انقليزي دا يا مرسي

[JUSTIFY]
انقليزي دا يا مرسي

في أحد مشاهد المسرحية الشهيرة (مدرسة المشاغبين)، ردد الفنان سعيد صالح (رحمه الله) الذي جسد شخصية الطالب مرسي الزناتي بعض العبارات بلغة انجليزية كسيحة ومكسرة، فما كان من الفنان عادل إمام الذي أدى دور بهجت الأباصيري في المسرحية، إلا أن سأله (إنجليزي دا يا مرسي)… بالأمس تذكرت هذا المشهد الكوميدي العابث، حين اطلعت مصادفة على احدى بطاقات الدخول لمقر انعقاد المؤتمر العام الرابع للحزب الحاكم وعليها خطأ مزعج (فجخ اللغة الانجليزية كتفجيخ البصلة)، فبدلا من أن يكتب على البطاقة (4th general conference) أي بالعربي المؤتمر العام الرابع،اذا بالمكتوب هو (4rd general conference)، وهذا انجليزي (صلص) كما كنا نصف ما جاء على شاكلته على عهد الطلب الباكر،لم نكن نتوقع أن يقع فيه الحزب الرائد والقائد ولو سهوا وغفلة،فمن غير المقبول أن يقع هذا الحزب (المخيف) وبين مدعويه ضيوف أجانب في ما كنا نقع فيه ونحن طلبة صغار حين كنا نلوي أعناق العبارات الانجليزية التي نتحصلها من الدرس في المدارس، أو التي نلتقطها من هنا وهناك أو نتسقطها من الأفلام الأجنبية بترجماتها الرديئة، ولا بأس بمناسبة ( الفورد جنرال كونفرنس ) أن أنشط ذاكرة بعضكم ممن عاشوا تلك الأيام وخاضوا تلك التجربة التعليمية الأولية ولو من باب الترويح والتسلية …فعلى طريقة (الآيس بريكا) وتعني بالراندوق الانجليزي (كسار التلج) كنا نقول مثلاً:
٭ (is this talk this) وتعني دا كلام دا
٭ I have an hour student life وتعني أنا لي ساعة طالب عيش
٭ I have cairo envelops وتُعني عندي ظروف قاهرة
٭ do your mathematics وتعني اعمل حسابك
٭ The danger of the car وتعنى خطر العربية
٭ cut the road وتعني أعبر الشارع
٭ Danger on my mind وتعني خطر على بالي
٭ He does not die to me an onion وتعني لا يمت لي بصلة
٭ like the elephant وتعني كفيل
٭ He is my mother وتعني أمي لا يعرف القراءة والكتابة
هذا غيض من فيض لن ننسى معه مقولة كبير المخرمجاتية الذي علم من جاء بعده من المخرمجين سحر الخرمجة اللغوية (ضونكي مي رايد يو كرتوم بلس بياستر تو)…

ولا يستصغرن أحدكم هذا الخطأ فان له دلالة مزعجة ومخيفة، تكشف الى أي مدى تدهور التعليم وخاصة في اللغتين الانجليزية والعربية، وقد هيأت لي تجربة شخصية في التدريس الجامعي، فرصة الوقوف الأسيف على مبلغ التردي المريع الذي ضرب هاتين اللغتين المهمتين، والذي يزعج أكثر أن من قارف هذا الخطأ هم كوادر الحزب الحاكم الذين لا شك أنهم استأثروا دون غيرهم بالعديد من الكورسات المكثفة لترقية وتجويد لغتهم الانجليزية وصلت درجة الابتعاث الى الخارج ولكن رغم ذلك مازالوا (يخرمجون) اللهم الا اذا أرادوا أن يتعمدوا هذا الخطأ ليقول للناس من طرف خفي أن المؤتمر الرابع هو تكرار للثالث لا يختلف عنه في شئ…
[/JUSTIFY]

بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي

Exit mobile version