طالعت بالامس خبراً في صحيفة الرأي العام الغراء وهو يقول إن هنالك خلافاً حاداً وصراعاً يدور ما بين الفنانين الشاب أحمد الصادق ومسعود فائز حول لقب (الخواجة)، حيث تؤكد جماهير المطربين أن ذلك اللقب حق اصيل لها، في مشهد يؤكد مدى (الوضاعة) التى وصلنا اليها اليوم فيما يتعلق بألقاب الفنانين.
قبيل ايام اشدنا بأحمد الصادق وقلنا انه بدأ في استعادة الطريق الصحيح، لنستقبل الخبر اعلاه امس بالكثير من الدهشة والتعجب، خصوصاً أن اللقب نفسه الذى يدور عليه الصراع ليس باللقب الجاذب ولا المميز، بل هو لقب (دوني) للغاية، لا يمت لسودانيتنا من قريب او بعيد، الى جانب أن الصراع نفسه حول اللقب يمنح الكثيرين الاحساس الفوري بإنشغال بعض الفنانين الشباب بأمور (وضيعة) للغاية من بينها الالقاب التى قلنا ونقول مراراً بأنها لا تصنع فنانا على الاطلاق.
قديماً كانت الالقاب تفصل على مقاس الفنانين وكانت تحمل شيئاً من الواقعية تماماً مثل لقب (سفير الاغنية السودانية) والذى اطلق على الراحل سيد خليفة، وهو لقب في موضعه تماماً، فسيد خليفة كان فعلاً سفيراً لاغنيتنا السودانية وواجهة مشرفة لفننا السوداني، لذلك لم يكن اللقب بمستهجن او مستغرب بل كان مثار اعجاب واشادة.
الفنان الراحل محمد وردي كذلك لقب بـ(فنان افريقيا الاول) وهو ايضاً لقب استحقه وردي، وتكفي جماهيريته الواسعة في الدول الافريقية وهوس الكثير من نجوم الغناء الافريقي في ترديد اغنياته، والمدهش في الامر أن اغنيات وردي لازالت حتى اليوم حاضرة على حناجر الافارقة مما يؤكد انه بالفعل كان ولازال (فنان افريقيا الاول).
فنان شاب سألته قبيل مدة عن سبب اطلاقه للقب (هلامي) على نفسه، فقال لي أن الفنانين الكبار هم من بادروا بذلك الشيء، وسألني بخبث: (هسي لقب الفنان الذري بتاع ابراهيم عوض دا مش أوفر شوية)..؟..واذكر انني ضحكت بشدة قبل أن اجيب على ذلك الشاب واقول له بأن لقب (الذري) اطلق على ابراهيم عوض لسبب منطقي للغاية وهو انه جاء في وقت صعب للغاية كانت الساحة الفنية فيه مليئة بالمطربين من الوزن الثقيل، فاستطاع ابراهيم فرض تجربته عبر اسلوب ادائه الخاص واغنياته (المتمردة) في ذلك الوقت، ما جعل الجمهور يطلق عليه لقب (الذري) وذلك لفرضه لتجربته بتلك الصورة القوية والمميزة.
جدعة:
لو جاء الفنانون الشباب لعقد مقارنة ما بين القابهم اليوم والقاب من سبقهم من جيل الغناء السوداني الذهبي فسيجدون أن الفارق كبير للغاية، وسيكتشفون أن القابهم التى يحملونها اثقل وزناً بكثير من تجاربهم الفنية، اما اولئك فقد استحقوا تلك الالقاب عبر تجارب حقيقية جعلت الالقاب تأتي اليهم طائعة مختارة، بعكس بعض مطربي اليوم الذين يطاردون الالقاب، بل و(يتصارع) بعضهم عليها كذلك.
شربكة أخيرة:
اعزائي احمد ومسعود…(خواجة مين والناس نايمين)..؟؟
[/JUSTIFY]
الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني