وصلتني الرسالة ادناه من الاستاذ أحمد مضوي آدم من تلفزيون كوستي، ولاهميتها رأيت أن اقوم بنشرها كاملة عبر مساحة المقال اليوم على أن نعقب عليها فيما بعد.
نص الرسالة:
يعتبر التلفزيون بحق اقدر وسيلة على التأثير في مجال الإعلام الحديث، وله دورة المهم في ضروب المعرفة والثقافة والتعليم والتأثير في الرأي العام وتشكيله، ويتميز التلفزيون على الوسائل الاخرى بأنه يجمع بين الصوت والصورة وهذا ما يميزه على بقية وسائل الاتصال، لأن الصورة تسيطر على أهم حواس الإنسان (السمع والبصر) وهي أشد الحواس اتصالا بما يجري في نفسه من أفكار ومشاعر، لذا كان للتلفزيون التأثير الأكبر على الرأي العام وهو يتفوق على مختلف وسائل الاتصال الاخرى بصورة منقطعة النظير، ومما سبق ذكره يظهر جلياً أن للتلفزيون دور مهم جدا وهذا ما اكدته ثورة الإنقاذ في العام 1995 حيث انتقل البث العام من بث تماثلي ارضي إلى بث فضائي رقمي، وفي نفس العام اصدر رئيس الجمهورية قرارا بإنشاء التلفزيونات الولائية برقم (43 ) وكان لها دور هام وبارز في نشر الوعي والمعرفة، وتثبيت قواعد الدولة ولكن مع التطور الفضائي المتسارع المفتوح على مصراعيه أصبحت التلفزيونات الولائية (أطرش في زفة)، وهي في مهب الريح وتدنت نسبة مشاهدتها إلى اقل مستوى لها بسبب البدائل المتوفرة والمتاحة وتسلل موظفيها جهارا نهارا للبحث عن بديل آخر لإشباع رغباتهم المهنية والمادية، اما البقية الباقية فقد أصابها الإعياء وحالات هستيرية متنوعة تتفاوت من موظف إلى آخر وهي أيضاً تبحث عن الخروج من النفق المظلم بأقل الخسائر.
هذه التلفزيونات الولائية الآن خارج دائرة المنافسة البرامجية، علما بأنها كانت تقدم برامج ذات طابع محلي بحت يصب في الخارطة القومية، وحتي نغير من هذا الواقع المرير لابد من تحسين مقدرة التلفزيونات الولائية وتوسيع دائرة بثها من ارضي إلى فضائي حتي تكون متاحة للجميع وسهلة المشاهدة ومن ثم تحديد مضمون الرسالة كيفا وكما والجمهور المستهدف بها.
بعد أن كانت هنالك بوادر أمل بان تصدر رئاسة الجمهورية قرارا بترفيع البث المحلي الولائي إلى بث فضائي كما حصل بداية الثورة بإنشاء التلفزيونات الولائية، حصل العكس تماما وتم منع قيام فضائيات جديدة في الولايات، بينما لم يكن هناك مبرر منطقي واحد لذلك الامر، خصوصاً أن البث الفضائي الولائي ليس خصماً على البث القومي، ودونكم التجربة المصرية فهي تشتمل على سلسلة قنوات تعليمية وثقافية ورياضية متخصصة لشعب ذي ملمح واحد من حيث لغة والثقافة، مع العلم أن المكون الثقافي السوداني يوجد فيه التنوع والتباين في اللغة واللهجة والثقافة وهذا في حد ذاته يحتاج لعدد من الفضائيات لإظهاره للعالم بل من المؤكد مساهمة التلفزيونات الفضائية بصورة أو بأخرى في ممسكات الوحدة الوطنية للوطن القارة، وهذا الأمر حقيقة يحتاج لمراجعة، ويستحسن تكوين لجنة من الخبراء وأصحاب الاختصاص للدراسة والتشريح الدقيق لحالة التلفزيونات الولائية الآنية، ومن ثم وضع الحلول المناسبة والمنطقية للاستفادة من الطاقات الشبابية المتعطلة والمهدرة في اللا شيء، او العمل على إعادة دمج وتسريح هؤلاء الموظفين بدلاً من جعلهم يموتون موتاً بطيئاً.
[/JUSTIFY]
الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني