العودة الى سودان انسان سنجة

[JUSTIFY]
العودة الى سودان انسان سنجة

حاول مرة والي الخرطوم أن يجعل الشعب السوداني يتخلى عن كل ماركات وأصناف الأحذية وينتعل فقط (المركوب وتموت تخلي والشِدة والكبك وحاجة كافرة)… ووزير المالية السابق الذي ينظر القضاء الان في النزاع الناشب بينه وبين سمسار في قضية منزله المليوني في الحي الراقي، كان قد نصح الشعب أن يدع أكل الرغيف و (يقع) الكسرة ،وهاهو الان أحد نواب البرلمان لا يدعو الشعب ويطالبه بالاعتماد في غذائه فقط على الذرة والويكة فحسب ، وانما كذلك يحرض الحكومة على أن تجعله بلا خيارات أخرى وأن لا يجد في الأسواق أي طعام آخر سواهما، ولم يبق له الا أن يقول للشعب (هسي خشمكم دا خشم بيرقر وهوت دوق وبيتزا واسبكتي واستيك ومارتديلا؟.. قوموا لفوا) ، و…. ولو استمر الحال على هذا المنوال فقد يكلمنا غدا (مش عارف مين ويقلعنا مش عارف ايه ) ، على رأي عادل امام في المسرحية الشهيرة ( ايه حكاية القلع الماشة في البلد اليومين دول ..حسين يكلمني كلمتين يقلعني البنطلون.. تكلميني انتي كلمتين تقلعيني القميص .. يكلمني مش عارف مين يقلعني مش عارف ايه .. وبالطريقة دي يكلمني اتنين تلاتة الاقي نفسي طرزان انا..هو الناس بقت مش طايقة تشوف بعض لابسة لييييه)…وبطريقتنا دي أيضا البلد ستعود القهقرى الى عهدها الأول عهد انسان سنجة ، و (هو الجماعة مش طايقين تشوف الناس لابسة وماكلة كويس لييييه ) على رأي الشاعر ( المخستك ) الذي قال ( البتاع باع البتاع..والهناك مشى بهناك..والقبيل خلوه بعدين..والخاص بقى انصاص..البيجاي ماشي وجاي ..والحال خلوه ساي ..والفات لسه مامات…مشتاقييين بالملايين…شوية ونبقى مع المجانيين )… ٭

لا أدري لماذا يريد هؤلاء أن يعودوا بالبلاد مئات السنين الى الوراء، ومن عجب أنهم يدعون الى ذلك من على منصات يفترض أنها معنية بالتطوير والتحديث وترقية حياة الناس ، لا الانتكاس بهم الى الخلف ، فالوالي بدلا من أن يأخذ بيدنا ويعبر بنا الى مصاف الرقي والتقدم ، فإذا به يحدثنا عن ( الشِدة والظريفة والكبك وتموت تخلي والشقيانة وحاجة كافرة) وغيرها من أحذية ذلك الزمان البعيد ومراكيبه، والوزير والبرلماني بدلا من أن يرتفعا بذائقتنا الغذائية الى مستوى )الحلوين خالين البال ومرتاحين .. البياكلو خفيف وكلو ظريف ) على رأي الشاعر الحلمنتيشي ، اذا بهما يريدان اعادتنا الى عهد ما قبل التركية السابقة ، بأن (نضرب خدرة بى كاتولا ونتمها موية بى دغلوبه .. ناكل لوبا.. بليلة فريك تخلى الزول يقيف انبوبة.. تستفو تب.. تبرشمو تب.. توقعو رب وتبقى انفاسو فيها صعوبة ) … هل هذا يأس من التطوير والتحديث والتغيير، أم أنه العجز والقنوط الذي أفضى الى هذا التراجع والتدهور حين استقبل ثلاثتهم من أمر البلاد ما أستدبر فأختاروا ماضيها الذي وجدوه أفضل من حاضرها مصداقا للمقولة الشعبية الذائعة ( رجعونا محل لقيتونا ) …

[/JUSTIFY]

بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي

Exit mobile version