مهند الطاهر : كأس السودان أمنية تحققت والهلال كان قريباً من بطولة الأبطال

حقق الهلال إنجازات مقدّرة خلال الموسم الذي انتهى بتتويج الفريق بطلاّ لبطولة الدوري الممتاز بفارق سبع نقاط عن المريخ صاحب المركزالثاني ، وكان حسم البطولة قبل ثلاثة أسابيع من نهايتها من الأشياء التي اسعدت القاعدة الهلالية العريضة ، وأضاف الهلال لبطولة الممتاز كأس السودان بعد أن حقق الفوز على المريخ المسيطر على البطولة الثانية على مستوى الأندية بالسودان ، وفي دوري أبطال إفريقيا واصل الهلال ظهوره المميز في مرحلة المجموعات ونجح الفريق في المرور إلى الدور نصف النهائي لكن حلمه أنتهى بالمركز الثالث ، وبصورة عامة جاء الموسم جيداً ومميزاً ، في هذا الحوار يتحدّث أحد أبرز إنجازات الهلال في هذا الموسم ، الغزال مهند الطاهر الي يكشف أسراراً جديدة عن موسم التميز الأزرق ويستشرف اللاعب آفاق المستقبل القادم كاشفاً عن مايحتاجه الهلال في موسمه الجديد حتى يواصل خطواته نحو الحلم الكبير والظفر بدوري أبطال إفريقيا ، الغزال يتناول بالحديث مسيرة الهلال ويكشف أصعب اللحظات والمواقف التي مرّت على الفريق داخلياً وخارجياً ، فمعاً نطالع إفادات الغزال مهند الطاهر …

كابتن مهند الطاهر بداية دعنا نتقدّم لك بالتهاني بمناسبة فوز الهلال ببطولتي الدوري الممتاز وكأس السودان ونتيح لك الفرصة لتحية جماهير الهلال عبر صحيفة (قوون) ؟

أشكركم على التهنئة وأتقدّم عبركم بالتهاني لكل جماهير الهلال المنتشرة داخل وخارج السودان وهي صاحبة نصيب كبير من البطولتين اللتين نجح الهلال في الجمع بينهما هذا الموسم ، واتمنى أن يواصل الهلال مسيرته بهذا المستوى حتى يحقق كل طموحات وتطلعات جماهيره .

نريد منك تقييماً عاماً لموسم الهلال على المستويين المحلي والإفريقي ؟

الفريق لم يقصّر هذا الموسم ، فقدنا البطولة الإفريقية التي كنا قريبين جداً منها هذه المرة تحديداً ، الهلال كان من الممكن أن يتأهل ، وجئنا بعد ذلك لبطولة الدوري الممتاز وسرنا فيها بخطوات جيدة حتى حققناها قبل نهايتها بثلاثة أسابيع وبفارق كبير من النقاط ، وجئنا لنؤكد جدارتنا وسيادتنا على هذا الموسم بالفوز ببطولة كأس السودان لتكون البطولتان أفضل هدية نقدّمها لجماهيرنا .

من واقع تجديد دماء الفريق ودخول عناصر جديدة للتشكيلة الزرقاء هل كنتم تتوقعون أن يسير الهلال بالطريقة التي سار عليها ويحقق ما حققه من إنجازات هذا الموسم ؟

اعترف لك أننا عندما كنا في بداية هذا الموسم لم نكن نتوقع أن تسير الأمور معنا على النحو الذي سارت عليه ، نحن كلاعبين كنا نعتقد أننا بحاجة للمزيد من الوقت حتى يحدث التجانس الكامل بين المجموعة ونتمكن بعد ذلك من السير في الطريق الصحيح ، وفي النهاية تمكنا من تجاوز مراحل التجانس والتفاهم بسرعة كبيرة وانتقلنا إلى مراحل أخرى ارتفع فيها طموح اللاعبين كثيراً وبذلوا مجهودات مقدرة من أجل تحقيق غايتهم المطلوبة .

البعض يرى أن الهلال لم يكن جيداً وأن السبب في تفوقه يعود إلى تعثر المريخ في العديد من المباريات سواء في البطولة الإفريقية أو الدوري الممتاز ؟

لا أتفق مع أصحاب هذا الرأي ، قد يكون لتعادلات المريخ المتكررة وخسائره التي مني بها في البطولة الإفريقية أثرها المعنوي على لاعبي الهلال ، وهذا الشئ ظلّ يحدث باستمرار ، أية إنتكاسة للمريخ تمثّل دفعة معنوية للهلال وأية انتكاسة للهلال تمثّل دفعة معنوية للمريخ ، هذه حقيقة معروفة للجميع ، لكن هذه الدفعة المعنوية غير كافية للسير بالفريق في دروب البطولات ، في البطولة الإفريقية أفقدنا المريخ 5 نقاط بالتعادل معه على ملعبه ثم الفوز عليه في ملعبنا ، كانت لنا العديد من دوافعنا الخاصة خلافاً لتعثر المريخ وأرى أن القول بأنّ فوزنا جاء بسبب تعثر المريخ قول فيه ظلم لنا وتقليل من المجهود الذي بذله الهلال .

