الشربكا يحلها.. ايها الفنانون…ليتكم (تفهمون).!

[JUSTIFY]إنتشرت خلال الايام الماضية العديد من بوسترات إعلانات حفلات رأس السنة لهذا العام، وكالعادة، إنتهز بعض (الارزقية) تلك الليلة لتحقيق المكاسب الضخمة، وذلك من خلال الاعلان عن فئات تذاكر (فلكية) لدخول تلك الحفلات، واقول (فلكية) لأن (بعض الفنانين) الذين سيتغنون في تلك الليالي تعتبر اسمائهم وبكل صدق اقل بكثير من (نصف قيمة) تلك التذاكر.
اقول دوماً ان اغلب الفنانين في السودان يفتقدون الى (حاسة تذوق) مرارات الآخرين ومعاناتهم، وينصب كل تفكيرهم على كيفية الوصول الى (عداد كبير) و(حفلات كثيرة) اكثر مما ينصب في خلق نوع من الحميمة مابينهم والمواطن السوداني والذى اعتقد انه يمثل اهم اسباب نجاح اولئك المطربين انفسهم فلولاه لما وجد فنان كل تلك (القيمة) و(الهلُمة).
اعجبني جداً تصريح الفنان الشاب حسين الصادق بالامس عبر ملف (فلاشات) وهو يؤكد انحيازه التام لجمهوره في ليلة رأس السنة، رافضاً عشرات العروض التى قدمت اليه للتغنى بأحد الصالات بمبالغ ضخمة للغاية، حيث قال حسين للزميلة تفاؤل بالامس: (قررت ان اغني لجمهوري بالمسرح القومي ليلة رأس السنة لأنني اقدر ظروفهم).
و(تقدير) حسين الشاب (اليافع) لجمهوره قرار صعب لم ولن يتخذه (عتاولة) الغناء في السودان، لأنهم وببساطة فقدوا القدرة على الاحساس وفقدوا كذلك (حاسة تذوق معاناة الاخرين)-التى ذكرناها اعلاه- لذلك كان من الطبيعي ان يدفنوا رؤوسهم في الرمال ويتركوا بالمقابل بعض متعهدي الحفلات (يسرحون ويمرحون) ويمارسون التعالى على الجمهور وهم يحددون قيمة للدخول غير منطقية وغير عادلة على الاطلاق.
لن اقول ان حفلات رأس السنة ستشهد (بواراً) وعدم اقبال من الجمهور، لأن هذا وببساطة لن يحدث، هل تدرون لماذا..؟..لأن نفس الجمهور الذى ندافع عنه اليوم وعن حقوقه سيجد نفسه مضطراً للدخول لتلك الحفلات، وسيقوم البعض بـ(الاستدانة) من اجل تحقيق رغبة ابنه في دخول تلك الحفلات، اما بعض الشباب فلن استبعد ان يقوموا باللجؤ لبيع هواتفهم الجوالة من اجل قتل الاحساس في داخلهم بأنهم (غير قادرين)، وهذه بالضبط هي الكارثة الاكبر، فتحدي الجمهور لظروفه جزئية تنصب في مصلحة الفنان، والذى يعتقد بأن اقبال الجمهور على حفلاته برغم ارتفاع فئات تذاكرها، هو نجاح له واستفتاء على جماهيرته، و(المسكين) لايدرى ان مايحدث هو نتيجة حرب طاحنة بين الظروف و(كبرياء) ذلك الجمهور ضمن معركة اظن انه لن يرتقى لفهمهما ولو بعد مائة عام، لأنه وببساطة وكما ذكرنا اعلاه (فاقد لحاسة تذوق معاناة الآخرين).
شربكة أخيرة:
اعزائي الفنانون…ليتكم (تفهمون).!
[/JUSTIFY]
Exit mobile version