عندما قال السيد وكيل وزارة الخارجية في لقائه بالصحفيين إن هناك شيئاً ما يدبر ضد السودان في معرض حديثه عن أحداث تابت وما أدراك ما تابت لم يخامرني شك بأن السيد الوكيل يعلم ذلك الشيء، ولكن ربما مذهبه الدبلوماسي جعله يستخدم تلك العبارة التي يكسوها الغموض ولكن ربما نسي سيادته الرعب الذي يخرج من ثناياها وربما كانت عبارة تحذيرية بطريقة (شايفنكم) أو محاولة استباقية لتبويظ الشغلانة المهم أن الأمر المؤكد أن العنكبوت الدولية تنسج في خيوطها حول السودان فالدور والباقي على السودان أن (يقد) بيت العنكبوت هذا .
لعن السيد الوكيل سنسفيل قوات اليوناميد ووصفها بالفساد وأنها قامت بعمليات اغتصاب (الزول ما طبظها) وإنها كانت تمارس العنصرية والجهوية في توظيفها وتعاملها مع الناس المحليين، وقال إن السودان طالبها بأن تحزم حقائبها وتخرج من البلاد لكن الأمر المؤكد أن السودان لم يطلب رسمياً من اليوناميد المغادرة لأنه طالما أن الأحوال في دارفور لم تستقر وليست على وشك استقرار فإن خروج اليوناميد لن يكون بدون بديل عسكري دولي طالما أن هناك جهات دولية معتبرة تقول هناك عمليات اغتصاب تتم بعلم السلطات السودانية والسودان يقول إن اليوناميد تغتصب هي الأخرى فمن غير المعقول أن يتفرج العالم على غابة الاغتصابات هذه (ما قلت ليكم الزول طبظها ).
البروفسير غندور خرج من السودان وهو يتابط قرار مجلس الأمن 2046 ليواصل الجولة السابعة من المكان الذي وقفت فيه الجولة السادسة التي أنهت كل الملفات إلا القضية الإنسانية والسياسية والترتيبات الأمنية ولكن غندور وجد السيد عرمان ومن خلفه أمبيكي يطرحان على الطاولة كل قضايا السودان تحت قرار مجلس السلم والأمن الإفريقي 456 وهكذا تاهت القضية بين 2046 الأممي و456 القاري ثم اختفى غندور لأيام ليظهر دكتور أمين حسن عمر في ذات أديس ليتفاوض مع حركات دار فور المنضمة للجبهة الثورية وتابط أمين اتفاقية الدوحة رافضاً أي مرجعية أخرى فجاء خطابا مني أركو مناي وجبريل إبراهيم رافضين تاماً للدوحة وطرحا خمسة بنود جديدة تنتهي بالجنائية ليصبح مسار دارفور هو الآخر مكانك سر.
السيد غندور بعد رفع الجولة السابعة بينه وبين ياسر عرمان، صرح بأن دونالد بوث المبعوث الرئاسي الأمريكي للسودان وجنوب السودان هو الذي كان يدير التفاوض خلف ستار وأنه هو صاحب مقترح الحكم الذاتي وأن عرمان له أجر المناولة فقط. بوث لديه مشكلة مع السودان وهي أن السودان رفض أن يمنحه تاشيرة الدخول التي طلبها ثلاث مرات منذ تسميته للمنصب. حجة السودان أن المناديب الذين سبقوه (سوو الدرب ساسيقه) ولم يفعلوا شيئاً بل ظلوا يوعدون ويخلفون و(تحت تحت) يضحكون على السودان والسودانيين فيبدو أن بوث أراد أن يظهر للسودان العين الحمراء ولسان حاله أن أمريكا أم الدنيا إذا منعتوني من دخول الخرطوم (بتاعتكم دي) أعرف كيف أدخلها بنفوذي وليس بجسدي (تحسبوا لعب ؟ )
ثم في يوم الجمعة تبدأ الجولة الثامنة بين غندور وعرمان ويقدم الأخير الحكم الذاتي رسمياً ثم تتكلم ورقته عن تأجيل الانتخابات والأجندة القومية لتصبح الثامنة أسوأ وأضل من السابعة ويتهم غندور جهات غربية بالتدخل لإفساد الشغلانة. إذن ياجماعة الخير تبقى لنا إلقاء نظرة على ما فعله بقية السياسيين الموجودين في أديس ولم يشملهم المساران -بتوع المثلث – ونرى إن كان بالإمكان وضع اليد على ذلك (الشيء الما)..
[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]