قبل نحو عامين سطر الدكتور قطبي المهدي شهادة في حق الإنقاذ.. مدير الأمن الأسبق وصف الإنقاذ بأنها دواء منتهي الصلاحية.. الغريب في الأمر أن الفريق قطبي نصح السودانيين مؤخرا دون أن يقصد بضرورة الاستمرار في تناول ذات الدواء حينما ايد استمرار قيادات الإنقاذ الحالية في السلطة.
أحدث شهادة جاءت من القيادي الإسلامي ربيع حسن أحمد خلال لقاء صحفي أجرته معه الزميلة الأهرام اليوم.. ربيع اختار التواري وراء الصفوف حينما تزاحم الإسلاميون على مغانم السلطة.. ربيع تحدث بدبلوماسية يشوبها الحذر قائلا إن الإنقاذ غير صالحة للحكم مرة أخرى بذات المنهج.. حمل ربيع الفريق الاقتصادي مسئولية الفشل وطالب بتغييره.. باقتضاب قال ربيع إنه مع التغيير أي كان.. في ختام حديثه تنبأ ربيع بأن الإسلاميين لن يعودوا للسلطة مرة أخرى أن غادروا الحكم.. هنا مبرك البعير كما يقول صديقنا اسحاق فضل الله.. الإسلاميون يغطون سوءاتهم بمظلة السلطة وينفذون أهدافهم عبر آليات الدولة.. لهذا يخشون التغيير ويخافون من الإصلاح المفضي لتداول السلطة سلما بين أبناء وبنات السودان.
حسب معيار الشهيد الزبير الصارم فلن ينجح إلا القليل.. معظم حكامنا جاءوا مثلنا من بيوت ريفية فقيرة إلا أنهم تحولوا أثرياء يملكون البنايات السامقة والمطايا الفارهة.. الاسوأ من ذلك أنهم باتوا قبيلة مغلقة.. الآن قادة الإنقاذ يربطون مصالحهم السلطوية بشبكة من المصاهرات الاجتماعية.. ابن الوزير يتزوج من بنت الوالي والمعتمد يخطب كريمة النائب في البرلمان.. أبناء القيادات يتوزعون ما بين السوق المسنود بالنفوذ السياسي أو العمل في الوظائف المرموقة في قطاعات الاتصال والنفط والمصارف.
عزيزي القاريء افتح الصفحة الأولى من أي صحيفة ستدرك إلى درك من الفشل وصلت إليه بلدنا.. صحف الأمس تقول إن قبيلة أوقفت قطارا حكوميا تشتبه في حمله أسلحة لقبيلة أخرى معادية.. وخبر آخر يفيد بهروب ثمانية من المسجونين من سجن حكومي.. وخبر آخر يجعلني ويجعلك تبكي.. حفاظا على دموعنا وكرامتنا نحجبه عن النشر.
هل فيكم رجل رشيد يا أهل الحزب الحاكم وأنتم تتوجهون بعيد أسبوعين لمؤتمركم العام.. إن مارستم منهج الجرح والتعديل بأمانة فستعبرون بالوطن.. إن لم يحدث ذلك ولن يحدث.. فانتظروا الطامة الكبرى.
تراسيم – عبدالباقي الظافر
صحيفة التيار