بلاد نجوع.. نشبع فيها..
نسجن أو نطلق الصدر فيها..
فيها الذي ينزع الروح منها..
وغيها الذي يسكب الروح فيها..
لكن يرف كريما عليها العلم..
وهذا مريد البرغوثي وتلك قصيدته العلامة (الشهوات)..
وهذا ضجرنا من الزحام والروتين..
وذاك تصفحنا وإنصاتنا ونظرنا للأخبار..
دم ونزوح ومآسي..
فنرجع إلى الحمد على نعمة الأمن والأمان..
صحيح أن بعض أجزاء الوطن يعيش أهله النزوح..
ويقاسون الحرب والثارات..
لكنا لا نزال أبعد عن الانزلاق إلى حروب كالتي تدور حولنا..
وحتى لا نتلظى بها.. علينا مراجعة أسباب هذا التراجع..
والرئيس البشير في خطابه الأخير وضع اليد على الجرح..
الحكم اللامركزي بعث القبلية والعرق من جديد..
فحرب الجنوب رغم طولها وأحزانها كانت تحفظ لحمة السودان الآني..
انفصل الجنوبيون انفصالا دينيا
وساعدتهم في ذلك الكنائس..
فلما بقي الوطن الجديد جله من المسلمين..
تركوا الإسلام وبحثوا عن الذي يفرق ولا يجمع..
الإسلام هو صمام الأمان لهذه البلاد..
وهو الذي ألغى الألوان والأجناس..
فأمسك بلال الأسود برقبة خالد القرشي..
لابد أن تنزع (البزازة) التي يرضع بها البعض أحقادهم..
ولابد أن تجري الانتخابات القادمة بكل شفافية..
فلكم تمنيت أن يعين سابقا الأستاذ عبد الله دينق نيال واليا للخرطوم..
بكسبه كان يستحق.. وبإسلامه كان يستحق.. وباعتداله كان يستحق..
لربما كان لايزال بيننا..
إن بلادنا لا تزال بخير.. ويرجى منها.. وكلما نظر الإنسان إلى أماني وشهوات الغير.. عرف أين يقف.؟
لربما اشتهى رجل ساقا.. وغيره يتشهي النعال..
وشهوات البرغوثي نملكها..
شهوته لبلاد لا يموت صبيانه قبل الرجولة..
(خذيهم رغيفا.. ولكن لا تأخذيهم طحينا)..
لا شيء يعدل الأمان..
ونستطيع أن نعيد ما فقد منه..
إن تواطأ الناس على الحد الأدنى..
حد الراحل محمد عثمان عبد الرحيم (أنا سوداني)..
ولكم تمنيت أن يجتمع كل الساسة حاكمين ومعارضة في الاستاد يوم مباراة للمنتخب..
وأن يقفوا مع الجمهور ساعة عزف النشيد..
ولهم أن ينظروا يمنة ويسرى.. ليروا اختلاف الألوان والسحنات وتوحد المشاعر..
ليشربوا لحظة النصر.. وكيف يحضن الغرباء الأقارب بعضهم..
وكيف يعتفون للوطن..
الوطن فقط ..
القبلية هناك غير موجودة.!!
[/JUSTIFY]هتش – صحيفة اليوم التالي