القاهرة (رويترز) – حذر الرئيس المصري حسني مبارك يوم الاحد المسلمين والمسيحيين في بلاده من عواقب أي مساس بالتعايش بينهم بعد مقتل ستة مسيحيين في هجوم بالرصاص في محافظة قنا في جنوب البلاد.
وقال في كلمة في احتفال سنوي للشرطة “انني كرئيس للجمهورية ورئيس لكل المصريين أحذر من مخاطر المساس بوحدة هذا الشعب والوقيعة بين مسلميه وأقباطه وأقول بعبارات واضحة اننى لن أتهاون مع من يحاول النيل منها أو الاساءة اليها من الجانبين.”
وأضاف أن النزاعات الطائفية في مصر ترجع الى غياب خطاب ديني تنقصه الاستنارة.
وقال “نواجه أحداثا وظواهر غريبة على مجتمعنا يدفعها الجهل والتعصب ويغذيها غياب الخطاب الديني المستنير من رجال الازهر والكنيسة.”
لكن مبارك قال ان هناك مدا اسلاميا سلفيا يقف وراء حوادث العنف ضد المسيحيين.
وقال “يخطيء من يتغافل عن المخاطر المستمرة للارهاب والتطرف واتساع دائرة الفكر السلفي وجماعاته والدعاوى المغلوطة لتكفير المجتمعات والمحاولات المستمرة لترويع الامنين والاخلال بالسلام الاجتماعي وزعزعة الاستقرار.”
ولاقى المسيحيون الستة حتفهم وأصيب تسعة اخرون في هجوم بالرصاص في وسط مدينة نجع حمادي عشية عيد الميلاد الذي يحتفل به الاقباط الارثوذوكس في السابع من يناير كانون الثاني. وقتل في الهجوم شرطي مسلم.
وبعد الحادث بيومين قالت الشرطة ان ثلاثة مسلمين سلموا أنفسهم مقرين بتورطهم في الهجوم.
وبعد تحقيق سريع أجرته النيابة العامة أحيلت القضية الى محكمة أمن الدولة العليا طواريء.
ورجح سكان أن يكون الهجوم ردا على قيام شاب مسيحي بهتك عرض طفلة مسلمة في نوفمبر تشرين الثاني في قرية تتبع مدينة فرشوط المجاورة لنجع حمادي.
وكان مئات من المسلمين الغاضبين أشعلوا النار في متاجر أقباط في مدينة فرشوط في ذلك الوقت بعد أن فشلوا في الفتك بالشاب المسيحي أثناء قيام الشرطة بنقله الى المحكمة لنظر تجديد حبسه في القضية.
ويحاكم الشاب المسيحي أمام محكمة جنايات قنا.
وينتمي المقبوض عليهم في قضية مقتل المسيحيين لنفس القبيلة التي تنتمي اليها الطفلة التي يحاكم الشاب المسيحي بتهمة خطفها واغتصابها.
ويتوقع محامون أن تحكم محكمة أمن الدولة العليا طواريء بالاعدام شنقا على المسلمين الثلاثة وأن تحكم محكمة الجنايات بنفس الحكم على الشاب المسيحي.
وقال مبارك في كلمته “انني أقول لابناء الوطن من الجانبين وبعبارات لا تحتمل اللبس أو التأويل اننا سنواجه أية جرائم أو أفعال أو تصرفات تأخذ بعدا طائفيا بقوة القانون وحسمه.. بعدالة سريعة ناجزة وأحكام صارمة توقع أقصى العقوبة على مرتكبيها والمحرضين عليها وتردع من يستخف بأمن الوطن ووحدة أبنائه.”
ويقضي القانون في مصر بالاعدام شنقا لمن يخطف أنثى ويغتصبها.
كما يقضي بالاعدام شنقا في جرائم القتل المقترن بسبق الاصرار والترصد.
