الساقية لسّة مدوِّرة..!

الإنسان دائماً مايسعى إلى تغيير الواقع غير الطبيعي خصوصا في الأمور المتعلقة بحياته وذلك بإستخدام كل وسائل التعبير المتاحة فعبر التاريخ إقترح الإنسان كل أشكال التعبير وابتدع كل مافي وسعه لتحسين وتطوير حياته، اذاًً فهذه سنة منذ قديم الأزل أصبحت قاعدة للدفاع عن حق الحياة ولم تكن بِدعة ابتدعها سكان الباقير حتى يقتعلوا حقهم الطبيعي في الحياة بدون ملوثات ولا روائح كريهة تقلق نومهم وتهددهم بالموت، فمنذ العام 1987م وهم يسيرون المظاهرات السلمية ضد مدبغة أفروتان الكائنة غرب القرية لا لإزالتها بل لإدخال معالجات طبيعية فيها لحماية العاملين بالمدبغة والسكان من مخلفات هذه المدبغة؛ في حلقة سابقة كانت لنا وقفة مع ماحدث للسكان اثر مطالبتهم بحقهم في الحياة، في هذا التحقيق نريد أن نقف على مجريات مايحدث داخل المدبغة وكيفية معالجتها للمياه التي تحتوي على مواد مُمِيتة، والمعالجة العلمية لها ونريد أن نعرف هل (انصلح) الحال بعد ثورة أهل الباقير وهل فعلياً تم اغلاق المدبغة لحين المعالجة؟! ام قرر سكان الباقير وضع حل جذري ونهائي لمشكلتهم الممتدة منذ أكثر من عشرين عاماً. حد فاصل كان لابد من وضع حد فاصل للمهزلة التي أضرت بالسكان وأبنائهم كما تقول اشراقة احدى معلمات مدرسة مرحلة الأساس والتي قالت أنها لاحظت في السنوات الماضية التناقص الشديد في أعداد الطلاب في مرحلة الأساس بالتحديد نسبة للإجهاضات المستمرة للنساء جراء مخلفات المدبغة التي دمرت حياتنا وهددت استمراريتها ففي السابق كان عدد التلاميذ بالصف يفوق ال(95) طالبا أو طالبة أما بعد تفاقم مشكلة المدبغة الآن لايتجاوز عدد التلاميذ ال(24) طالبا فنحن مهددون بالإنقراض اذا استمرت هذه المدبغة بينما يقاطعها الحاج محمدين ذو الثمانين سنة والذي اتى مع موكب المسيرة وقرر المكوث امام المصنع لحين ايجاد الحل قائلاً : (يابنتي نحن لانريد أن نضر الآخرين ونغلق المدبغة لكن نريد أن يعملوا لينا المعالجات البتمنع تلوث الجو والأمراض ذي ماعملا الخواجة زمان)، بعد المظاهرات السلمية التي فرقتها شرطة ولاية الجزيرة بالضرب اجتمع وزير الدولة بوزارة الصناعة مع مدير المالية بولاية الجزيرة ومعتمد محلية الكاملين لبحث موقف مدبغة أفروتان والملابسات التي أثيرت حولها وذلك عبر اللجنة التي كونها والي الجزيرة لمراجعة المدبغة اضافة الى ممثلين من وزارة الصناعة للوقوف على الآثار الصحية والبيئية حتى يتخذ الطرفان القرار المناسب والى ذلك تم ايقاف المدبغة لمدة اسبوع ابتداءً من 19 أكتوبر الجاري، لكن وبزيارتنا الميدانية الى المنطقة في ذات اليوم وضح لنا المواطنين الذين التقينا بهم أن المدبغة مازالت تعمل وبشكل طبيعي ضاربة بكل اعتراضاتنا وماتعرضنا له من تعذيب عرض الحائط ولنتأكد أكثر اتصلنا بأحد المصادر من الداخل وبين لنا أنهم يعملون بشكل طبيعي وبدوامهم المتعارف عليه وكنا نأمل أن نلتقي بمالكي المدبغة لكن (دفارات) الشرطة تحرسها من بداية