أول ما طالعت خبر رئيس هيئة الجوازات والسجل المدني، الذي كشف فيه تنامي طلبات اسقاط الجنسية السودانية بمعدل نحو عشرين طلبا في الشهر يتقدم بها مواطنون سودانيون ، تبادر الى ذهني عدد من الساسة والسادة والقادة ممن يحملون هويات أخرى الى جانب الهوية السودانية ، وتذكرت حكاية السيد عبد الله المحجوب، نجل مولانا محمد عثمان الميرغني راعي طائفة الختمية ورئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي (الأصل)، والتصريح الشهير و المثير للسفير البريطاني السابق بالخرطوم إيان كاميرون، وتساءلت بيني وبين نفسي عما اذا كان من بين أولئك المتقدمين لاسقاط جنسياتهم السودانية حرصا وحفاظا على هوياتهم الأجنبية، أيا من السادة والساسة والقادة ممن يحملون هويات أجنبية ، ولكن سرعان ما أجبت على نفسي بنفسي بأن لا أحد منهم قد تقدم بطلب اسقاط جنسيته السودانية، والا لكان اسمه تصدر مانشيتات الصحف.
وحكاية نجل مولانا الميرغني عبد الله المحجوب تقول أنه وقبل نحو ثلاث سنوات، كان قد ألقي القبض عليه بمطار القاهرة، بعد الاشتباه في شنطة كان يحملها، إدعى هو أنها تحوي قطع غيار سيارات ليتضح بعد التفتيش والفحص أنها قطع سلاح، لينتهي الأمر بإخلاء سبيله بعد أن تأكد مختصو الأسلحة بأنها مجرد أسلحة صيد، وشخصياً لم يكن يخالجني أدنى شك في أنها كذلك، أسلحة صيد فرائس وليست لإزهاق النفوس، حيث إن المعروف عن الاتحاديين عامة والختمية خاصة أنهم أبعد الناس عن العنف وأدواته والقتل وأساليبه التي يلغ فيها آخرون ويجيدونها، ومن الأقوال الشائعة عن الختمية إن جدهم الختمي الكبير قد أوصاهم بأن لا يتناولوا الطعام وهو سخن، وفي رواية أن لا يدخلوا أياديهم في (الفتة) وهي ساخنة، إلا أن الذي كان أكثر إثارة للحيرة والاستغراب هو أن نجل مولانا كان لحظتها (يوغنديا) لا يمت بصلة للسودان، اذ أبرز للسلطات المصرية عند توقيفه هويته اليوغندية التي عبّر عنها الجواز الذي كان يستخدمه لحظة توقيفه بالمطار، بحسب المصادر الالكترونية المصرية والعربية التي أوردت وقتها الخبر.. وقبل نحو سبعة أعوام ان لم تخني الذاكرة، أذكر ذاكم التصريح المجلجل والمثير الذي أدلى به عامذاك السفير البريطاني السابق إيان كاميرون والذي كشف فيه أن ثلثي وزراء الحكومة السودانية بريطانيون يحملون جوازات بريطانية منهم الزبير بشير طه، مصطفى عثمان إسماعيل، السماني الوسيلة، جلال يوسف الدقير ، هذا طبعا غير آخرين كثيرين من ساسة وسادة يحملون هويات دول أجنبية أخرى ، منهم على سبيل المثال لا الحصر، مولانا محمد عثمان الميرغني يحمل الجواز الاريتري، د.قطبي المهدي، يمتلك جواز كندي، عبد الرحمن إبراهيم الخليفة نقيب المحامين السابق، ود.كرار التهامي الأمين العام السابق لجهاز السودانيين العاملين بالخارج، يحملان جواز كندي، د. علي الحاج محمد القيادي بالشعبي حائز على الجواز الألماني، وأخيرا وليس آخرا الفريق الفاتح عروة العضو المنتدب بشركة زين ورئيس مجلس ادارة الطيران المدني وهو أمريكاني الجواز.. والسؤال الآن بعد خبر هيئة الجوازات هو ما مصير الهويات الأجنبية للمذكورين وغيرهم من الساسة والقادة اذا لم يتقدموا بطلبات لاسقاط جنسياتهم السودانية، وهذا للمعلومية سؤال استنكاري أكثر من كونه استفهامي.
[/JUSTIFY]
بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي