تعارف الناس على العديد من الوجبات الشعبية السودانية التي أصبحت علامة سودانية مميزة خارج الوطن مثل وجبة العصيدة بالتقلية والروب وملاح الكول والمرس من «صفق الأشجار واللحوم المجففة» وما تتميز به هذه الوجبات من مواد غذائية عالية، ولكن وجبات الجراد المحمر والمغلي تعتبر دخيلة على مجتمع العاصمة بأم درمان والخرطوم وقد تعارف عليها الناس بالقرى والأودية النائية والفرقان عندما يجلبها الصبية والأطفال من رحلةالعودة مع مواشيهم. «آخر لحظة» تكشف خلال هذه المقابلات فوائد صحية جديدة لوجبة الجراد ربما تكون وسيلة دفاع لأصحاب السلعة وترويجاً لبضاعتهم رغم غرابة الخطوة وسط جيل جديد لا يعرف لحم الطيور ناهيك عن الجراد الغائب عن العين شكلاً وقيمة.
مجموعة من الناس تحلقت بجوار شواية الجراد وسط سوق ليبيا بأم درمان تبدو الدهشة بأعينهم باختلاف أعمارهم التي تراوحت ما بين العشرين والأربعين، من الصبية والعواجيز من مرضى السكري، وقال صاحب المحل الخاص بوجبات الجراد ويدعى إبراهيم محمد إبراهيم : إن هذا التوقيت هو موسم الجراد الذي يتغذى على الحصاد وثمار المزارع حيث يقوم بعض المختصين بإحضاره لنا بالأسواق باعتباره وجبة صحيّة يقال إنها تعالج مرض اليرقان والسكري وتخفض نسبة السكر في الدم، فيما يعتبره البعض وجبة غذاء شهية رخيصة الثمن ويكفي طالبه فقط واحد جنيه.
أشهر أنواعه المحمر والمغلي وسعر الجوال 120 جنيهاً
موسى تاجر الجراد عدَّد أنواعه الجيدة المعدة للأكل منها وجبة الجراد المحمر بالزيت والجراد الناشف «مقرشة» بجانب الجراد المغلي بالماء والملح وهو الأقل سعراً وأصبح ينافس السمك «الصير» في سوق المأكولات باعتباره جالبا للعافية ومحارب للأسعار الباهظة للمأكولات.. ويا جرادة العافية طيري ووفري الوجبة الرخيصة. وعلق أحد الباعة وهو ينظر تجاه ملحمة عجالي تراصت عليها اللحوم بأسعارها الباهظة«بالله في زول تاني يشتري عجالي مع هذا الجراد خاصة أن بعض النصائح تؤكد خلوه من المخلفات والدم وهو يفتح الشهية مع الليمون وأكثر زبائنه من النساء والشباب».