الباقير والى نهايتها وأوضح لنا أحد المصادر أن المدبغة منطقة مقفولة على العاملين بها فقط ولايدخلها أي شخص غريب مهما كان ومن يريد أن يلقى الموظفين في وقت الترحيل وحتى الموظفين لايتحدثون.. شهِد شاهِدٌ… وفي اعتراف صريح بالآثار السالبة التي تنتج من صناعة الدباغة فقد طالب رئيس شعبة مصدري الجلود باتحاد الغرف التجارية الدولة بضرورة ايجاد اماكن مخصصة للمدابغ وتصنيع الجلود وذلك نسبة لتأثير هذا النوع من الصناعات على البيئة والغاء القرار بوقف تصدير خام الجلود الى حين قيام المنطقة الصناعية للحد من تلوث البيئة والآثار السالبة على المواطنين وتوفير محطة معالجة المياه وأن جميع المدابغ بالسودان تعاني من مشكلات بيئية تضايق المواطنين مثل الضرر الكبير الذي حدث في منطقة الباقير وذلك لكبر عمل المدبغة وسوء التخطيط الذي وافق قيام مناطق سكنية قرب المدبغة واضاف أن المعالجة تحتاج الى جدية من وزارة الصناعة وتنفيذ الدولة لوعدها بقيام منطقة لصناعة الجلود… مواد مُسرطِنة… مماسبق وضح لنا جلياً أن المشكلة تكمن في عدم توفر محطة لمعالجة المياه التي تحتوي على مواد سامة والتي تستخدم في دباغة الجلود أحد موظفي المدبغة (خبير علوم تطبيقية ومتخصص في الجلود) كشف لنا الكيفية التي تعمل بها مدبغة أفروتان بادئاً: أن أغلب المدابغ في السودان (مدبغتي الخرطوم وبحري) تقوم بالتخلص من مياه الدباغة عن طريق تبعيتها للصرف الصحي لأن الماء لديها معدلات تركيز معينة لو تم تجاوزها تصير خطرة علي حياة كل الكائنات الحية ومشكلة مدبغة افروتان أنه لاتتمتع بمحطة معالجة ولاتتبع للصرف الصحي وهي مدبغة ذات انتاجية عالية (تنتج معدل 30الف قطعة من الجلد في اليوم) بالتالي تستهلك كميات كبيرة من الماء (اكثر من 1400متر مكعب من الماء) يتم التخلص من كل هذه الكمية بطريقة تقليدية تضر بصحة الإنسان والتربة اذ يقومون بكب الماء في الأرض مباشرة وفي اخواض تقليدية بالتالي تترسب في الأرض كل المواد المضرة بصحة الإنسان والبيئة تصبح غير صالحة للزراعة والسكن ويستغلون مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية والتي لم تعد صالحة للحياة عموماً(أكثر من 200 فدان) انتاجية بدون مقابل… يواصل خبير الجلود أن هنالك العديد من المواد الكيميائية التي تستخدم في عملية الدباغة لمنع التعفن مثل (فوليك أسيد- جير-سلفايت- صوديوم-مواد عضوية-فطريات…) وكل هذه المواد خطرة جداً تسبب الأورام السرطانية لو تجاوزت كميتها المحددة وهذا مايحدث لسكان الباقير فالتخلص من المياه (على الهواء مباشرة) سبب لهم حالة مرضية عامة وقاتلة؛ ويواصل (ناس المدبغة ديل طماعين) فمحطة المعالجة الكيميائية غير مكلفة فأحدث محطة معالجة لاتزيد قيمتها عن ال(5) الاف دولار وهذا مبلغ لايساوي شيئا مقارنة بإنتاجية المصنع العالية (فالمدبغة تحتكر أكثر من 70% من جلود السودان) وحتى طريقة التخلص التقليدية هذه لاتتم بطريقة تؤمن ولو ضمان بسيط من المخاطر فهم لايقومون بمعالجة المواد