرب..
نادي الضباط كان أسمرا مصغرة.. كل الأرتريين في الخرطوم كانوا هناك.. يرقصون مع هيلن وأكليلو وسعيد، بل حتى الأطفال زينوا الحفل.. لكن المدهش أن سودانيين كثيرين( مارقصوا وبس..كمان نقطُوا للفنانة هيلن، وكانت هيلن تتمايل مع كل نقطة دولارات أوجنيهات سودانية).. وكانت تعرف أصول النقطة مثل أي فنانة سودانية..وبعد كل نقطة كانت هنالك رقصة معها..الناس كلهم أوالأغلبية منهم كانوا واقفين عشان الرقيص.. وبين كل أغنية وأغنية كانوا يصيحون هيلن..هيلن أغنية(………..) وعندما سألت عن هذه الأغنية،عرفت أنها من أجمل أغنياتها العاطفية والأكثرشهرة وإنتشاراً، وهي تتحدث عن أيام الحب الجميلة.. واحد أرتري قال لي:( الأرترتيين ديل ما ممكن يعيشوا بدون حب أولاد وبنات)..
الفنانة هيلن وهي تغني الأغنيات السودانية كانت فصيحة للغاية، ولعل هذا السر العظيم وراء إعجاب الجمهور بها من السودانيين ،(وفي ناس جو من كسلا عشان الحفلة دي)..
قد تكون الخرطوم نامت ( طربانة) ولكن كل أرتري فيها( يكون مع سهرالشوق في العيون الجميلة)..

صحيفة الاسطورة

Exit mobile version