انتصر المنتخب السوداني ليس لأن لاعبيه أصحاب خبرة أكبر ولا لأنهم أصحاب مهارات أو امكانيات أفضل
الريح علي كان يصاب ويخرج بالنقالة ويعود ليواصل دفاعه المستميت عن المنتخب السوداني
المنتخب السوداني إذا لم يلعب بتكتيك ذكي وأن لم تكن الإرادة والعزيمة حاضرة في مباراة الذهاب فإن المنتخب السوداني سوف يخسر خسارة كبيرة جدًا في نيجيريا
لم يكن أحد يتوقع أن ينتصر لاعبون أتوا من أندية الولايات وجميعهم يلعب في الدوري السوداني ويغيب عن معظهم ثقافة الاحتراف لم يكن أحد يصدق أن يحققوا أولئك اللاعبين انتصارًا عزيزًا على المنتخب النيجيري الذي أتى معظم نجومه من الدوريات الأوربية الكبيرة.
قادمون هم من الدوري الانجليزي والدوري الأسباني والإيطالي.
سعر لاعب واحد من نجوم المنتخب النيجيري يساوي سعر كلية المنتخب السوداني كله مع ذلك استطاع المنتخب السوداني أن ينتصر على المنتخب النيجيري.
العزيمة يمكن أن تنتصر على المهارات والخبرات والامكانيات الفنية.
كرة القدم لعبة (شعبية) حقيقة تعطي من يبذل ويجتهد وتمنحه الانتصار إذا كان العطاء أكبر.
هي لعبة لا تخضع للسياسات والوجاهات.
الرهان فقط على العطاء ليس بالأسماء ولا بالدوريات الأوروبية الكبيرة ، ولا بالألقاب.
تتعطل كل المعادلات ويبقى الحكم فقط للجهد طوال الـ (90) دقيقة هي عمر المباراة.
انتصر المنتخب السوداني ليس لأن لاعبيه أصحاب خبرة أكبر ولا لأنهم أصحاب مهارات أو امكانيات أفضل.
انتصروا لأنهم كانوا أصحاب عطاء أعلى من العطاء النيجيري.
لكن يبقى لنا الاعتراف أن العزيمة يمكن أن تجعلك تنتصر مرة ..لكنها لن تقودك للانتصارات في كل المباريات لأنها هي في حد ذاتها عامل نسبي.
ليس هنالك فريق أو منتخب في الدنيا قادر على الاحتفاظ على عزيمته وإرادته كاملة في كل المباريات.
يمكن الاحتفاظ بالمهارات والخبرات في كل المباريات لكن العزيمة والإرادة تتغير وتتفاوت نسبتها من مباراة لأخرى.
وذلك لأن العزيمة والإرادة عامل (معنوي) والمعنويات لا يمكن أن يتحكم فيها أحد.
هي عامل ينتج من ظروف مختلفة ومن احتمالات متغيرة غير خاضعة للحسبة والتنظير.
لذا فإننا لا بد لنا من القول إن الانتصار الذي حققه المنتخب السوداني على المنتخب النيجيري ليس انتصارًا تحقق على الرهان على الامكانيات أو الفنيات أو المهارات.
وإنما هو انتصار تحقق على رهان (الإرادات) والعزيمة.
فإن ارتفعت معدلات العزيمة والإرادة في المنتخب النيجيري يمكنه تحقيق انتصار سهل على المنتخب السوداني لأن عامل الخبرات والاستعدادات والامكانيات كلها في صالح المنتخب النيجيري.
وهذا يعني أن المنتخب النيجيري لو لعب أمام المنتخب السوداني مباراة أخرى في الخرطوم فإن انتصار المنتخب النيجيري على المنتخب السوداني سوف يكون وارد بنسبة كبيرة.
الانتصار على المنتخب النيجيري ليس قياساً مطلقاً وهذا هو الأساس الذي يجب أن نتعامل به خاصة والمنتخب السوداني تنتظره مباراة أمام نيجيريا الأربعاء القادمة.