الكيميائية وتخفيفها بل يطلقونها مباشرة في التربة وبالتالي عند فحص التربة تجدها تحمل العديد من المواد السامة والمسرطنة والتي غالبا مايلعب عليها الأطفال وتشربها الحيوانات مما يؤدي الى نفوق البشر والثروة الحيوانية هذا غير أن تبخر المياه يجعل هذه المواد عالقة في الجو ويستنشقها الناس وتعود عليهم بالضرر مرة أخرى غير الروائح الكريهة المنبعثة من الجلود.. طريقة عقيمة.. كل مخلفات المدبغة السائلة والصلبة(يتم حرقها) والغازية يتم التخلص منها في نفس المنطقة اضافة الى أنهم يستخدمون الكيروسين حيث لايجب استخدامه أصلاً لآضراره البالغة وتأثيره على التربة مما يسبب الضرر الكبير للمواطنين والعاملين وهم الآن بصدد افتتاح قسم جديد ومتكامل داخل المدبغة كخط انتاج جديد غير الذي يعملون فيه وهذا يعني زيادة حجم التلوث بدل المعالجة فكيلو الجلد الواحد يستهلك في مراحل دباغته الأولية حوالي (4) لتر من الماء وعند وصوله المرحلة النهائية يستهلك اكثر من (8) لتر فالمدبغة تصدر حوالي (20) كونتينر شهرياً كل واحد به حوالي (19) ألف قطعة من الجلود أي حوالي (380000) قطعة فتخيلوا حجم الماء المستهلكة خلال شهر وماتحتويه من مواد مسرطنة فهي كفيلة بمسح الباقير من كوكب الأرض غير أن المدبغة تقوم بتصدير الجلود في كل مراحل تصنيعها بدءا بالخام وانتهاءً بمرحلة التشطيب وهذا في حد ذاته يعتبر تلوثا للبيئة فأغلب الدول تحرم تصدير الجلد خاما، لكن أفروتان لم تجد من يحكمها فقد استغل اهل القوة بُعد المنطقة من المركز وعدم اكتراث المسؤولين وعاثوا في الباقير فساداً لاتهمهم صحة المواطن لأنها لاتهم المسؤولين والذين كل همهم تحصيل الضرائب والتي تبلغ ال6% من أية كمية مُصدرة الى الخارج-الحديث لخبير الجلود- تردٍ داخلي.. الوضع الصحي المتردي لم ينحصر فقط على ساكني المنطقة فالعمال داخل المصنع يعملون في بيئة عمل أكثر من سيئة- هذه افادات أحد الموظفين والذي فضل حجب اسمه-وقد بدأ حديثه بتوجيه صوت لوم (لي ناس الصحة المهنية وناس المواصفات والذين تقتصر مهمتهم فقط في تحصيل القروش) فأغلب العاملين بالمصنع ليس لديهم مصدر رزق غيره وهم على وعي كامل بانعدام وسائل السلامة فيه وأنه يشكل خطرا على حياتهم لكن لاسبيل لهم غيره لذا يعملون في اسوأ الظروف بدون (جوينتات-بود- كأبسط وسائل حماية) فكثير من العمال قُطعت يده (بالماكينه) أثناء تادية عمله وشريحة أخرى أصيبت بالTB والأورام السرطانية نتيجة لإنبعاث المواد المُشِعة والسامة وآخرون تفسخت جلودهم، وأغلب العمالة في المدبغة من البنات صغيرات السن يستغلون سوء ظروفهن الإجتماعية والإقتصادية وعدم وعيهن بحقوقهن ويعطوهم مرتبات ضعيفة ولايتمتعن بأيٍ من وسائل الحماية من حِدة الماكينة وفي ابشع منظر هز كل العاملين انقطاع يد أحد الفتيات في أثناء دوام العمل ولعدم وجود مركز صحي مجهز بالمدبغة تم اسعافها بعد وقت متأخر الى أقرب مركز صحي واكتفوا بإعطائها مرتب اسبوعي ضعيف ومعاش متواضع عِوضاً عن يدها.. سوء