مجد اللاءات الثلاث.. هل من عودة تاني

[JUSTIFY]
مجد اللاءات الثلاث.. هل من عودة تاني

أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً، تلك بالضبط هي الانتباهة المتأخرة للسياسة الخارجية السودانية، انتباهتها لأهمية التحرك من منطقة الجمود المريب إلى خانة التعاطي الإيجابي والحرص والاهتمام بعلاقات السودان مع محيطه الإقليمي، بكل ما فيها من تعقيدات ومسافات فاصلة مع بعض من أخطأ في حق السودان، ليجد حبل الصبر ممدوداً له لأقصى درجة ممكنة، لتتجدد أمامه الفرصة في تصحيح الخطأ الذي اقترفه فينا.. بشرط أن ندير الأمر باتباع سياسة الترغيب في علاقات دول الجوار مع السودان وليس الترهيب والاحتكاك.. والراصد لهذا المسار الذي نلحظه يجب أن يحفظ لعهد الوزير كرتي حقه، فقد تحسنت خلاله الأمور مع دولة جنوب السودان بدرجة كبيرة، وانتقلنا من محطة التنافر والتلاعن والقتال إلى مرحلة وسطية جيدة مع الاحتفاظ بالمواقف..

كذلك مصر التي نرجو أن يتم التأسيس الصحيح لعلاقاتنا معها، والذي لن يحدث إلا بعد معالجة الملفات الخلافية بالوضوح الذي يعيد الحق لأصحابه، لكن الملاحظة المهمة هي أن مصر باتت ترغب وبشدة في تحسين العلاقات مع السودان، ليس خوفاً ولكن طمعاً في تحقيق مصالح مشتركة، وهو النوع الحميد من الطمع الذي يجب أن نتحلى به نحن أيضاً تجاه الآخرين في الحدود التي تحفظ لنا كرامتنا وقدرنا..

وقبل مصر فتحت ماكينة الدبلوماسية السودانية الطريق المغلق بالأشواك بيننا وبين دول الخليج.. بعد أن أزالت الحواجز عن الطريق ليتيسر المرور بكل سهولة.. والآن جاء دور ليبيا.. التي أرى أن الدبلوماسية السودانية تقود خطوات ممتازة في التعاطي مع ملفها المعقد.. انظروا كيف استطعتم وبسهولة شديدة أن تنتقلوا بإحساس حكومة عبد الله الثني من نقطة التشكك في دعمك لجماعة فجر ليبيا إلى نقطة إيجابية هي استلام زمام المبادرة لتقديم إسهام سوداني ودور فاعل في حل العقدة الليبية..

بناء علاقات جيدة مع الجوار يعود قطاره محملا ًبغنيمة الاستقرار الداخلي مباشرة في رحلة العودة ولا ينتظر طويلا..

هذه هي المبادرات الناجحة وليست تلك التي نضيع وقتنا ونبدد كل طاقتنا في الطرق على صخرتها بلافائدة.. وأعني العلاقات (البايظة) مع أمريكا والتي من المؤكد أن موقعنا ومكانتنا الإقليمية كلما زادت أهميتها، ازدادت رغبة أولئك القوم (الأمريكان) في العودة إلينا بلا جهد ولا عناء.. لا نريد أن ندلق ماء وجهنا مع الغرباء الأعداء ويكفي ما قدمناه لهم.. يكفي بل نريد منكم أن توفروا طاقاتكم الدبلوماسية واستعدادكم لكسب الآخرين.. توفروه ليتم بذله في محطات الجوار حتى ننجح في تأمين أنفسنا بعد أن نمنحهم الأمان من ناحيتنا..

هذا هو نوع العلاقات التي يجب الحرص عليها، أما أولئك الذين أبوا وتمنعوا، فإن أهمية السودان ومكانته الإقليمية التي يمضي إليها هذا المسار هي التي ستجعلهم يأتون إلينا بمحض رغبتهم ذات يوم يطلبون التقرب من السودان بعد أن يكون السودان قد استعاد لنفسه مقعده القديم والمؤثر.. مقعد القيادة والريادة ويستدعي لنفسه ذاكرة اللاءات الثلاث.

شوكة كرامة:

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version