مواصلات الخرطوم الموز يكتل

[JUSTIFY]

كُشف أمس عن وصول المجموعة الأولى من بصات النقل النهري والقطارات التي ستستخدم وسيلة مواصلات داخل العاصمة، وقال والي الخرطوم إنه سيتم تدشين البصات النهرية ضمن خدمة المواصلات نهاية الشهر الجاري، على أن تلحق بها القطارات في الشهر التالي (فبراير)، وأشار إلى أن هذه الحلول يتم تنفيذها وفقاً لما أسماه (المخطط الهيكلي) الذي صممته شركة (مفت) الإيطالية.

على أيِّ حال، أعياني البحث والتقصي للحصول عن معلومات عن شركة (مفت) هذه فلم أجدها ضمن قائمة الشركات الإيطالية الكبرى ولا الصغرى، ربما (سقطت سهوا) من تلك القوائم، فمن يدري؟ (كل شيء وراد وجائز)، لكنني وفي خضم بحثي الدوؤب هذا لاحظت أن كل المعلومات الخاصة بـ (مفت) صادرة عن ولاية الخرطوم، لكنها في الحقيقية ليست معلومات بالمعنى الدقيق، وإنما عبارات هائمة و(لزجة)، مثل (ومفت هي ذات الشركة التي أنجزت المُخطط الهيكلي لولاية الخرطوم) .

وإذا صح توصيف ما بين القوسين، على أنه معلومات، فإن على ولاية الخرطوم أن تنهي عقد هذه الشركة فوراً، لأن لا أحد يرى (منجز) اسمه مخطط هيكلي على أرض الواقع، كل شيء متردٍّ هنا، بنية تحتية منهارة، بيئة تكاد فرط اتساخها تبدو كمختل خارج للتو من قاع مجرى للصرف الصحي، مواقف مواصلات يعز توصيفها حتى وكأنها تبدو مثل وصفة البصير (أوشيك)، الذي كان متخصصاً في كي مرضى اليرقان (الصفير)، وكان ينصح مرضاه بعد (كيهم) بمراويد حُمر، بأن “لبن ما تشرب، لحم ما تقرب، سمن ما تلحس، والموز يكتل”. ومواقف مواصلات ولاية الخرطوم (تقتل).

دعونا من مفت ومواصلات الخرطوم وموز أوشيك، وتعالوا إلى المهم، وهو من سيدير هذه الوسائل (البصات النهرية، والقطارات)، هل هي ذات إدارة النقل والمواصلات التي جاءت بما يعرف ببصات الوالي؟ إذا كانت هي، فعلى المواصلات السلام وبالناس (المضرة)، فسوف تصطدم القطارات وتغرق البصات في النهر لأنها ستكون دون المواصفات، وها هي بصات الوالي دونكم، ها هي تسير في الشوارع أمام ناظريكم، ألا ترونها؟ هل هي مطابقة لأدنى المواصفات؟ هل بصات بالفعل؟ أم كائنات حديدية خرافية؟

وأخيراً، أتمنى (ولا أتوقع) أن تنجح ولاية الخرطوم و(مفتها) في حل أزمة المواصلات، لكنني أراهن أنها لن تنجح، وسبب رهاني هذا هو أن من سيديرون هذا المشروع هم ذاتهم من أفشلوا غيره، ولأن المناظر هي ذاتها والصور نفس المشاهد فلن يحدث تغيير، فمن يراهن؟

اليوم التاالي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version