وتبادل مسلمون ومسيحيون احراق منازل ومتاجر وسيارات بعد مقتل المسيحيين الستة.
والعلاقات طيبة بين المسلمين والاقلية المسيحية في مصر لكن نزاعات دموية تنشب أحيانا بسبب بناء كنائس أو ترميمها أو تغيير الديانة أو بسبب علاقات بين رجال ونساء من الجانبين.
من ناحية اخرى أبدى الرئيس المصري حسني مبارك يوم الاحد غضبا تجاه حركة المقاومة الاسلامية حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
وقال في كلمة في احتفال سنوي للشرطة “ما لا نقبله ولن نقبله هو الاستهانة بحدودنا أو استباحة أرضنا أو استهداف جنودنا ومنشآتنا.”
ومضى قائلا “الانشاءات والتحصينات على حدودنا الشرقية عمل من أعمال السيادة المصرية لا نقبل أن ندخل فيه في جدل مع أحد أيا كان أو أن ينازعنا فيه أحد كائنا من كان.
“انه حق مصر الدولة بل وواجبها ومسؤوليتها وهو الحق المكفول لكل الدول في السيطرة على حدودها وتأمينها وممارسة حقوق سيادتها تجاه العدو والصديق والشقيق على حد سواء.”
وتعارض حماس إنشاء جدار فولاذي تقيمه مصر تحت خط الحدود مع قطاع غزة يمكن أن يتسبب في سد أنفاق سرية تستخدم في تهريب البضائع من مصر الى القطاع الذي تحاصره اسرائيل.
وتقول كل من مصر واسرائيل ان الانفاق تستخدم في تهريب السلاح أيضا.
وأطلق رصاص من قطاع غزة خلال مظاهرة احتجاج على الجدار نظمتها حماس أدى الى مقتل شرطي مصري في برج مراقبة في مدينة رفح على الحدود مما أثار استياء مصريا ومطالبة بتسليم مطلق الرصاص لكن حماس قالت انها ستحقق في الحادث.
وقال مبارك “يقولون ان ماحدث فى العريش وفى رفح سحابة صيف.
“وأقول لهم ما أكثر سحابات الصيف فى تعاملكم معنا وما أكثر ما نلاقيه منكم من مراوغة ومماطلات وأقوال لا تصدقها الأفعال وتصريحات ومواقف متضاربة ترفع شعارات المقاومة وتعارض السلام. فلا هم قاوموا ولاسلاما صنعوا.”
واشتبك أعضاء قافلة اغاثة أشرف عليها النائب البريطاني جورج جالاوي لقطاع غزة الشهر الماضي مع الشرطة المصرية في العريش بسبب خلاف حول مرور سيارات في القافلة من معبر رفح ووقعت اصابات في الجانبين.
وقال مبارك “نحن ماضون في استكمال الانشاءات والتحصينات على حدودنا ليس إرضاء لأحد وانما حماية لأمننا القومي من اختراقات نعلمها وأعمال ارهابية كالتى وقعت فى طابا وشرم الشيخ ودهب والقاهرة واستهدفت مصر في أمنها وأرواح وأرزاق أبنائها.”
ويشير مبارك الى عمليات ارهابية وقعت في السنوات الماضية وأوقعت أكثر من 100 قتيل بينهم سائحون أجانب تقول مصر ان متفجرات استخدمت فيها هربت من الانفاق السرية.
وقال مبارك “اننا لن نضيق ذرعا بما تحملناه ونتحمله من أجل القضية الفلسطينية وقضايا أمتنا لكنني أقول أن أولويتنا ستظل لمصر أولا وقبل أى شيء وكل شيء آخر.”
ومصر وسيط بين حماس وحركة فتح التي يرأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس سعيا لتحقيق مصالحة بين الحركتين المتنافستين كما أنها وسيط بين حماس واسرائيل سعيا لصفقة لتبادل الاسرى بينهما والحفاظ على هدنة سارية أغلب الوقت.