من المعيب جدا أن يفهم الناس الديموقراطية على أنها فوضى ومن المعيب أكثر أن يتم اللجوء لوسائل عنفية لإيصال أفكار وآراء يمكن إيصالها بطرق سلمية وحضارية والرياضة أساسها الروح الرياضية والتنافس الشريف ونضع مليون خط تحت عبارتي ( روح رياضية وتنافس شريف ) فهما تعنيان جوهر شئ إسمه رياضة .
والأولتراس فكرة جاءتنا من الغرب ولو فكرنا مرتين لما فرحنا بكلمة أولتراس Ultras فمعنى الكلمة باللاتينية ( المتطرفون ) والتطرف في أي شئ هو أمر سلبي حتى لو كان في الدين ومصيبتنا الأكبر في القرنين العشرين والحادي والعشرين هي التطرف في كل جوانب حياتنا وتفكيرنا ما أدّى لعدم قبول الآخر وما نراه من تشرذم عربي وحروب أهلية وصراعات سياسية ومذهبية أساسها التطرف والبعد عن الإعتدال وإلغاء الآخر وليس فقط عدم تقبّله.
وتقول كتب التاريخ إن أول فرقة ألتراس تم تأسيسها عام 1940 بالبرازيل وعرفت بإسم Rorcida ثم انتقلت الظاهرة إلى أوروبا وتحديدا يوغسلافيا وفريقها هايدوك سبليت ومنها إلأى بقية العالم ، والأولتراس يستخدمون الالعاب النارية أو الشماريخ ولديهم طرق خاصة في التشجيع ولكن التطرف في التشجيع أوصل إلى مآسي ومذابح كما حدث في ملعب هيلزبرة وقتلى مباراة ليفربول ويوفنتوس وإيقاف ليفربول العريق عن اللعب وتابعنا هذه الظاهرة مصريا وليتنا لم نتابعها .
فأنا شخصيا لست مع عنف بعض مظاهرها ولا مع تطرف مشجعيها لأن التشجيع شئ والتطرف شئ آخر وأن يرمى أولتراس الزمالك مية نار أو بول أو حتى خ….. على رئيس ناديهم مهما كانت درجة الخلاف مع هذا الرئيس فهو أمر مرفوض ومعيب وغير حضاري بل يرقى لدرجة الجريمة المتعمدة ( أي أنه ليس ردة فعل آنية ) وطالما خرج المصريون إلى الشوارع ودفعوا بدماء أبنائهم ثمن الحرية والديموقراطية فيجب عليهم أن يفهموا تماما ماذا تعني كلمتي حرية وديموقراطية فأول أسس الإثنتين هي المسؤولية وإحترام الآخرين مهما إختلفنا معهم في الرأي أو النهج أو الطريقة .
أتمنى أن يكون هناك عقل وتعقل في معالجة أية قضية جدلية أو إشكالية سياسية كانت أم رياضية فالعقل وحده أساس الحضارة والتقدم .
[/JUSTIFY]