عندما ربطنا قضية «تابت» وطرد قوات اليوناميد من خلال مطالبتها بوضع إستراتيجية الخروج، ثم وصل ذلك ببيان المحكمة الجنائية الدولية أمام مجلس الأمن، ثم موقف دولة شقيقة وصديقة هي المملكة الأردنية الهاشمية من ذلك البيان، وإعادة إنتاجه بلسان عربي مبين.. عندما قلنا ذلك كله اتهمنا البعض بمحاولة تهييج الرأي العام، وزراعة الخوف بدلاً عن الطمأنينة، وبث اليأس مكان الأمل في نفوس المواطنين.
صحيح أنه لم يكن بين أيدينا مستند أو معلومة مؤكدة لنذهب إلى ما ذهبنا إليه من ربط بين الأحداث يقود إلى تلك النتيجة المتوقعة، لكن الوقائع والشواهد ومحاولة قراءة الواقع مع الربط بين علاقات السودان مع الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الأوربيون وغير الأوربيين، جعلنا نذهب إلى ذلك الاستنتاج ونرى أن الأحداث والواقع الحالي سيؤكد ذلك.
الحمد لله الذي أذهب عنا أذى العقيد الراحل معمر القذافي بعد أن انتهى نظام حكمه، ومهما كان شكل أو نوع خلفائه في الحكم فإن الأمر أفضل بكثير من وجود ذلك النظام، وإن كنا سنجد بعض الضرر من سدنة ذلك النظام المباد ففي أيديهم السلاح وأموال الشقيقة ليبيا المنهوبة، وقد تحول ولاء قياداتهم ـ فجأة ـ من الولاء للعقيد الراحل، إلى الولاء للقوة العظمى الوحيدة في العالم الآن، دون أن ينتبهوا إلى أن الله أعظم وأكبر من كل كيد وتآمر.
الدبلوماسية السودانية ستتحرك ولا نشك في ذلك لكننا لن نصل إلى وفاق أو اتفاق، فالأوضاع في ليبيا ما زالت تهتز تحت وقع أقدام الفوضى الشاملة.. ونرى أن الخطوة المطلوبة الآن هي المعاملة بالمثل، وإغلاق الحدود بين البلدين، ونسأل الله أن يكف عنا أذى الأشقاء قبل أذى الأعداء.
اخر لحظة
خ.ي