(نجر البطانية كويس) !!

[JUSTIFY]
(نجر البطانية كويس) !!

* أستاذ ظريف – بمرحلة دراستنا الثانوية – اشتهر بعبارتين خلال دروسه..
* العبارة الأولى هي (نقول كمان) وذلك إذا ما قال غالبية الطلاب إنهم لم يفهموا جزئيةً ما من درسه..
* والحد الأقصى للعبارة هذه هو (ثلاث مرات) تكون كافية حسب أستاذنا هذا كيما يفهم (من أخذته نومة)..
* فإن وقف بعد ذلك طالب وقال إنه لم يفهم يجئ هنا دور العبارة الثانية..
* فهو يصيح فيه مداعباً (طيب جر البطانية عليك كويس!)..
* أي بما أن النُعاس قد حال بينك وبين الفهم فمن الأفضل لك أن تنام نوماً جيداً (بالمرة)..
* وأستاذنا هذا – للعلم – ما كان يعزو عدم الفهم ذاك إلى (بلادة) لدى طلابه وإنما لعجزٍ فيه هو عن (التبسيط!)..
* بمعنى أن العيب فيه هو وليس في طلابه الذين هم كاتب هذه السطور وزملاؤه..
* وعيب مماثل لدى صاحب هذه الزاوية – ربما – هو الذي حال دون فهم الكثيرين لما قال بخصوص فضائية معارضة..
* فقد فوجئ بسيل من ردود الأفعال بلغت حد اتهام البعض له بـ(بيع القضية!)..
* وسرعة إطلاق مثل الأحكام هذه – بالمناسبة – هي واحدة من (هدايا!) المعارضة المجانية للنظام الذي تسعى للإطاحة به..
* وننحو منحى أستاذنا ذاك في التبسيط بما أن العيب فينا نحن – قطعاً – وليس في مخالفينا الذين هم على قدر من الوعي السياسي..
* ومن منطلق (التبسيط) هذا نقول إن المسألة ليست بـ(البساطة) المتمثلة في إنشاء فضائية معارضة و(خلاص)..
* ونبسط أكثر ونقول متسائلين : يعني إذا (انطلق) بث الفضائية هذه (انطلق) الناس طوالي إلى الشارع ؟!..
* فالشعب السوداني الذي ثار ضد كلٍّ من عبود ونميري لم تحركه أداة إعلامية معارضة آنذاك وإنما (رغبة!) عارمة في إحداث التغيير..
* (أها) الرغبة هذه غير متوافرة الآن لدى الناس لأنهم باتوا يخشون (البديل!)..
*والبديل هذا يتمثل عندهم في المعارضة الحزبية المعروفة ..
* فالمشكلة – إذاً – ليست في عدم توافر فضائية معارضة وإنما في عدم توافر (روح الثورة!) لدى المواطنين..
* وهذه هي العلة التي يجب أن يصوب نحوها دعاةُ الفضائية اهتمامهم عوضاً عن تبرير تطاول سنوات الإنقاذ بعدم وجود قناة لـ(كشف الزيف) كما يقولون..
*فالنظام ليس (مستوراً) أصلاً حتى تتم (تعريته) عبر وسائل إعلام مرئية ..
*فهو يقف عارياً (ملط !) على الساحة دون أن يعتريه أدنى قدر من الحياء جراء ما يُقترف تحت مظلته من (موبقات) ..
*والناس الذين تريد أن تخاطبهم الفضائية المذكورة يرون (العُري) هذا رأي العين آناء الليل وأطراف النهار..
* ولكن من يقنعهم بالخروج إلى الشارع رغم حالهم الذي (يصعب على الكافر)؟!..
*أما بالنسبة لكاتب هذه السطور فهو مقتنع بأن أسوأ نظام ديمقراطي أفضل من أحسن نظام شمولي..
* فإن عجزنا عن توضيح رأينا أكثر فما عليه سوى أن نفعل شيئاً واحداً..
* أن (نجر البطانية علينا كويس) إلى أن توقظنا فضائية المعارضة !!

[/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version