وصلني المكتوب أدناه بالعنوان أعلاه من الأستاذ أحمد شرف الدين من وزارة العدل، تعليقا على ما كنت كتبته عن حقوق الانسان في السودان ، ولضيق المساحة نكتفي بالقول للأخ الكريم أحمد أن ما اعتبرته غمزا ولمزا في الوزارة والوزير، أشهد الله أنه ليس كذلك وانما هو ضرب من التكنيك الكتابي عادة ما استخدمه كتوطئة ومدخل ولا دخل للوزير الذي أعلم أخلاقه الفاضلة به…والى مكتوب الأخ أحمد …
الأخ الكريم حيدر المكاشفي .. كنت أربأ بك أن تنغمس في بواح “الهمز واللمز” وأعوذ بالله من ذلك، وأُسطر وأٌجمِل لك هذه العبارات من باب المناصحة، كما الأخوة تقتضي أن نفعل … لأنها لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ..
أخي حيدر أكتب هذا العتاب بشفافية وأنا من القارئين لعمودك الشفاف “بشفافية” ولست في مقام المدافعة عن أحد بعينه، ولكني أدافع عن الكرامة والإباء، وشرف الكلمة، وصدق القول، وبراءة الغرض، وقدسية القلم .. الذي أول المخلوقات بعد أن قامت السموات والأرض بالعدل، وإستوى الرحمن على العرش (إنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُور) سورة الحج الآية 38 ولست معنياً كذلك بالرد والتعقيب على الكلمة التي جاءت بعمودك بصحيفة التغيير عدد (403) بتاريخ 14 ديسمبر 2014 بعنوان “السودان وحقوق الإنسان …. “أشوف أمورك أستعجب”فلن أرد بالطريقة المعهودة في الرد والتعقيب بغرض التصحيح أوالتصويب، إنما أردت إجمالاً المناصحة في المقام الأول، ومن ثم تثبيت بعض المفاهيم والمعاملات التي جرت العادة على إظهارها من منطلق العهود والمواثيق المرعية بين الأمم والتي ضمنتها الحقوق الدولية والوطنية .. وقد أفهم من “الإشارات” التي ربَما الشيطان يتسربل بسطورها التي نكتب في حين غفلة ؛ وننسى أن الكلمة (أمانة) قبل أن تكون مسؤولية ، لأن من حروفها تتشكل الآثام والحسنات “رب كلمة لا تلغى لها بالاً تهوى بك سبعين خريفاً في نار جهنم.. ربما أفهم من العبارات ـ أخي حيدرـ أن كثيراً مما يقال في المناسبات المحلية والدولية من بعض المسؤولين لا يمس الواقع بشئ، أو لا يرى أثراً له على الواقع .. كما حقوق الإنسان التي أردت التعليق أنت عليها، وهذا لا غبار عليه ، وإن كانت ثمة ملاحظات حول ما أشرت إليه، فإن السياق الذي تتحدث فيه لا يستلزم الجمع بين نقيضين أو موقفين مختلفين تماماً، فموضوع الإحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان هو مجرد مناسبة سنوية تحتفل بها الدول، كل على طريقته وفق الصلاحيات والمهام التي أوجدتها القوانين واللوائح الرسمية لأي دولة، وفي السودان الجهة الرسمية المعنية بهذا الشأن هي المجلس الإستشاري لحقوق الإنسان الذي يترأسه السيد وزير العدل، بيد أن هناك آليات أخرى لحقوق الإنسان مستقلة أيضاً إحتفلت بالمناسبة ولا أدري هل .. كلماتهم أيضاً للإستهلاك أم “صادفت قلباً خالياً فتمكنا” ؟؟
أما الموضوع “الضِد” الذي إستهللت به مقالك وأسست عليه “قاعدة “، متحركة للمقارنة فهذا لعمري قد أبعدت فيه “النُجْعَه” والمعلوم مصطلحاً أن المقارنات بين الأشياء إنما يتم بأشباهها؟ فأي شبه ترى بين كلمات قيلت في مناسبة خاصة يُحتفل بها هكذا مراسمياً من ذات الجهة التي تُمسك بملف حقوق الإنسان بالسودان (رسمياً).
أياً كانت الكلمات التي ساقها وزير العدل مولانا / محمد بشارة دوسة في إطار مناسبة دولية سنوية، فلا أخال أن كلمة “ضُبِط” تتناسب مع حيثيات خطاب المناسبة الذي قيل ؛ اللهم إلا ما يوده الأخ الأستاذ حيدر من إرادة الربط بين الموقفين “وشتان بينهما” ولا أحسب أن ذوق القارئ وفطنته تذهب به أبعد مما يريد المكاشفي من وجوه المقارنة.
قال إبن منصور النمري (ورب أمرئ قد لام وهو مُلِيم) فإني أتحرى العُذر فيما ذهب إليه الأخ المكاشفي ولكني مُليم له الجمع بين الضدين .. وبين يدي القول فإن أحسن القول (إياكم والظن الكذب الحديث) وقال الأحنف بن قيس : (ألا أخبركم بأدوأ الداء؟ قالوا : بلى، قال : الخلق الديني، واللسان البذئ) وأربأ بالأخ المكاشفي أن يكون كذلك وألا يفهم من النصوص التي أوردتها أني أعنيه شخصياً ، فحاشا أن أُحاكِم نفسي بذات النصوص التي أوردتها، ولكن إنما أردت أن أميط اللثام عن بعض المفاهيم والمحاذير التي كلنا عرضة للولوج فيها إن لم نتجرد عن الغرض “ونتورع عن سقوط القلم في متاهات الحفر.. وقديماً قال الشاعر .
فاطلب لرجلك قبل الخطو موضعها …..فمن علا زلقاً عن غرة زلجاً
والسطور البيضاء أخي حيدر قد تخبئ تحتها السُم الزُعاف، فليس كل بياض دليل صفاء فبياض الجلد ربما كان من برصٍٍ |أو جزامٍٍ أو أحد المساحيق.
أُذكر أخي المكاشفي أن من أخلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن فاحشاً ولا لعاناًً ولا سباباًً، وكأني أرى في ثنايا تعليقك على خطاب مولانا وزير العدل رئيس المجلس في إحتفال المجلس الإستشاري لحقوق الإنسان ، القمز واللمز والتندر ، فضلاً عن (خبيئة) ما تريده من وجه المقارنة بين هذا الموقف وبين ما أشرت إليه قبلاً “بعد العشاء ما في إختشاء” والله أعلم بالسرائر … وكل إناءٍٍ بما فيه ينضح…
أخوك / أحمد شرف الدين
[/JUSTIFY]
بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي