في كثير من الأحيان نتعامل مع ضميرنا بقاعدة: (أرضيك لأخدعك)..
نهجر الوالدين، ونتجاهل وحدتهم وحاجاتهم وعجزهم واشتياقهم، ثم نزورهم آخر الأسبوع، لنتناول عندهم الغداء ونرمي عليهم الأبناء.. فقط لنرضي ضميرنا.. (أرضيك لأخدعك).
***
نبخل، ونقتر، ونخاف على الدرهم، وننسى حقوق المسكين والفقير واليتيم، ثم تأتينا حالة الكرم فجأة، فنكدّس الملابس القديمة في الأكياس لنتخلص منها بحجة التبرع.. فقط لنرضي ضميرنا (أرضيك لأخدعك).
***
ننسى الأصحاب والأحباب، ونغيب عن حياتهم، وظروفهم، وأفراحهم وأحزانهم، ثم نرسل لهم رسالة على الهاتف تقول (جمعة مباركة) مع أنها بدعه فقط لنرضي ضميرنا.. (أرضيك لأخدعك).
***
نقضي الساعات تلو الساعات نأكل في لحوم الآخرين، نغتاب ونفضح العيوب، ونستمتع في كشف الأستار، حتى إذا ما انتهينا.. تنهدنا بعمق وقلنا: ستر الله علينا وعليهم.. فقط لنرضي ضميرنا (أرضيك لأخدعك)..
***
نقصر في تربية الأبناء، نجهل مشاكلهم واحتياجاتهم، نغيب عن عيونهم وعن أحضانهم وعن حكاياتهم، ثم ندخل عليهم بلعبة إلكترونية وبعض الهدايا.. فقط لنرضي ضميرنا (أرضيك لأخدعك)..
***
نحملق في المشهد الخليع، ونستغرق في متابعة الأغنية السافرة والمسلسل الهابط، ثم بعد أن ننتهي.. يتمتم لساننا بــ (استغفر الله العظيم).. فقط لنرضي ضميرنا.. (أرضيك لأخدعك).
***
ما أكثر ما نخدع ضميرنا، ونتعامل معه كالمريض الذي نعطيه حقنة مخدر ليرتاح فترة، بينما مرضه لا يزال مستشريا في الجسد.. فلـننتبه.. قبل أن تزداد جرعات التخدير.. فيموت الضمير !!
***
خسارة: حينما تكون هناك جنة عظيمة بحجم السماء والأرض.. وكنوز ثمينة مدت بالطول والعرض.. فيدخل فيها خلق كثير من مختلف الشعوب والأمم.. وتنحرم أنت لأجل زلة لم يغفل عنها القلم..
***
مؤسف: حينما يكتب الله على نفسه الرحمة بأنها وسعت كل شي خلقه بهذا الوجود.. ويطردك أنت منها لتجاوزك عن بعض الشرائع والحدود..
حسرة: حينما تمتلك جبالاً شاهقة من الحسنات تصل إلى عنان السماء.. وتمتلك أنهارا جارية من الصدقات تدفقت وسط حدائق غناء.. ثم تأتي يوم القيامة مفلسا بسبب شتم وغيبة
***
مؤلم عندما يطلق النظر إلى صور نساء عاريات أو شبه عاريات، فهذا من الخيانة والظلم للنفس.. قدر من اختارتك من بين الرجال لتصبح أبا لأوﻻدها واحترم شعورها.. فابنتك.. وأختك.. وعمتك.. الخ سوف يختارها من تكون أم لأولاده..
***
مبكٍ: حينما تلجأ إلى الناس لتبث لهم حر الشكوى.. وتبوح لهم عما يعتلج صدرك من كدر البلوى.. وتترك من بيده كشف الضر ويسمع النجوى..
***
مخزٍ: حينما تتحرى شوقا لتصحو مبكرا من المنام.. وتحسب الدقائق والثواني لحضور موعد مهم.. في حين أنك تتأخر عن موعد الصلاة مع الإمام.. وغفلت أنها أهم ركن في شريعة الإسلام.
***
ربما تلبس ساعتك فيخلعها لك وإرثها.. وربما تغلق باب سيارتك فيفتحه لك عامل الإسعاف.. وربما تقوم بغلق أزرار القميص فيفتحه لك المغسل.. وربما تغمض عينيك في سقف غرفتك فلا تفتحها إلا أمام جبار السماوات والأرض يوم القيامة فبادروا بالأعمال الصالحة..
د.طارق الحبيب
تلويح:
ما دمت حياً.. حاول ألا تخدع ضميرك بالنوم..
[/JUSTIFY]إندياح – صحيفة اليوم التالي