يهوديات يطالبن بإلغاء “فصل الجنسين” في الحافلات

تطالب يهوديات متدينات بإلغاء الفصل بين النساء والرجال في الحافلات الإسرائيلية المخصصة للأحياء والمدن التي توجد فيها تجمعات للمتدينين المتشددين.

ويطبق نظام الفصل في الحافلات منذ عدة سنوات في مناطق اليهود المتشددين حيث يسمح للنساء باستخدام الباب الخلفي فقط والجلوس في المقاعد الخلفية، بينما يستخدم الرجال الباب الأمامي والمقاعد الأمامية.

واعترضت منظمات نسائية للمتدينات وغير المتدينات لدى المحكمة العليا على هذا النظام باعتباره انتهاكا لحق المرأة كما تؤكد هذه المنظمات أن النساء يتعرضن للعنف والمضايقات في هذه الحافلات.

وقبل أسبوع، أوصى وزير المواصلات الليكودي يسرائيل كاتس بالاستمرار في تشغيل حافلات الفصل بين الجنسين لدى المتدينين، ما زاد الجدل في أوساط النساء.

وقالت دينا فيلدمان من منتدى نساء متدينات “نعارض استمرار الفصل في الحافلات ونرى فيه خطورة على الجمهور وخصوصا عندما يؤيده مسؤول حكومي إذ يعيد المرأة إلى الخلف لقرون قديمة، ويجعلها في المرتبة الثانية”.

وأضافت “نعارض رأي الوزير يسرائيل كاتس فيما يخص استمرار الفصل ولقد انضممنا إلى منظمات ومنتديات نسائية وتقدمنا بالتماس للمحكمة العليا ضد موقف وزير المواصلات المؤيد لنظام هذه الحافلات”.

مناهضة للنساء

من جهتها قالت عضو بلدية القدس راحيل عزرائيلي وهي ممن يقدن الحملة ضد حافلات الفصل “أعتقد أن هذه الباصات تسيء إلى وضع المرأة في إسرائيل، وتؤثر على نمط الحياة الاجتماعية. قرار الوزير يتعارض مع آراء مجموعة كبيرة من المتدينين”.

وأضافت “قرار الوزير غير قانوني فدولة إسرائيل تؤمن بالمساواة بين المرأة والرجل في قانونها الأساسي، وما يطبق في المواصلات العامة التي تملكها الدولة مناهض لحقوق المرأة والقانون الأساسي”.

2108 حافلات تطبق الفصل

وتسير شركتا النقل العام في إسرائيل “دان” و”ايجيد” نحو 2108 من حافلات الفصل الصارم بين الركاب الذكور والإناث في 28 منطقة سكنية وتتبع 90 مسارا. ويطلق على هذه الحافلات اسم “مهدرين” ومعناها التشدد في الحلال “كاشير”.

وفي حي “مئاه شعاريم” المتشدد الذي يطبق القواعد الدينية الصارمة يتجول الرجال في بزات ومعاطف سوداء فضفاضة وقبعات سوداء كبيرة، مطلقين لحاهم وسوالفهم. ويكرس الرجال المتدينون معظم أوقاتهم للصلاة ودراسة اللاهوت.

وتغطي النساء شعورهن ورؤوسهن بقبعات أو شعر مستعار احتشاما (بدلا عن المنديل أو الحجاب) كما يرتدين الفساتين الطويلة التي تغطي الساقين والذراعين.

الرجال في زاوية.. والنساء في أخرى

وفي الحي ذاته تقف النساء في زاوية ويقف الرجال في زاوية أمام موقف الحافلات وما أن تتوقف الحافلة رقم 40، إحدى حافلات الفصل، حتى تتجه النساء إلى الباب الخلفي تلقائيا. تجلس المرأة في الخلف تفاديا للتعامل مع السائق وتستخدم بطاقة تثقبها عبر آلة موجودة في القسم الخلفي.

وقالت شارون (58 عاما) وهي تضع شعرا مستعارا أشقر تستر به شعرها الحقيقي “التوراة تمنع أن يكون موقع المرأة أمام الرجل، وتمنع الاختلاط بين الرجال والنساء، وهذه الحافلات لاحترام التوراة”.

وأضافت “في هذه الحافلات تحافظ المرأة على حشمتها، المرأة تعرف مكانها، ولا يكون هناك تدافع”. وشددت “لا يوجد خطوط باصات كافية في القدس، نريد خطوطا وحافلات أكثر”.

احترام للنساء

وفي حي بار ايلان في القدس الغربية الذي يعيش فيه المتشددون قالت ميخال (25 عاما) التي تعمل معلمة “أنا أفضل حافلات الفصل، هذا لا يمس حريتي أو مساواتي مع الرجل، أنا أجد نفسي مرتاحة أكثر في مقاعد مخصصة للنساء، لأنه أكثر احتراما وتوقيرا لها”. وتساءلت” لماذا أجلس بجانب رجل يلامس كتفه كتفي؟”.

وتتداول المحكمة العليا منذ ثلاث سنوات قضية حافلات الفصل “مهدرين” في التماس قدمه مركز العمل الديني الإسرائيلي لإنهاء العمل بها. وأوصت المحكمة العليا وزير المواصلات كاتس بتشكيل لجنة لتقصي مشروعية الحافلات.

وقررت اللجنة التي عينها الوزير كاتس أن ترتيبات الانفصال تشكل تمييزا قسريا ضد المرأة وأوصت بحظرها، غير أن الوزير أوصى الأحد الماضي باستمرار عمل حافلات الفصل. وانتقد قضاة محكمة العدل العليا الخميس الماضي وزير النقل.

كتائب الحياء

وتجوب في شوارع الأحياء المتدينة مجموعات أصولية تطلق على نفسها اسم “كتائب الحياء” تنشر الرعب بين النساء اللواتي يخرجن عن النظام الأخلاقي الصارم، وفق معتقداتهم. وتكتب لافتات عند مداخل الأحياء المتشددة موجهة للمرأة “الدخول إلى المنطقة بلباس محتشم” وتكتب على نوافذ الحوانيت “نستقبلكن إذا كانت ملابسكن محتشمة”.

وأكدت عضو البلدية راحيل عزرائيلي “أبلغنا عن اعتداءات عدة بالضرب على نساء رفضن الجلوس في المقاعد الخلفية في هذه الحافلات. وعندما لا تتعرض المرأة للضرب، فإنها تتعرض للمضايقة والإزعاج اللفظي بأن يصرخ رجل عليها بقوله: إذهبي للخلف، أو يرمقها الرجال بازدراء ويضايقونها بطرق شتى”. وشددت عزرائيلي يجب “إعادة الحق في المساواة بين الجنسين في حافلات النقل العام”.

العربية نت

Exit mobile version