وفي ميعة الصبا كنا نقرأ بنهم سلسلة روايات يكتبها الكاتب المصري الدكتور نبيل فاروق عن رجل مخابرات مصري اسمه أدهم صبري في الخامسة والثلاثين من عمره.. تجاوزناها نحن وهو لا زال فيها قابعا يطلع العمارة بالسلالم.. ويقفز من الطائرة بلا مظلة.. ويُقذف في النار فيخرج كما الخليل إبراهيم..
كنا نظن أن نبيل فاروق (يقنبلها) رغم افتتاننا برجل المستحيل ومطالعتنا مرات للصفحات الأخيرة من الكتاب لنطمئن على أنه لا يزال حيا..
إلا أن رجلا أعرفه يعمل في ثلاث مهن مختلفة ويجامل الناس ويتابع الأبناء ويسكن بالإيجار ويركب المواصلات.. يصلي الصبح في الطريق والعشا في الطريق لهو أحق الناس بلقب رجل المستحيل..
“البرطمان”
وكان (البرطمان) حتى وقت قليل هو سيد المطبخ لما يفرغ من حشوته الأساسية (مربى) أو غير ذلك.. فتستعمله النساء في حفظ البهارات.. ولعل منه ما حفظ فيه بعض الهنود رماد ميت لهم.. فلما سافروا تركوا البيت لجارهم السوداني ليحرسه.. فجاء بشلة أضافت الرماد لحلة (القطر قام) وأكلوه على ذمة صديقنا زكريا حامد..
أردت أن أكتب البرلمان فكتبت (البرطمان).. وصممت على المواصلة في الكتابة.. فإن البرلمان عندنا أيضا مخصص للحفظ.
*غازي وبعيد
ومنذ أن انسلخ غازي صلاح الدين عن حزبه، فهو خميرة عكننة للحزب.. فتراه رافضا بحزبه الجديد للحوار مرة وموافقا مرة.. وكذلك حاله مع المعارضة وهو أشبه بالكودة في تحالفه الأخير مع الصادق المهدي في القاهرة، فيوسف الكودة قد حالف الجبهة الثورية في كمبالا.. وحالف تذكر..
“مول الفجأة”
وترى ساسا يحفر في طريقك.. ثم بعد أسبوع تسترعي انتباهك لافتة عن (مول) الرخاء أو (مول) السخاء أو يوجد لبن طير.. ولقد اندهش رفيقي لرؤيته لبرج كبير.. وحلف بجملة الأيمان وقطاعي الطلاق إنه لم ير هذا البرج من قبل رغم أنه يأتي يوميا بهذا الشارع.. ولقد تذكرت ذلك في حوار محمد المكي إبراهيم مع هذه الصحيفة لما قال إن ساحة في الأبيض قد اختفت.. ولقد بكى حميد بئرا فقال:
هذي الحفرة كانت بير
وكان متاكي فوقها حراز
وكانت للقبيلي ملاذ
عندها ملتقى الحبان.. ومنها هبة الفرسان
اليوم التالي