«1»
> نهار الخميس
> وباقان.. والترابي.. وعلي عثمان وأزرق طيبة.. وغندور.. وطائرات سلفا التي تنقل الأسلحة لعقار و..و.. وأحاديث غريبة.. كلها كانت هي من يقدم تفسيراً للحشد الهائل الذي يشهد مؤتمر الوطني في أرض المعارض نهاية الأسبوع.
> ولما كان مصطفى عثمان في يسار الصف الأول.. جوار المنصة.. وكمال عبيد خلفه.. يمدد سيقانه وأمين حسن عمر يغوص في الجالاكسي وغندور على يمين البشير وحشد، لما كان هؤلاء هناك.. كان آخرون.. هناك أيضاً.
> ومن ينظر يرى ما أمامه.
> ونحن ننظر ونرى ما في ذاكرتنا.
> وملفات ذاكرتنا تقدم التفسير لما نراه..
> ولما كان مقعد الحزب الشيوعي خالياً.. كان ما يقدم تفسيراً له هو.
> باقان الذي كان في أروشا نهار الخميس ذاته.
> وأزرق طيبة الذي يعد شيئاً مع الحزب الشيوعي نهار الخميس.
> ثم ما يجعل تفسيراً لهذه وهذا هو .. أن
: باقان الذي كان مسلماً اسمه عبد المطلب ويدرس في خلوة أزرق طيبة «لهذا يزورها كلما جاء إلى الشمال»، باقان هذا له حديث يخص الشمال ويخص التمرد ويخص الوطني و.. «ونعود إليه».
> ومندوب جنوب إفريقيا الذي يشير في حديثه إلى أن السودان كان هو من يعطي مانديلا جواز سفر ويدخله للعالم.
> وذاكرتنا تستيعد ما قلناه عن هذا.. وعن أن السودان كان يعلم مانديلا حتى خصاء الحمير «حتى لا تنهق الحمير هذه وهي تتسلل بالأسلحة في الغابات».
> لكن ذاكرتنا تستعيد أن مانديلا .. ينكر كل هذا.
> ثم تبقى جنوب إفريقيا حتى اليوم خصماً غريباً للسودان.
> والبشير يعلن في خطابه أن بلاءً كثيراً ينبت من أرض الحكم الإقليمي، وذاكرتنا تستعيد ما ظللنا نقوله منذ التسعينيات، فنحن لا نشك في أن دكتور علي الحاج في تاريخه كله ليس أكثر من رجل يعمل لنفسه فقط.
> علي الحاج في السبعينيات يجد أن الجبهة الإسلامية هي القوة المنتصرة.. فيلحق بها ويصبح هو الرجل الثاني.
> وأيام الدخول المسلح للجبهة الوطنية للسودان كان طموح علي الحاج يجعله يقوم بتحويل «جدول الأحداث إلى أرضه هو».. والعمل يفشل.
> «ويفشل لأن الصادق المهدي من هناك كان يفعل الشيء ذاته».
> وفي الإنقاذ علي الحاج ينكب على صناعة الحكم الإقليمي الذي كان هو الأرض التي ينبت بها التمرد.
> والترابي يتقدم للحديث و.. وشيء مثل حوت السندباد يتحرك.
> وفي الأسطورة أن السندباد يهبط مع رجال سفينته على جزيرة وسط البحر.. عليها الأشجار و…
> ويوقدون النار لطهو الطعام.
> وفجأة.. الجزيرة تغوص بهم.
> الجزيرة لم تكن إلا حوتاً نائماً.. نام عشرات السنين حتى نبتت الأشجار على ظهره ثم أيقظه حر النار.
> ظهور الترابي كان يشعل النار فوق ظهر حوت الحركة الإسلامية.. الحوت النائم.
> أوراق المؤتمر في أيدي الناس ليست فيها إشارة للترابي بين المتحدثين.
> والترابي.. وقد أصبح نحيلاً.. يتسلل ويجلس في مقعده بين قادة الأحزاب.. وقليل من ينتبه.
> و.. ثم يتقدم للحديث.. وكل شيء ينفجر.
> الإخوان القدامى «الكيزان» يستعيدون سيوفهم القديمة.
> والترابي حين يقول «هذه الوجوه أعرفها» كان يعبر عن الوجع القديم ذاته.
> وعلي عثمان مشهده هناك وذاكرتنا تستعيد المؤتمر الأعظم الذي يشهده تاريخ الإنقاذ
> مؤتمر عام «1992» يجعله علي عثمان «للعمد».
> ونكتب يومئذ عن أن «البلد في ضيافة العمد».
> علي عثمان كان يسعى لتجنيب البلد الخطر الأعظم.
> علي عثمان كان يرى ويعرف أن المشروع «الحكم الإقليمي» ليس أكثر من شيء يوقظ القبلية.. ثم العنصرية .. ثم النزاع .. ثم.
> لكن المشروع يهزم.
> ونكتب نهار الخميس عن أن العمل تحت الأرض هو ما يدير كل شيء..
> ونشير إلى «البدلة السفاري» التي تهبط جوبا سراً. وفي داخلها «قوش».
> والصحف تشير أمس إلى «عودة قوش من جوبا.. سراً».
> ومشهد مقعد دكتور غازي الفارغ يعيد إلى ذاكرتنا مشهداً.. ومشهد.
> مشهد غازي الذي يهدده مندوب أمريكا بأنه سوف يمزق السودان.
> ومشهد المرحوم مجذوب والذي / حين يرى من مندوب أمريكا شيئاً/ يقول له
: إن فعلتها مرة أخرى طردتك من السودان.
> وحين نجلس إلى بعض أهل الشرق الحديث الذي ينطلق بيننا كان هو «دوبيت الهمباتة»
فنحن لولا دين الله الكريم / ولو أننا أوتينا بسطة في الجسم/ لكنا قد أصبحنا همباتة.. فأشعار الهمباتة وصفات معينة عند أهل الشرق كلها.. أشياء تقول إن «الرجالة هناك».
> لكن مشهد سبعة آلاف عضو في أرض المعارض.. مشهد يعيد تعريف الرجالة عندنا.
> تعريف «الرجالة» عند الأفراد وعند الأحزاب.
> الوطني الآن.. يستعيد حقيقة أن الحزب.. أي حزب في الدنيا لا يحكم إلا بعد أن .. يتحزم.. ويحزم.
> الوجوه التي نراها الآن تزحم أرض المعارض تقول إن عملاً جديداً يقود المؤتمر الوطني.
> وهذه عناوين.. نعود إليها وإلى وجوه بعض الولاة في الزاوية الشمالية الغربية.. لما كان الرئيس يعلن أن الخراب يأتي من الحكم الولائي.
> هذا هو بعض القاموس.. ونذهب إلى الكتابة.
آخر الليل – اسحق احمد فضل الله
صحيفة الانتباهة
[EMAIL]akhrallail@gmail.com[/EMAIL]