أصر خالد (حب) على الموظف في قسم الوثائق أن يخرج له شهادة فقدان حنان ولقد (انبهت) الموظف من مثل هذا الطلب قبل أن يستشيط غضبا ويطرد خالد الذي تمسك بحقه كمواطن في استخراج شهادة..
لم يعلم الموظف بلا شك قصة خالد ولا ما أوصله إلى هذا ..
فقد خالد فيما مضى كل أوراقه الثبوتية من شهادة ميلاد إلى شهادة جامعة إلى شهادة خبرة وما إلى ذلك.. فاستوجب عليه أن يأتي لكل ورقة ببدل فاقد.. ومن القمسيون الطبي بدأ وبوزارة الخارجية انتهى وهو في بحث دؤوب ليكمل أوراقه..
ذاق خالد (الأمرات) كلها حتى استطاع أن يجمع أوراقه من جديد لكي يسافر إلى خارج البلاد.. ليكون نفسه ويعود ليتزوج من سعاد..
ولكنه بعد أن عاد وجد أن سعاد قد تزوجت بغيره و(أكل) خالد الأمر في حنانه قبل أن يفقد حنانه نفسه فيما بعد لما زوجوه من غيرها نكاية فيها فطلق بعد أسبوع..
لخالد بعض لحظات (الودار) لكنه سرعان ما يعود إلى نفسه ويرتد إلى عقله من جديد..
دار الزمان وتطلقت سعاد من زوجها والحب القديم عاد إلى خالد.. واندلعت معركة كبرى ما بين الحب والكبرياء انتهت بالتعادل السلبي لما صار خالد يصبح وقد وطن نفسه على الزواج من سعاد ويمسي وهو يقول إن السماء أقرب..
لم تنتظره سعاد هذه المرة أيضا لما رأت تردده.. فتزوجت غيره وعاد خالد إلى وداره القديم وهجر داره مرات كثيرة هائما على وجهه ينادي طيف سعاد مرة وينهر الطيف مرات..
استطاع بعض الأصدقاء أن يخرجوا خالد من عزلته وسرحانه ومرضه بسعاد حتى سمع أن سعادا قد تطلقت من جديد.. تأنق خالد وصبغ شعر رأسه وفتل شاربه وعاد إلى دفاتره القديمة يبث الأوراق لواعج الحب ويعدل معوج الآراء التي تطلب منه أن (ينسى) وخالد ليس بناسٍ..
تجمع أهله لينصحوه ذات مساء وارتفعت أصوات الأخوال والأعمام تحذره..
صاح فيهم خالد..
أنا لست بأقل من كل زعمائنا الكبار والمعارضين والحاكمين من الذين فاتتهم السلطة إلى غيرهم بأكثر مما فاتتني سعاد ومع ذلك ما (قنعوا).. انسحب عمه حاج الأمين لأنه يريد أن يترشح للمرة السابعة في الانتخابات.. وسكت خاله شيخ مضوي لأنه كان نائبا في البرلمان قبل ربع قرن ولا يزال يحلم بالجديد..
يقال إن خالد قد وجد شهادة حنان وضيعها.. ولا يزال يبحث عن فقدان شهادة حنان..!!!
[/JUSTIFY] هيثم صديقهتش – صحيفة اليوم التالي