مكان الطلقة تفاحة

[JUSTIFY]
مكان الطلقة تفاحة

بدا لي في البدء أن يكون العنوان (أن تكون داقسا خيرا من أن تكون لصا)، ولكني عدلت عنه الى الصيغة أعلاه، حين تذكرت فجأة قصيدة لشاعر الشعب الفذ المرحوم محجوب شريف رأيت أنها تصطاد عصفورين بحجر واحد، فمن جهة أرى أنها تناسب الموضوع رغم الفارق بين ما أراده محجوب وأقصده أنا، ومن جهة أخرى فانها توفر لى فرصة لاحياء ذكرى هذا الشاعر النحرير، ولكن قبل أن أدلف الى الموضوع الذي له علاقة بما كتبه أمس على أخيرة الغراء (اليوم التالي) الأستاذ الصحفي والكاتب المعروف محمد لطيف،ألتمس منه وبالطبع من الاخوة الكرام الدكتور حافظ حميدة والاستاذ عبدالرحمن الزومة، لا أن يوقفوا ما (اندلع) بينهم من (عدائيات) عند هذا الحد وحسب، بل أن يلتقوا جميعهم في جلسة صفاء أعلم أن البعض يرتب لها لازالة ما علق بالنفوس من شوائب،لتختتم تلك الجلسة قبل اي الذكر الحكيم بمقطع من أغنية الفنان عبد الوهاب الصادق (ما أحلي التصافي من بعد التجافي.. والكان بينا حاصل أسباب ليهو مافي. تعال أنا وإنت نجلس ونحاسب ضميرنا.. ليه البينا حاصل نحكم فيهو غيرنا.. لو ليك ولا ليه عليك او عليا بينا صلات قوية مابتقبل تجافى)..ولا يفوتني أن أشير هنا الى استجابة الاخ الكريم الدكتور صلاح محمد ابراهيم للمبادرة الكريمة من الأكرم البروف شمو فتوقف عند أول مقال… ولكن ماذا كتب لطيف وجعلنا نستدعي مقطع قصيدة محجوب شريف الذي يقرأ (إرادة سيادة حريّة مكان الفرد تتقدم قيادتنا الجماعية.. مكان السجن مستشفى.. مكان المنفى كليّة.. مكان الأسرى ورديّة.. مكان الحسرة أغنيّة.. مكان الطلقة عصفورة.. تحلّق حول نافورة تمازح شفّع الروضة…

لطيف الذي نحسبه من العالمين والمطلعين على بعض البواطن،قال أمس تعزيزا لمقولة الرئيس حول علاقة السودان بايران التي نفى عنها الرئيس أي بعد استراتيجي، بل واعتبر أنها لم تتجاوز مرحلة الوعود غير المستوفاة حتى لا أقول الكاذبة،قال لطيف أن ايران ضالعة في خذلان الانقاذ منذ بواكيرها،واستشهد على ذلك بحكاية صناديق التفاح الايراني الماسخ الذي بعثت به طهران للخرطوم بدلا من صناديق الذخيرة التي قبضت ثمنها (سكرا) على طريقة التجارة البكماء،ولك أن تتخيل مدى الزنقة التي دخلت فيها الانقاذ بسبب (الاستكراد) الايرانى اذا علمت أن حاجتها الماسة والملحة للذخيرة كانت لتشوين حملاتها الجهادية المستعرة انذاك في الجنوب،وليس ايران وحدها من (استكرد) الانقاذ حينها يقول لطيف بل أن مصر فعلت ما هو أسوأ منها حين شونتها بذخيرة مدفوعة الثمن تفجرت بين يدي الجنود على طريقة النيران الصديقة،وأهمية ما ذكره لطيف ان صح ولا نخاله الا صحيحا، هو أنه يصحح معلومة طالما تهامست بها المجالس وهي أن تلك الذخائر الفاسدة وغيرها كانت نتيجة صفقة فاسدة استفاد منها فاسدون،وليست عملية (تدقيس) ابتلعها الانقاذويون بمرارة وسكتوا عليها،ولعل هذا هو ما أوحى لي بالعنوان المستبدل (أن تكون داقسا خيرا من أن تكون لصا )…
[/JUSTIFY]

بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي

Exit mobile version