تجنب الأمين العام لـجامعة الدول العربية عمرو موسى إدانة الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر على حدودها مع قطاع غزة، مكتفيا بالمطالبة بمساعدة أهل غزة على إزالة آثار الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض عليهم.
وطالب موسى في مؤتمره الصحفي السنوي الذي استعرض فيه أداء الجامعة العربية خلال العام المنصرم بإيجاد منفذ عربي لأبناء غزة دون المساس بسيادة أي من دول الجوار في إشارة إلى مصر، ونفى طرح الجدار الفولاذي على أية ساحة عربية قائلا إنه طرح فقط في وسائل الإعلام ولم يناقش على المستوى السياسي.
وحول موقف الجامعة العربية من منع مصر أعضاء قافلة شريان الحياة من العبور إلى غزة، أعرب موسى عن مساندة الجامعة العربية لأي تحرك إنساني لمساندة أهل غزة، مؤكدا في الوقت ذاته أن الخارجية المصرية لم تمنع دخول قافلة شريان الحياة لكنها أرادت اتباع طرق معينة للتعامل مع أعضاء القافلة.
حماس والوثيقة
وطالب موسى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالتوقيع على وثيقة المصالحة التي يطرحها الوسيط المصري لإنهاء النزاع الفلسطيني، مشيرا إلى أن التوقيع على الوثيقة بعد التشاور والتفاوض لا يمنع من أن تبدي حماس تحفظاتها على الوثيقة التي اعتبر أنها ستنقل الصراع الفلسطيني نقلة نوعية من صراع ونزاع إلى تفاهم وتنسيق.
وحذر موسى من استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، مشددا على أن الاستيطان وتغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي الذي تمارسه سلطات الاحتلال يشكل خرقا صارخا للقانون الدولي الإنساني ويشكل عائقا أساسيا في التوصل إلى سلام حقيقي.
وقال موسى إن “الخطأ الأكبر هو أن تبدأ عملية تفاوض دون وقف التغيير الديمغرافي في الأراضي الفلسطينية” محذرا من خطورة تهميش دور الأمم المتحدة في عملية السلام، واعتبر أن المجتمع الدولي هو صاحب المصلحة في سلام الشرق الأوسط وليس دولة بعينها وأن تهميش دور الأمم المتحدة قد أحدث ضررا كبيرا بفرص السلام ووضع علامة استفهام كبيرة حول تعريف “الوسيط النزيه”.
وطالب موسى بصياغة اتفاق أمني إقليمي يحول دون خضوع كل معطيات الأمن الإقليمي للأمن الإسرائيلي، رافضا في الوقت نفسه أية اتفاقات أمنية لتأمين إسرائيل على حساب أمن الدول العربية وتمكينها من بسط هيمنتها على المنطقة برمتها.
وفي الشأن السوداني اعتبر موسى أن ثمة أضواء في نهاية النفق المظلم في السودان تتمثل في اتفاق شريكي اتفاق السلام حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية على حل المشكلات العالقة بينهما بالحوار وكذلك التواصل بين تشاد والسودان وعودة علاقات الجوار الطبيعية فيما بينهما.
وفي الشأن العراقي أكد موسى أن الجامعة العربية تسير وفق منهج “الدبلوماسية الهادئة وليس دبلوماسية المانشيتات”، وأشار إلى أن المصالحة العراقية باتت أكثر إلحاحا من ذي قبل، مشددا على أهمية أن تكون هذه المصالحة شاملة لمختلف الأطياف العراقية.
عمل جماعي
واعترف موسى بقصور معالجة الجامعة العربية لعدد من القضايا العربية مشيرا إلى “أن عام 2009 كان أسوأ من عام 2008” لكنه أعرب عن أمله في أن يشهد العام الجديد اتجاها نحو عمل جماعي يستطيع العالم العربي من خلاله التصدي للأمراض الاجتماعية في العالم العربي وعلى رأسها مواجهة تحدي الفقر وتحقيق معدلات أكبر للتنمية المستدامة للمواطن العربي.
وشدد موسى على أهمية التعاون العربي في كافة المجالات لاسيما قطاعات السياحة العربية والاستثمار والعمل والتشغيل والاتصالات، مطالبا بتبني مفهوم المصلحة العربية المشتركة الذي يعد الترجمة الحقيقية لمعاني التضامن والتكامل والوحدة، وأكد أن مشروعات الربط الكهربي والسككي بين الدول العربية تتم بتمويل من الصناديق العربية وهو ما يؤكد الحرص على التواصل بين الدول العربية عبر هذه المشروعات.
المصدر: الجزيرة