تعامل.. ويواصل: صحياً وفي جميع المدابغ لايفترض أن يمكث العامل بالمدبغة أكثر من ست سنوات فهنالك عمال بأفروتان منذ أكثر من عشرين عاماً ويقول خبراء الصحة أنك اذا قضيت يوما واحدا من بعد الفترة المحددة فأنه ينقص من عمرك ستة ايام (وهذا دور وزارة العمل والتي لم نرها في حياتنا) ومن المفروض أن تقوم المدبغة بتوزيع حليب يومياً على كل العاملين لإمتصاص المواد الكيميائية التي يتعرضون لها خلال العمل وهذا ايضا لايتمتعون به كأبسط حق وهنالك عدد كبير من العمال والموظفين يسكنون داخل المصنع بدون مراعاة الجوانب الصحية وقبل فترة قصيرة وفي دور غير مسبوق أتت ادارة الصحة المهنية وفي يوم واحد أوقفت أكثر من عشرين عاملا بسبب الأمراض الكثيرة التي أصابتهم أثناء العمل واغلبهم لايجدون مايتعالجون به نسبة لضعف المرتبات وبالتالي الإستحقاقات فهم يهتمون بالعامل الأجنبي أكثر من السوداني ويتعاملون مع العمالة المحلية كالحيوانات مثل (الماسك قروش ينقطها بكميات بسيطة للعامل الذي يركع تحته ومن يعترض أو يشكو القِلة يرفسه بلا رحمة) أمطار حِمضية.. وللتعرف على مدى تأثير المواد المستخدمة في الدباغة والتخلص العلمي منها فإن خبراء الكيمياء يقولون: في الدباغة تستخدم مادة كرومات البوتاسيوم (عنصر الكروم60) ويعد مادة مسرطنة للغاية ويتصف كيميائياً بأنه مادة قوية حارقة ومؤكسد عالٍ وتأثيره السلبي على الإنسان يظهر بسرعة كبيرة حتى ولو كان بتراكيز بسيطة ويتم التخلص منه بإعادة التدوير بأن يُفصل من بقية المخلفات ويعاد استخدامه فهو بالأساس معدن غير رخيص والتخلص منه في غاية الصعوبة، أما مادة السلفات فهي مركبات كبيرة ضارة جداً بالهواء والتربة فالكمية الكبيرة منها تسبب فشل التربة في الزراعة واذا تكثفت في الهواء تتسبب في الأمطار الحِمضية وهي مياه غير صالحة للشرب أو الزراعة (في روما أدت الأمطار الحمضية الى تآكل المباني والتماثيل) فالنباتات في الأصل تمتص الأملاح الموجودة في التربة بكميات محدودة والكبريت في التربة يجعلها غاية في الحموضة مما يؤدي الى فشل الزراعة وبالتالي تفقد الأرض قدرتها في الإنتاج وتعرض الإنسان له واستنشاقه يؤثر بشدة على العين والأغشية المخاطية والجهاز التنفسي يتم التخلص منه بالتخفيف. ضرورة المعالجة… أما الكيروسين فهو مادة عضوية تتكون من مجموعة مركبات ذات (ألفائية) يتم تحضيرها في مدى تقطير مُعين ويُعد أقل ضرراً من المواد الثقيلة أحياناً وأكثر ضرراً في أحيانٍ أُخرى، ترجع أضراره لكونه مادة شديدة التطاير في طبقة الهواء وأبخرته شديدة الضرر لكونها مركبات كربونية، لم يثبت أنه مادة مُسرطِنة لكن أحياناً قد يحوي مركبات عطرية (أروماتية) وهي التي تُعد مُسرطِنة وأسلم طريقة للتخلص منه عبر الحرق وليس السكب على سطح التربة كما يحدث في أفروتان. ومن المواد الكيميائية التي تستخدمها المدبغة الأحماض مثل الكلور والنتريك فالكلور عموماً ضار وذلك حسب تركيزه (مثلاً تركيزه بأحواض السباحة يقتل البكتيريا