كلام في السياحة ..!

[JUSTIFY]
كلام في السياحة ..!

السياحة استثمار فيه العديد من الفوائد وليس الغرض منها جلب الدولارات فقط، فالسياحة ترفع مستوى الخدمات ومستوى الأداء في القطاعين الحكومي والخاص، السياحة تسبب زيادة القوة الشرائية وإنتعاش السوق.
وخلافا للهواجس الكبرى … السياحة تنقل تجارب وثقافات البلدان الأخرى إلى السودان، وهنا تندلع الكثير من النقاشات والمغالطات، لأن النموذج التقليدي للسياحة هو الخمر والرقص والفواحش … وهذا خطأ كبير ..!
النسبة الأكبر في الدنيا كلها هي السياحة الأسرية وهي النسبة التي توفر مالا أوفر، فالأسرة عندما تدخل إلى بلد تؤجر بيتا أكبر وتشتري طعاما أوفر وتعتمد على سيارات الأجرة وتشتري ملابس وهدايا أكثر … أما السائح المفرد … فيسكن في غرفة واحدة وقد يمشي وقد يبحث عن مواصلات رخيصة لو وجدها.
والسياحة الأسرية ترتاد كل المناطق تقريبا، المطاعم، المسارح، مراكز التسوق، المنتزهات، مدن ترفيه الأطفال، المتاحف، الخ ..!
أما السائح المفرد، ذو الصورة السيئة لديه تخصص في أماكن محددة وهي غير موجودة أصلا في السودان، ولذلك لن يأتي من الأساس.
قال لي الخبير الإقتصادي وهو يمد بصره في زرقة البحر على كورنيش بورتسودان، البداية الصحيحة لهذا الموسم السياحي هي التعويل على “السياحة الداخلية”، التعويل على السودانيين وعلى الأجانب المقيمين في السودان. السياحة الداخلية هي البداية الصحيحة لأي تخطيط سياحي لأنها تكتشف العيوب والمشاكل وتؤسس للقطاع السياحي بطريقة سليمة.
هل يا ترى استصحبت ولاية البحر الأحمر هذا الحديث المؤسس أم أنها اعتمدت على “السياحة الداخلية” مجبورة؟
في كل موسم سياحي في ولاية البحر الأحمر وبالتحديد في ملتقى الاستثمار الذي ينظمه اتحاد أصحاب العمل أطرح ذات التوصية التي أطرحها كل عام، وهي ضرورة فتح ميناء بورتسودان الجوي بذات الدرجة التي يتمتع بها مينائها البحري، وفي كل عام اسمع ذات الآراء المتناقضة.
منهم من يؤكد صحة حديثي ويقر بأن هيئة الطيران المدني تكبل ميناء بورتسودان وتعيق صلاحياته في استقبال رحلات جوية مباشرة كما يريد أهل ولاية البحر الأحمر، لا تسمح له بخط مباشر لأديس أببا ولا خط مباشر إلى إيطاليا ولا خط مباشر إلى اسمرا أو غيرها ..!
فقط تسمح بخط القاهرة وخط دبي وخط جدة وخط الخرطوم … وبعضها يتوقف لفترات …!
ومنهم من يؤكد أن هيئة الطيران المدني تسمح وتوافق عبر إجراءات عادية جدا ولكن لا يوجد إقبال يغري شركات الطيران المحلية أو الأجنبية لتسيير الرحلات الإضافية.
ومنهم من يقول لي لا هذا ولا ذاك ويشرع في رواية قصص طويلة ومملة … ولذلك الحقيقة مازالت ضائعة على مدى أربعة أعوام … وربما يحتاج الحديث إلى حلقة تلفزيونية… في برنامج … حتى تكتمل الصورة!
[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني

Exit mobile version