المنتخب النيجيري يمكن القول إنه تعرض لدرس قاسٍ ..وهو قد جرحت كرامته بهزيمة مذلة تعرض لها المنتخب النيجيري أمام المنتخب السوداني.
وذلك يعني تلقائياً أن المنتخب السوداني سوف يتعرض لهجوم شرس من المنتخب النيجيري في مباراة الإياب.
يجب الاحتراس والانتباه حتى لا يضيع انتصار السودان على المنتخب النيجيري (شمار في مرقة).
المنتخب النيجيري دوافعه لرد الاعتبار والثأر سوف تكون كبيرة وهذه عوامل تكسب المنتخب الدوافع التى كان يفقدها المنتخب النيجيري في الخرطوم.
ويمكننا القول من الآن أن المنتخب السوداني إذا لم يلعب بتكتيك ذكي وأن لم تكن الإرادة والعزيمة حاضرة في مباراة الذهاب فإن المنتخب السوداني سوف يخسر خسارة كبيرة جداً في نيجيريا.
ندق ناقوس الخطر منذ الآن ونقول إن احتمالات خسارة المنتخب السوداني في نيجيريا وبعدد كبير من الأهداف وارادة بنسبة كبيرة إذا لم نحسبها صاح.
وإذا لم نحترس.
يجب تحضير الإرادة والعزيمة بصورة أكبر حتى نتمكن من التغلب على المنتخب النيجيري أو على الأقل حتى تكون (الكفات) متقاربة خشية من أن يحدث تفاوت كبير يؤدي إلى خسارة عريضة لا قدر اللـه.
رغم الفروقات الكبيرة بين المنتخب السوداني والمنتخب النيجيري كنت أتوقع فوز المنتخب السوداني باعتبار أن الإرادة والعزيمة كانت حاضرة في مباراة الخرطوم.
ويمكن القول الآن ومن باب الاحتياط أن خسارة السودان في نيجيريا وبعدد من الأهداف في نيجيريا واردة بصورة كبيرة…(وهذا تنويه أول).
بل هو توقع أعلن عنه منذ الآن وأن كنت أسأل اللـه ألا يصدق لكن ورقة التوقعات تشير إلى ذلك.
المنتخب النيجيري غادر الخرطوم مثل الأسد الجريح …والأسد عندما يجرح تكون ثورته أكبر ..وهجمته أعلى.
الجهاز الفني للمنتخب السوداني عليه أن يعرف أنه سوف يلعب أمام منتخب آخر في نيجيريا يختلف اختلافاً تام عن المنتخب الذي لعب أمامه في الخرطوم.
نخشى أن يكون الانتصار الذي تحقق في الخرطوم رغم عظمته أدخل اللاعبين في نشوة ترجح غيابهم في مباراة الإياب.
علينا كما أشرت الاعتراف أن الانتصار الذي تحقق في الخرطوم تحقق بعامل (الإرادة)…وأن المستويات الفنية بعيدة بين المنتخب النيجيري والمنتخب السوداني.
اللعب أمام المنتخب النيجيري في مباراة الرد بعقلية طرقينا للخروج بنتيجة مرضية لنا.
أما إذا ارتمينا في حضرة العاطفة والانفعال والانتصار الذي تحقق في الخرطوم فإن الهزيمة قادمة وبصورة فاجعة.
لكن هذا التعليل وتلك التفسيرات لا تمنعنا أن نشد على إيد محمد عبداللـه مازدا ونشير كما أشرنا بالأمس أنه حقق انتصاراً غالياً بلاعبين كانت تلك المباراة هي مباراتهم الدولية الأولى.
لم يكن أحد يتوقع أن يتحقق الانتصار على نجوم الدوريات الأوربية النجوم الذين شاهدهم الناس عبر القنوات الفضائية في كبرى البطولات الأوروبية وهم يتوهجون في بطولة دوري أبطال أوروبا.
عماريه جاء من الأهلي شندي ليلعب أول مباراة دولية له مع المنتخب محققاً فيها نجومية كانت أعرض من نجومية لاعبي الدوريات الأوروبية.
