من لهولاء؟!

[JUSTIFY]
من لهولاء؟!

أتمنى أن تقوم جهات عديدة رسمية وشعبية هذه الأيام الشاتيات بمشروع توفير غطاء لكل محتاج و ملابس شتوية لتلاميذ المدارس من الفقراء الذين ينهش البرد كل صباح أجسادهم بقسوة وعنف دون مغيث أو معين بلقمة أو غطاء.
لا أعرف إن كانت مشروعات توفير وجبات الإفطار المجانية بالمدارس للتلاميذ المحرومين قد توقفت أم لا؟
معظم أعمال ومبادرات الخير في السودان تبدأ بحماس وسخاء ولكن سرعان ما تتراجع إلى حدود التلاشي حينما تتقطع الأنفاس في منتصف الطريق!
لماذا لا نشاهد صورا لمسؤولين وهم يتفقدون الأسر وأصحاب الحاجة الذين تخرجهم الظروف اضطراراً ليلاً ليكونوا في مواجهة موجات البرد؟!
ولماذا لا تذهب مبالغ حتى من ميزانية الانتخابات لدعم الأسر التي لا تملك أغطية شتوية حتى لأطفالها؟!
إذا كانت السيول تؤدي لانهيار المباني، فشتاء هذه الأيام يفعل ما هو أشد بأجساد الذين ينامون في المساكن العارية ولا ينتظرون حتى نضوج الحجارة في القدر!

حسابات أخرى
أعجبتني مداخلة رفيعة للدكتور كرار التهامي في إحدى قروبات الواتساب في التعليق على حادثة الهجوم على مجلة “شارلي ايبدو” بفرنسا حيث كتب التهامي:
حادثة شارلي ايبدو حصادها مر الإيجابي فيها أن الحرب الثقافية كلفتها عالية وفواتيرها واجبة الدفع عداً نقداً حيث يمكن لشخصين مفردين أن يؤرقا نوم أمة كاملة، فأوروبا الأنجلوسكسونية كلها تضع يدها على الزناد مع زيادة في نبضات القلب.
أما السالب فأوله زيادة ارتفاع توزيع أسبوعية شارلي أيبدو السخيفة من ألف نسخة إلى مليون نسخة والسالب أيضا حملة ما بعد الحادث ال post trauma على الإسلام ومضمونه ورموزه، ستزيد الرسومات المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم) وبصورة جنونية وشعبية.
والسالب أيضا أن إسرائيل ستدخل في الصف خلسة لتندد بالإرهاب الإسلامي وتستلم كبونات ذبح الفلسطينيين.

خمج درامي!

لأول مرة بعد فترة انقطاع طويلة ألزمني الشتاء وأنا في غرفتي بمشاهدة مقطع درامي لعمل سوداني لم أعرف إن كان مسلسلا أم فيلما تلفزيونيا؟!
لاحظت من خلال المتابعة المقتضبة وجود تطور في أداء الممثلين لكن لا تزال أوجه القصور الأخرى موجودة في الإخراج وحركة الكاميرا.
بالنسبة لي أكبر مشاكل الدراما السودانية متعلقة بكتابة السيناريو والحوار.
أكثر ما لفت نظري في العمل الدرامي أن كل الممثلين بمختلف تكويناتهم الثقافية والمهنية والتعليمية يتحدثون من قاموس واحد وبلسان واحد هو لسان كاتب الحوار!
لغة شاعرية محلقة بجناح واحد موجودة في منتديات المثقفين وفي مجالسهم..كاتب الحوار بدلاً أن يتقمص الشخصيات ويعبر بلغتهم جعل جميع الممثلين يتقمصون شخصيته هو ويتحدثون بلسانه المترفع عن القاموس العام!

مكاسب دبلوماسية

شاع في فترة على نطاق متوسط أن الوزير علي كرتي يمارس دبلوماسية الأسفار وحصاد الأصفار، كما كان يقول الشهيد محمد طه عن الدكتور مصطفى عثمان إبان توليه منصب وزير الخارجية.

الجديد الآن ، الخارجية السودانية بدأت في جني ثمار تحركاتها الواسعة خلال الفترة الأخيرة.
زيارة وزير الخارجية الصيني للخرطوم تمثل نفيا عمليا لما كان يتردد عن وجود فتور في العلاقة بين الخرطوم وبكين.
كون أن الزيارة تأتي في سياق مبادرة صينية للإصلاح بين فرقاء دولة الجنوب هذا يقوي دور ووضع الدبلوماسية السودانية في قضايا المنطقة.
الخطوة تضاف إلى النجاح الذي تحقق بعقد مؤتمرين مهمين في الخرطوم وهما منتدى التعاون العربي الروسي ومؤتمر دول الجوار الليبي.
الموقف المشترك لروسيا والصين في مجلس الأمن ودورهما في منع إدانة السودان كل ذلك يؤكد أن دبلوماسية الخرطوم بدأت في تحقيق نجاح مقدر وإن جاء متأخرا بعض الشيء .

100 كتاب.

لم يحدث قريباً دعم لمسيرة ثقافة في البلاد بصورة مشرفة مثل ما قامت به هيئة الخرطوم للطباعة والنشر وهي تسهم بطباعة 100 كتاب لعلماء ومثقفين ومبتدئين في أول الطريق.
تفعل هيئة الخرطوم ذلك في وقت تراجعت فيه ثقافة القراءة والاطلاع مع مختصرات الواتساب وبوستات الفيس بوك، ولم تعد الخرطوم تقرأ لا من إنتاجها ولا إنتاج بيروت والقاهرة!

والي الخرطوم—علي كرتيعلي مهدي- الطاهر حسن التوم
[/JUSTIFY]

[EMAIL]diaabilalr@gmail.com[/EMAIL] العين الثالثة – ضياء الدين بلال
صحيفة السوداني
Exit mobile version