خطر إيبولا لا يشكل تهديدا لدول غرب أفريقيا وحسب، بل إن العالم أجمع واقع تحت دائرة الخطر، وهذا يتطلب تحركاً دولياً أسرع وأوسع لمنع الكارثة التي تهدد بفناء البشرية. فعلى حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، فإنه في القريب العاجل سيقتل هذا الفيروس نحو 15 ألف نسمة أسبوعيا، فكم سيفنى وكم سيبقى من البشر بعد مرور سنة أو ثلاث!! منظمة الأمم المتحدة حذرت من العالم بصدد خسارة المعركة ضد إيبولا بسبب عدم توفير الدول الغنية المال الكافي لمحاصرة هذا الوباء. فالصندوق الخاص بمحاربة إيبولا الذي أنشأته الأمم المتحدة لجمع مليار دولار لا توجد به الآن سوى مئة ألف فقط.
الأرقام التي تصدرها المنظمات الدولية تثير الرعب من الخطر الذي يُهدِّد البشرية التي تقف عاجزة أو غير راغبة في التحرك لمواجهته، بحسب آخر حصيلة نشرتها الجمعة منظمة الصحة العالمية أدى إيبولا إلى وفاة 4555 شخصا من بين 9216 حالة إصابة مسجلة في سبعة بلدان (ليبيريا وسيراليون وغينيا ونيجيريا والسنغال وإسبانيا والولايات المتحدة).
وليبيريا هي البلد الأكثر تعرضا للوباء مع 4262 إصابة و2484 وفاة. وفي 14 أكتوبر سجلت 3410 إصابات و1200 وفاة تم إحصاؤها في سيراليون و862 وفاة من 1519 إصابة في غينيا من حيث انطلق الوباء.
وسط هذه الأرقام المرعبة عن تفشي المرض في غرب أفريقيا، فهناك دول أفريقية بدأت تتعافى، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية في ذات تقريرها الصادر بالجمعة خلو السنغال من الوباء، ويتوقع أن تعلن المنظمة اليوم العشرين من أكتوبر نيجيريا كذلك بلداً خالياً من الإيبولا بعد تقلص الحالات المسجلة إلى 20 حالة الأسبوع الماضي بينها ثماني وفيات.
مع الاجتهادات الصينية والكندية واليابانية في إنتاج لقاحات لمواجهة الإيبولا يشعر الأفارقة بمرارة التجاهل الأوروبي لمأساتهم، وأن دول أوروبا أفضل مساعدة يمكنها أن تقدمها هي إغلاق أبوابها وأجوائها أمام القادمين من البلدان الأفريقية التي بها انتشار للوباء، والإحساس بمرارة التجاهل عبر عنه كذلك رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم عندما قال: «نحن في طريقنا إلى خسارة المعركة ضد الفيروس. بعض الدول مهتمة بحدودها فقط، وهذا أمر مقلق جداً، وللأسف لم ندرك بعد أهمية التضامن الدولي».
القرار الأوروبي بإغلاق الأجواء ليس هو الحل النهائي، كما أنه يتضمن بعدا عنصريا بأن تحمي نفسك وتترك الآخرين يموتون بسبب الوباء رغم أن المفوض الأوروبي للصحة تونيو بورغ يوضح أن قرار وضع ضوابط تتعلق بقياس حرارة المسافرين عند المعابر الحدودية ونوع الإجراءات المرتبطة بهذه التدابير قرار سيادي يعود لكل دولة من الأعضاء.
[/JUSTIFY] محمود الدنعوالعالم الآن – صحيفة اليوم التالي