والكائنات الدقيقة) وهو مادة سامة جداً جداً واتحاده مع المركبات الكلوروكربونية يشكل مادة مُسرطِنة؛ أما حِمض النتريك والذي يتكون في الأساس من النتروجين ويدخل في تركيب الأمينات التي تعتبر أساس الإنسان وكروموسوماته وصفاته الوراثية والRNA-DNA فأي تلاعب في نسبه وتعرض الإنسان لذلك يؤدي الى تشويهه لذلك يتم التخلص منه بتفاعلات التعادل واستخدام المركبات الجيرية؛ عموماً يرى خبراء الكيمياء أن المُخلفات الصناعية بكافة أنواعها ومن مُختلف أنواع الصناعات خفيفة كانت أم ثقيلة أو غير ضارة لايتم ولايجب التخلص منها مُباشرة ولابد من معالجتها، سواء كانت مُخلفات (صلِبة-سائلة-غازية) وأي تجاوز لهذه المعالجات يضر بالبيئة والكائنات والإنسان لذلك فإن السلسلة الغذائية وكل الكائنات التي تربطها هذه السلسلة، تعرض أي منها لأية مادة مُسرطِنة يعرض باقي الكائنات لخطر السرطان (فالباقير منطقة صناعية كبرى تدخل منتجاتها الصناعية غذائية كانت أو غيرها الى العاصمة والولايات المجاورة مايعني أن كل مايخرج منها مُشبع بالمُلوثات والمواد القاتلة ولم يعد الضرر حِكراً على سُكان المنطقة). مواصفات الجلد.. كل مايتعرض له المواطنون من ضرر لم يسلم منه حتى العاملين داخل مدبغة أفروتان جعلنا نطرق بجرأة باب ادارة الصحة المهنية بوزارة الصحة الإتحادية وهي المسؤل الأول عن صحة العمال داخل مؤسسات العمل ترددنا عليهم أكثر من مرة فكان ردهم أنهم جهة اعتبارية لاتتعامل معنا الا عبر مكتب الإعلام وهو الآخر لم يُعِر خطابنا اهتماماً بل ولم يرفعه الى الجهة المعنية الى اليوم الثالث وكان ردهم بكل استهتار(خطابكم مارفعناهو من اليوم الأول انتظروا اتصالنا، لكننا مازلنا ننتظر) تركناهم وذهبنا الى الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس علنا نجد عندها مواصفة محددة لوضع المصانع الخطرة الكائنة وسط المواطنين وبالتحديد مدبغة أفروتان فكان رد احد مسؤولي مكتب الإعلام أنه لم يأتهم بلاغ من النيابة بوجود مُخالفة في هذه المدبغة وهم لايتحركون الا بموجب بلاغ لكنه أعطانا أصدارة الهيئة بها مواصفات خاصة بصناعة الجلود والمُنتجات الجلدية فقتلناها بحثاً حتى نجد فيها مواصفة واحدة ومحددة تهتم بحماية المواطن والبيئة من مخلفات صناعة دباغة الجلود بل جاء تطبيق المواصفات فقط لتطوير العمل حسب مايتطلبه سوق العمل والوضع الراهن لهذه الصناعة الرائجة، تحدثت الورقة عن الجلود نفسها ومشاكل الجودة والمواصفات الخاصة بالجلد ومعالجته ولم يضع مواصفة محددة لمعالجة المواد الكيميائية السامة التي تستخدم في معالجته هذه. في أغلب دول العالم (الهند والصين مثلاً) تُربط كل المدابغ في الدولة المحددة بمحطة معالجة واحدة لتفادي الضرر والتلوث والسمو بصناعة وجودة الجلود لأن تقدُم صناعتها لايأتي اذا تعارض مع صحة الإنسان لكن في بلدنا الأهم هو تحقيق الربح والمكسب العالي مادام المواطن السوداني ليس المستهلك الأول لهذه الصناعة…

السوداني

Exit mobile version