من الأخبار الطريفة التي تناولتها بعض الصحف الصادرة أمس الجمعة، أن آلاف المعدنين (الدهابة) بمنطقة قبقبة التابعة لمحلية أبوحمد، سيؤدون صلاة الحاجة ضد قرار المحلية الذي قضى بازالة السوق والمرافق الخدمية التابعة له من منطقة وجوده الحالي ونقله الى مكان اخر لم ترض عنه جموع الدهابة، فقرروا أولا أن يناهضوا (بطريقتهم) هذا القرار الذي اعتبروه جائرا، وكانت وسيلتهم لذلك هي أداء صلاة الحاجة والتضرع الى الله ليرفع عنهم هذا البلاء، ثم اذا لم يجد هذا الأسلوب فتيلا، توعدوا المحلية بأنهم سيرحلون باتجاه ولاية البحر الأحمر ويعلنون انضمامهم لها، في اشارة ذكية لمحلية أبوحمد بأنها ستفقد مليارات الجنيهات التي كان يدرها عليها هذا السوق حال رحيله عن دائرة نفوذها، وصلاة الحاجة رغم أنها صلاة معروفة يؤديها العبد لجوءا إلى الله والدعاء والتضرع والتوسل اليه لقضاء أمر هو بأمسِّ الحاجة إليه، أو لتخليصه من أمر ما أو للقضاء على أمر أهمّه، وعلى الرغم من أننا سمعنا وتابعنا كثيرا من ائمة مساجدنا وخاصة تلك المساجد الرئاسية التي يرتادها رموز السلطة،يقنتون ويدعون على الأعداء من متمردين ومتامرين وخونة سودانيين كانوا أو أمريكيين أو من بلاد تركب الأفيال أو تموت من البرد حيتانها الى اخر الموال، بأن يحصهم الله عددا ويقتلهم بددا ولا يبق منهم أحدا وأن يشتت جمعهم ويفرق شملهم، ثم يعرجوا ليتوعدوهم بالويل والوبال والخبال وسؤ المال الى اخره،الا أنها المرة الأولى التي نسمع فيها عن صلاة تقام ودعاء يرتفع ضد أي مستوى من مستويات السلطة…
ظني أن أقوى دعاء سيردده هؤلاء الدهابة الناقمين على المحلية كي يدرأ الله عنهم كيدها ويرد تدبيرها الى نحرها،هو أن يعكفوا على قراءة الاية الكريمة من سورة يس ( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون) وأن لا ينفكوا من ترتيلها الا عند دخول وقت الصلاة المكتوبة،ذلك أن هذه الاية الكريمة بحسب قول بعض الشراح والفقهاء في معناها أنه لما جلس عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، وأبو جهل وأمية بن خلف ، يرصدون النبي – صلى الله عليه وسلم – ليبلغوا من أذاه ، فخرج عليهم – عليه السلام – وهو يقرأ ( يس ) وفي يده تراب فرماهم به وقرأ( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا) فأطرقوا حتى مر عليهم عليه السلام، بل وربما ينبري أحد الدهابة الزهاجة ويعتلي المنبر ويلقي على الجمع الكبير بشئ من التحريف بعض مقاطع من قصيدة أخونا الشايقي الشهيرة (يمين بالله يا محلية لو سألوك نان عمياني من الاسواق..
تسوقي الوتّي في ساقي تورها يقطع الخنّاق .. تسوقي ليك داف تدقشو ترلة في عقبة يخليكي لا ضهر لا ساق .. نان بالله لو سألوكي ماتعرفي القروش بي وين.. ناس بانية عمارات وناس راحات وناس تخزين .. حكمتي تجينا نحنا المساكين البنلقط بي قرش وقرشين .. تقرشك عقرباً تلقاك فوق الريق يكون جسمك مرطب تب.. تقرشك سموم الصيف تخلي وشيك قايم حب .. وِقرْشاً يبلعك يسرِع يلف بى جدة والصومال ويجيبك لينا تانى هنا.. يرميك فى الرصيف بي جاى يسلب لحمك الفوقك يخليك بس عضام و عصب .. تعيقينا نحنا ..؟
[/JUSTIFY]
بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي