طلاق إكسبريس

[JUSTIFY]
طلاق إكسبريس

لم نكد ننتبه للارتفاع المتواصل في معدلات الطلاق ونبحث أسبابها وحلولها.. حتى باغتتنا ظاهرة الطلاق السريع والسريع جداً.. إذ أن العديد من الزيجات لا تكاد تمر عليها سنة.. ولا تستمر لبضعة أشهر.. بل إن بعضها ينتهي أثناء شهر العسل أو بعده ببضعة أيام !!

الكثير من الحكايات تطرق مسامعنا، فنمصمص شفاهنا ونستغرب ونستعيذ من الشيطان ونصدر بيانات الاستنكار والشفقة وندعو لأصحابها بالصبر والعوض السريع!

دراسة أمريكية حديثة تؤكد أنه كلما ارتفعت نفقات الزواج زادت احتمالات الطلاق السريع!! والمتأمل في نتيجة الدراسة وفئة غير يسيرة من مجتمعنا وواقعه ووقائعة سيؤكد ما ذهبت إليه! فالشاهد أن معظم الزيجات الأسطورية التي تناقلنا أنباء تفاصيلها البذخية وتقليعاتها الغريبة سواءً من العروس وأهلها أو العريس وذويه، انتهت قبل أن يبدأ العروسان ممارسة حياتهما الزوجية فعلياً.. وهذا بالتأكيد بسبب الفهم المغلوط للزواج.. والنظر إليه على اعتباره مظهر اجتماعي فاره يهتم فيه الطرفان بالقشور ولا يكترثان كثيراً لمسألة التعايش والتوافق والتراحم والسترة!! وحالما انقضت أيام التجهيزات والحفلات بتفاصيلها المدهشة واضطر الاثنان للبقاء معاً بلا زيف أو ألوان.. انكشف المستور.. وظهرت الحقائق الجوهرية.. وانتهت اللعبة الشيقة.. وانهار تمثال البلور!!

من ناحية أخرى.. كلما ارتفع معدل إنفاق الطرفين وأسرهما.. وكلما ازدادت التقاليع.. ارتفع سقف التطلعات.. وتوقع كل منهما من الآخر تقديراً عظيماً لما قدمه من عطاء وتضحيات ونفقات.. وانتظر أن يجتهد الآخر ليسكنه جنة الله في الأرض.. ويحلق به في سماء الدلال والإجلال!

ثم تحدث الصدمة بالواقع المرير.. ويكتشف كل منهما أن الآخر له متطلبات والتزامات ترغمه على الأتيان بما لم يتوقعه.. وهذا يسبب الإحباط ثم الحنق والجدال والاختلاف والطلاق!

سبب أساسي في ارتفاع معدلات الطلاق السريع يتمثل في (الأمهات).. ولاسيما أن أمهات عرسان هذا الجيل في الغالب شابات قويات الشخصية ومتعلمات، وإن لم يكن للتعليم علاقة بالوعي الاجتماعي.. فكل الذي يعرفنه أن كل واحدة تريد الغلبة لابنها أو بنتها على اعتبار أنهما فريقان يدخلان مباراة حامية الوطيس، ولابد لأحدهما أن يحقق الغلبة!

وتظل الأم تلعب دور المخطط والمحرض وتقحم نفسها في تفاصيل حياة الابن أو الابنة حتى لا يعد لديهما الفرصة للعيش بحسب طبيعتهما وأفكارهما ورؤيتهما الخاصة للأمور! ولايلبث أن يحدث الاستنكار والتمرد والطلاق!!

وتبقى الأسئلة الأبرز التي يجب أن يطرحها كل مقبل على الزواج من البنات والأولاد على نفسه: (ماذا أريد من هذا الزواج؟ وماذا أنتظر من الطرف الآخر؟ وماذا يجب أن أقدمه له؟!)..

وقبل كل هذا: إلى أي مدى أعرف حقيقته؟ وإلى متى يمكنني احتماله والعيش معه؟!

تلويح:

احتملوا العام الأول من الزواج.. اصمدوا في وجه المناوشات ورياح الغضب.. وبعدها اختاروا البقاء أو الرحيل.. فالعام الأول هو المحك الحقيقي والعام الأخطر في عمر الزواج.

[/JUSTIFY]

إندياح – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version