عام مضى على رحيل الزعيم نيلسون مانديلا ولا يزال الدمع سخيناً في المآقي لفقدان جنوب أفريقيا والإنسانية جمعاء واحداً من أهم الشخصيات التي تركت إرثاً وأثراً للبشرية يتمثل في (المصالحة الوطنية) بعد سنوات الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
عام مضى وجنوب أفريقيا تحيي الذكرى الأولى لرحيل لزعيمها بالصلوات والتراتيل والكلمات التي تعبر عن البعد الإنساني في حياة هذا الزعيم الأسطوري فرفيق النضال أحمد كثرادا وبكلمات من القلب، يقول: “إنني أفتقده. لا أفتقده بصفته زعيماً سياسياً فقط، بل بصفته الأخ الأكبر”، ثم قالت غراسا ماشيل التي كانت ترتدي ثوبا أسود وتضع نجمة ذهبية على كتفها: “كان لي شرف الحصول على الامتياز الخاص لأكون الكتف التي اتكأ عليها في غروب حياته، وسأكون ممتنة إلى الأبد لاختياري من أجل هذه المهمة”.
أي زعيم أنت يا ماديبا؟ ما كل هذا الحب؟ وما كل هذا التبجيل من مختلف أنحاء العالم؟ الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي تحتاج بلاده بشدة هذه الأيام إلى (المصالحة) بدلا عن (الانتقام) التي ميزت حياة مانديلا بسبب الشرخ الكبير في المجمتع الأميركي بسبب معاملة رجال الشرطة البيض للشبان السود، قال أوباما في بيان بالمناسبة إنه سيبقى مصدر إلهام لكل الأجيال المقبلة. وأضاف: “منذ عام فقد العالم زعيما ألهمنا جميعا نضاله وتضحياته، وكان نموذجا يذكرنا بالحاجة الدائمة إلى التفهم والمصالحة ورؤية واعدة لعالم أفضل، آمل أن ناخذ جميعا الوقت لرؤية إلى أي مدى ألهمت حياة مانديلا حياتنا ومدى تأثيرها على حياة الأجيال المقبلة، ومن بينها الجيل القادم من القادة الذي مازال أمامه الكثير رغم أن مانديلا ترك وراءه عالما أكثر عدالة وأكثر حرية.
مانديلا لم يلهم الساسة فقط بل ألهم الجميع حول العالم، ولأنه من أهم المناضلين عبر التاريخ ضد العنصرية التي مع الأسف تتبدى أحيانا في ملاعب كرة القدم، كتب نجم الكرة البرتغالية ومهاجم ريال مدريد الإسباني كريستيانو رونالدو في تغريدة على حسابه الخاص بموقع (تويتر) يقول: ‘لقد كان من دواعي السرور والشرف لي أن أعرف مانديلا عام 2010، سيظل ماديبا في قلبي وإرثه مصدر إلهام للجميع”.
يكفي جنوب أفريقيا اجترار اللحظات الحزينة لوداع زعيمها، ولكن كما تتساءل، الصحافية سيسونكي مسيمانغ “هل يجب أن نُصاب بجنون اسمه مانديلا؟ مانديلا قام بما كنا نحتاج إليه في بداية التسعينيات، ومن الواضح أننا نحتاج اليوم إلى طريق جديدة”.
الطريقة الجديدة هي أن تتعود جنوب أفريقيا عليها أن تتعود الحياة من دون مانديلا، رغم صعوبة ذلك، ولكنها الطريقة الأمثل لتكريم الزعيم مانديلا.
[/JUSTIFY] محمود الدنعو – العالم الآنصحيفة اليوم التالي