فلنحكِ واقعاً وندع الخيال

[JUSTIFY]
فلنحكِ واقعاً وندع الخيال

بعض الكُتّاب الصحفيين (يدلسون) وآخرون (يطففون) على القارئ ويضللونه بمعلوماتٍ صُنع خيالهم، يكتبون (قصصاً) ولا يحللون وقائعاً، قصصاً يحقنونها ببعض الحقائق كي تبدو واقعية، وهيهات.

والحقائق هي أن تقرير صادر عن وكالة الاستخبارات الأميركية بتاريخ 15/07/2012، عن نشاط وكالة الاستخبارات الأميركية في القرن الأفريقي يقول إنه ومنذ تأسيس القيادة الأفريقية الأميركية (USAFRICOM) في الأول من أكتوبر 2007، وهي قوات مقاتلة تحت إدارة وزارة الدفاع الأميركية مسؤولة عن العمليات العسكرية الأميركية مع 53 دولة أفريقية (عدا مصر)، وإلى الآن لم يبلغ نشاط الاستخبارات في القرن الأفريقي أوجه.

هذه القيادة هي التي اقترحت مبادرة الساحل والصحراء بزعامة معمر القذافي، وهي التي تشرف على نحو 2000 جندي أميركي موجودين حالياً في معسكر (ليمونيير) بجيبوتي تحت عنوان الحد من النشاطات الإرهابية في شرق أفريقيا، (مقاتلي القاعدة في الصومال).

لكن الغرض الأهم لهذه القيادة هو بسط أرضية مؤاتية لتغيير زعماء المنطقة التي تعاني من صراع يستدعي حسمه تهيئة بعض الوجوه الجديدة التي ستحكم هذه المنطقة (القرن الأفريقي). ولتحقيق بعض تلك الأهداف وضعت (سي آي ايه) نحو (700) شخص في قائمة الذين ينبغي عليها اعتقالهم أولاً، بعضهم تجار حرب ومتطرفون جهاديون وآخرون ثوار استنفدوا أغراضهم فوجب استبدالهم.

الآن ها هي الوجوه الجديدة تصعد في الصومال واليمن المجاور له، وربما ستستقر الأوضاع في الصومال أولاً، ثم تُبسط اليمن لأنصار الله (جماعة الحوثي)، وبعض المُعتدلين من مجموعة علي عبد الله صالح، وصفقة ما مع مراكز قوى أخرى قبلية وإخوانية ومن مجموعة الأحمر، كل بمقدار محسوب، وربما حكم ذاتي لليمن الجنوبي بـ (ماكينة استقلال).

يقول تقرير دبلوماسي، صادر عن واشنطن مطلع هذا العام إن الولايات المتحدة ضمنت ولاء تيار إسلامي واسع في الصومال هو الأقرب للإخوان المسلمين (مجموعة شريف شيخ أحمد)، وإن واشنطن صارت مقتنعة بضرورة التغيير في القرن الأفريقي واليمن، وهذا ما تم نقاشه في لقاء كان جمع وزيرة الخارجية الأميركية السابقة (كلينتون) بالرئيس المصري السابق (محمد مرسي)!

وسنكشف في زوايا قادمة عن دور تيار الإخوان المسلمين وتواطئه ولقاءاته مع القيادة الأميركية في القرن الأفريقي، والدور المرسوم له في خضم تلك الأحداث المُتشابكة لإعادته رويداً رويداً إلى واجهة العمل السياسي، بصفته تياراً (مدنياً) مثلما هي حركة النهضة التونسية وحزب العدالة التنمية في تركيا.

[/JUSTIFY] عبد الجليل سليمان
الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي
Exit mobile version