(مُعاينات).!

[JUSTIFY]
(مُعاينات).!

(1)
والافلام المصرية في فترات متقاربة تقدم مشاهد من (معاينات) يجريها بعض المدراء للموظفات الجدد، داخل إطار عام للبحث عن الافضل، ومشهد لمدير يطلب من إحدى المتقدمات للوظيفة أن تجلب له (ديسكاً) من أعلى دولاب وضعه أمامه على بعد مناسب يتيح له (مُعاينة) اشياء لا (دخل لها) بالمعاينة الاساسية، وتلك (النظرة) تحتمل التكرار إذا لم يوفق (سيادة المدير) في (تحري الرؤية)، وربما تجده في احيان، يكرر طلبه لتلك الموظفة أن تجلب له كوب ماء من الثلاجة، وهذا بالطبع ليجري معايناته (العجيبة) تلك من زاوية أخرى تجعله يكون انساناً صادقاً و(شفافاً) مع نفسه وضميره و….(اشياء اخرى نحجم عن ذكرها لأغراض النشر).!
(2)
جلس أمام تلك اللجنة ويداه ترتجفان بشدة، بينما عيناه معلقتين بأعضاء اللجنة التي كانت تتكون من ستيني حرص على (صبغ) شعره قبيل مغادرته المنزل، وعلى سبعينية (متصابية) لم تفلح كل (كريمات الدنيا والعالمين) في إزالة خطوط الزمن من على ملامحها وساهمت في أن تجعل وجهها اشبه بخريطة العالم، دقائق مرت حتى قامت تلك (المتصابية) بتوجيه سؤال مباشر إليه قائلة: (لو لقيت ليك مليون دولار واقعة في الشارع…حتعمل شنو..؟)…رد عليها الشاب بسرعة: (حا افتش صاحبها طبعاً ولو مالقيتو حأسلمها للشرطة)، هنا ضربت (المتصابية) سطح المكتب بقبضتها بغضب وصاحت في وجهه: (برة…اطلع برة…انت ما نافع)…خرج الشاب وهو مذهول، لكن قبل أن يغادر لم ينس أن يلقي نظرة اخيرة على تلك اللافتة التى وضعتها الشركة أمام مدخلها والتي خطت عليها عبارة: (شركة الاخلاق والامانة والنزاهة والشرف).!!!
(3)
كانت والدته تصر عليه بشدة أن يتزوج (حليمة) ابنة خالتها بـ(اللفة)، وبالرغم من انه لم يشاهد (حليمة) على الاطلاق إلا انه وافق على ذلك بسبب حبه الشديد لوالدته، لكنه اشترط عليها شرطاً اساسياً وهو أن يقوم بإخضاعها لـ(معاينة) وذلك من خلال زيارته لهم، ومشاهدتها (لايف)، وبالفعل، ارتدى افخم ما لديه من ملابس وسكب على جسده قارورة كاملة من ذلك العطر، قبل أن يتوجه لمنزل الفتاة ويجلس داخل الصالون في انتظار قدومها، وما هي الا دقائق حتى أطلت عليه (حليمة)، وما أن رآها حتى هتف بصوت عال: (بسم الله الرحمن الرحيم)، وعلى ما يبدو أنها كانت (معاينة) لا تحتاج لـ(واسطة) لدخولها، فبعض الوظائف تكون (منحوسة) ولا يحظى بها إلا (المضطرون)….وما أكثرهم.!
(4)
اجمل (المعاينات) تلك التى تذهب اليها وانت تعلم مسبقاً أن وظائفها (محجوزة).!
شربكة أخيرة:
(بعاين) في عيون (بتعاين) الاقي عيوني زاد (عياهن).!!!
[/JUSTIFY]

الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني

Exit mobile version