الريح علي مدافع الأهلي الخرطوم لم يأتي حتى من الهلال أو المريخ ليكون بكل هذه الثقة.
الريح علي لعب مباراة كبيرة وتعرض لالتحامات مع لاعبين أصحاب أجسام قوية لكن مع ذلك تفوق عليهم.
وكان يصاب ويخرج بالنقالة ويعود ليواصل دفاعه المستميت عن المنتخب السوداني.
الطاهر الحاج رغم احباطات إعارته التى تمت وخروجه من المريخ عاد في تلك المباراة أكثر توهجاً وتدفقاً.
المدرب الذي يراهن على لاعبين أصحاب خبرات قليلة وينتصر بهم يستحق أن نرفع له القبعات.
ويستحق كذلك أن نقول عنه أنه انتصر على كل التوقعات والاحتمالات وحقق انتصاراً عزيزًا بأسماء قليلة الخبرة.
إلى جانب تلك الأسماء حديثة العهد بمثل هذه المباريات كان هنالك مهند الطاهر الغائب من المشاركات مع الهلال.
وما ينطبق على مهند الطاهر ينطبق كذلك على صلاح الجزولي.
مع ذلك استطاع مازدا أن يحقق انتصاراً عريضاً على المنتخب النيجيري.
غاب عن المنتخب السوداني أهم أوراقه غاب مدثر كاريكا وغاب نزار حامد أفضل لاعب سوداني في الوقت الحالي وغاب رمضان عجب.
إلا أن المنتخب السوداني مع تلك الغيابات حقق انتصاراً بواسطة أقدام عماريه والريح علي والطاهر ساودمبا وبكري المدينة.
قبل أن نخرج إلى الهوامش أعود وأرجع وأحذر منذ الآن من مباراة الإياب وأقول إنها مباراة نخشى أن يتعرض فيها المنتخب السوداني لهزيمة ثقيلة (لا قدر اللـه).
……….
ملحوظة : اللـه يكضب الشينة.
هوامش
اللاعب المدهش باعتبار تجربته وسنه وتقديمه مباراة كبيرة أمام منتخب كبير ونجوم كبيرة هو من دون شك لاعب الأهلي شندي عماريه.
عماريه كان من نجوم المباراة وتفوق على كل نجوم الدوريات الأوروبية.
لعب بعقل وإدارك وثقة.
أنا ما عارف (الخبرة) دي جابها من وين؟.
الظاهر كدا شندي فيها خبرات ساحرة.
كذلك كان رائعاً الريح علي والطاهر سادومبا.
أما نجوم الهلال والمريخ فإن خبراتهم تأهلهم لذلك التألق.
غير أني أعود وأتخوف بصورة كبيرة من مباراة الإياب.
لن نكتب عن ذلك التخوف بعد ذلك وسوف نكتفي بهذا القدر.
ابراهومه كان برضو كما قيل (وش خير) للمنتخب.
نحن أسعد الناس بهدف بكري المدينة لأن الهدف أكد قيمة اللاعب وأهميته.
وأكد أن بكري المدينة يستحق أن يُقَدَّر بصورة تتناسب مع قيمته.
ما في مهاجم في السودان ولا في الأفارقة عنده (طاقة) بكري المدينة.
ما شاء اللـه.
الكاردينال عليه النجاح في ورقة بكري المدينة.
الأخ علي همشري دخل في الصورة ويمكن القول أن هذا الأمر بشارة خير.
كل الهلالاب يجب عليهم المساهمة في إعادة المفكوكين.
الهلال ينتظره موسم شاق.
وما تبقى من هذا الموسم يحتاج إلى اجتهاد أكبر.
الدوري والكأس إن شاء اللـه من نصيب الهلال.
شوفوا سيكافتكم وين؟.
هسع في زول جاب سيرة (سيكافا).
السطر الفوق دا تلب ساكت.
جاء عرضاً.
خلونا مع المنتخب.
بس يا جمال الوالي ألعب بعيد.
……..
عاجل : ما تكتروا الفرح.
[/JUSTIFY]
وإن طال السفر – محمد عبد الماجد
صحيفة قوون