ألهب المطرب عمرو دياب مشاعرَ ما يقرب من 50 ألف مشجع مصري، احتشدوا داخل استاد القاهرة الدولي للاحتفال بفوز منتخب بلادهم بكأس الأمم الإفريقية للمرة السابعة مساء الجمعة 5 فبراير/شباط.
وكان استاد القاهرة قد فتح أبوابه منذ الثالثة عصر الجمعة للجمهور، وظلت البوابات مفتوحة حتى السادسة والنصف عندما أغلقت إدارة الاستاد البوابات ومنعت الجمهور من الدخول.
وفي الثامنة مساء بدأت فرقة عمرو دياب في الصعود إلى المسرح استعدادا لصعود المطرب الملقب بـ”الهضبة”، الذي صعد في الثامنة والربع واستمر في الغناء لمدة سبعين دقيقة.
وعلى أنغام أغنية “الله على حبك أنت” صعد دياب إلى المسرح مرتديا (جاكيت جلد وحذاء طويل)، ثم خلع رابطة العنق التي كان يرتديها.
وعقب انتهاء عمرو من أغنيته الأولى وجَّه تحيةً للجمهور الحاضرين وللمنتخب وللرئيس المصري محمد حسني مبارك ونجليه علاء وجمال اللذين حضرا الحفل، وقال “مبروك لمصر، وشعب مصر، ورئيس مصر، ومنتخب مصر، رجالتنا اللي شرفونا، ورفعوا راسنا لفوق، وخللونا أسياد إفريقيا”.
واستدرك المطرب المصري قائلاً “وبحيي الجهاز الفني والمنظمين لأني عمري ما شفت الجمهور ده كله إلا على أيد المنتخب”.
وأدى دياب أغنيات: قمرين، والعالم الله، ونور العين، ولو عشقاني، وليلي نهاري، ووياه، فيما كانت شاشة العرض التي وضعت خلفه على المسرح تعرض مقاطع من كليباته لنفس هذه الأغنيات.
الهتاف للهضبة
وقد فاجأ دياب الجمهورَ بالنزول من على المسرح عقب هتافات الجمهور له “تعالى.. يا عمرو” وقام بالجري حول الملعب، مؤكدا أنه لم يفعل ذلك منذ عشرين عاما.
واستكمالا لسلسلة المفاجآت فقد صعد لاعبو المنتخب والجهاز الفني على المسرح أثناء أداء عمرو لأغنية “ليلي نهاري” وقطعها، ليغني لهم “وياه” التي اندمج معها لاعبو المنتخب بالرقص، لدرجة قيام عصام الحضري حارس مرمى المنتخب بإمساك الطبلة والدق عليها.
وأطلق عمرو دياب عددا من (الإفيهات) أثناء غنائه، كان أبرزها عندما أمسك حارس المرمى عصام الحضري بالطبلة ضاربا عليها، إذ قال له عمرو “كلك مواهب يا حضري”.
وتوقف المطرب المصري عن الغناء طالبا من الجمهور ترديد الهتاف الذي يقول “زي ما قال الريس… منتخب مصر كويس”، وذلك قبل أن يبدأ في أداء أغنية “بالحب اتجمعنا” ليختتم فقرته بأغنية “وياه” التي غنّاها ثلاث مرات خلال ذلك الحفل.
وكانت الطرق المؤدية إلى الاستاد قد شهدت زحاما شديدا، حيث أغلقت الطرق تماما، وانتشر باعة الأعلام وعربات الأمن المركزي حول الاستاد بكثرة، فيما تمركزت قوات من الشرطة وعربات الإسعاف والمطافئ، وحملات التبرع بالدم داخل الاستاد.
وبدأت إدارة الاستاد تعرض على الشاشات العملاقة الموجودة داخل الاستاد منذ السادسة مساء جميعَ الأهداف التي أحرزها المنتخب خلال بطولة كأس إفريقيا، وعرضت عددا من الأغنيات، منها أغنيات حسين الجسمي “مبروك لمصر”، و”اسألوا كل الناس”، ونانسي عجرم “لو سألتك أنت مصري”، و”مصر العروسة”، وشيرين “ماشربتش من نيلها” و”بلدنا”، وحمادة هلال “والله وعملوها الرجالة”، وغيرها من الأغنيات التي تفاعل معها الجمهور.
وكان المجلس القومي للرياضة -منظم الحفل- قد أعد مكانا مخصصا للاعبين والجهاز الفني خلف المسرح الذي خصص لدياب، وكان أول الحاضرين الكابتن حسن شحاتة وباقي أفراد الجهاز الفني والذين حضروا في السادسة والنصف، فيما بدأ توافد اللاعبين في السابعة.
وفي السابعة والنصف بدأ الجهاز الفني واللاعبين في السير بالملعب لتحية الجمهور، ثم صعدوا إلى المسرح وقاموا بالسجود عليه، واضعين الكأس أمامهم قبل أن يصعد عمرو دياب ليبدأ فقرته الغنائية.
فلاشات على الحفل
وبعيدا عن الحفل فقد شهدت الكواليس العديدَ من المواقف التي رصدها مراسل mbc.net، وكانت بدايتها غياب العديد من المطربين الذين كانوا يساندون المنتخب في كافة مبارياته، وقد تردد أنهم رفضوا الحضور للحفل بعد إصرار دياب على أن يغني في الحفل وحده، وألا يشارك أي مطرب آخر في الحفل.
وقد داعب الجمهور الكابتن حسن شحاتة مدرب المنتخب عند قيامه بتحيتهم بأداء أغنية “اضحك يا أبو علي يا خفيف الدم… اضحك يا أبو علي واطلع م الهم”.
وتسبب الزحام الشديد وتدافع الجمهور عقب انتهاء الاحتفال في حدوث عددٍ من حالات الاختناق، خاصةً بين الفتيات والأطفال، حيث هرولت عربات الإسعاف التي انتشرت بشدة داخل الاستاد بهدف تقديم المساعدة للحالات الطارئة.
محمد إبراهيم طعيمة mbc.net