هذا عن الهلال بوجه عام فماذا عن مهند الطاهر ، مستواك لم يكن ثابتاً في هذا الموسم ، ولعل تذبذب المستوى أصبح من الأشياء الملازمة لك في جميع المواسم ؟

تذبذب مستوى لاعب الكرة أمر طبيعي ، بدأت الموسم بصورة جيدة ، الإعداد كان مثالياً وكنت أطمح لظهور متميز ومغاير عن بقية مواسمي مع الهلال ، اعتقد أن المسألة كان فيها ضرب من ضروب عدم التوفيق ، وهذا يحدث كثيراً ، التألق الدائم والمحافظة على المستوى أمر يحتاج خلافاً للمجهود الذي يبذله اللاعب للتوفيق .

مباراة الهلال أمام مازيمبي الكونغولي والتي خسرها الفريق على أرضه باستاد الهلال مثّلت ولا زالت تمثّل كابوساً عاشته جماهير الهلال ماذا عن هذه المباراة ؟

الخسارة الكبرى كانت بالنسبة لنا الخروج من البطولة ، والهلال خرج من البطولة بالخسارة على أرضه ، عندما سافرنا إلى الكونغو كنا نبحث عن التعويض اكثر من بحثنا عن التأهل ، نجحنا في رد الإعتبار لأنّه كان هدفنا الأساسي ولو أننا دخلنا تلك المباراة بحثاً عن التأهل لحققناه والكل تابع كيف ضاعت منا العديد من الفرص السهلة التي كانت كفيلة بترجيح كفتنا ، اعتقد أن الحديث عن تلك المباراة يبدو غير مجدٍ الآن لكننا لابد أن نبحث في الأسباب التي أدت إلى الخسارة حتى نستفيد من الأخطاء في المستقبل .

في نهاية الموسم لاحظنا انك فقدت مكانك في تشكيلة الفريق ؛ما السبب في ذلك من وجهة نظرك؟

لا أدري السبب ، أختيار التشكيلة أمر من صميم أختصاص المدرب ، اعترف بأنني لم أكن في المستوى المطلوب في نهاية الموسم كثرت الأخطاء مني في الإستلام والتمرير ، في النهاية المشاركة في أي جزء من المباريات تؤدي الغرض وتخدم الفريق على النحو المطلوب .

ألم يدفعك تراجع مستواك إلى الجلوس مع نفسك ومحاولة الوصول إلى الأسباب الحقيقية لهذا التراجع ؟

أي لاعب كرة عندما يحدث له انخفاض في المستوى يجلس مع نفسه ، وقد ظلّت محاسبة النفس والوقوف معها من الأشياء التي عوّدت نفسي عليها منذ بداية مشواري مع كرة القدم ، أبحث في كل الأشياء داخل وخارج الميدان ولم أجد شيئاً معيناً ، المسألة في رأيي لا تخرج عن دونها ضربا من ضروب عدم التوفيق كما قلت لك .

يقولون أن مهند الطاهر لاعب شوط واحد وتحديداً الشوط الثاني ، ويستدلون على ذلك بالمستويات الجيدة التي تقدمها عندما تلعب بديلاً في مباريات الهلال ؟

المسألة غير مرتبطة بالشوط الأول أو الشوط الثاني ، اللاعب الذي يشارك في الشوط الثاني عادة مايكون نال فرصة المتابعة والوقوف على مكامن القوة والضعف في الفريق الخصم ، وهنالك لاعبون يؤدون بمستوى ثابت في جميع الحالات ، هذا الأمر يتوقف على التمارين والجاهزية واللياقة البدنية المطلوبة .

فوز المريخ عليكم في نهائي بطولة الدوري الممتاز هل أفسد طعم الفوز بالبطولة بالنسبة لكم ؟

كثيرون يرون أن طعم البطولة قد أختلف ، أنا لا أرى هذا الرأي مع تقديري لكل من يقول أن مباريات الهلال والمريخ تمثّل بطولة بذاتها وأن فوز فريق على الآخر قد يلغي كل الإنجازات التي حققها الفريق ، بطولتنا كانت مميزة لأنها كانت بفرق كبير من النقاط بلغ 7 نقاط ، خسارتنا من المريخ لم تفسد علينا طعم الفوز بالبطولة لأننا في النهاية من صعد منصة التتويج وتوّج بالذهب ونال كأس البطولة .

لكن المريخ لم يخسر أية مباراة في بطولة الدوري الممتاز ؟

هذا أمر يحدث كثيراً ، المهم في النهاية من ينال البطولة وليس من يخسر كثيراً ، الكثير من الفرق تنال البطولات وهي خاسرة لبعض مبارياتها ، هذا الأمر لاينتقص شيئاً من قدر البطولات التي تحققها الفرق .

يقولون أن لاعبي الهلال لا يقدمون مستويات جيدة إلاّ إذا تعرّضوا للإستفزاز ، ويستدلون على ذلك بما حدث عقب الخسارة في مباراة ختام الممتاز باعتبار أنه كان الدافع الأكبر للفوز ببطولة كأس السودان ؟

هذا الأمر غير صحيح ، الإستفزاز وحده لا يصنع البطولات ، البطولات تحتاج لعزيمة وعمل جاد ومخلص ومتواصل ، كنا نبحث عن كأس السودان باعتباره البطولة الغائبة عن خزينة النادي لفترة طويلة ، اجتهدنا من أجل الكأس ، التعبير عن الفرحة حق مشروع لكل لاعب كرة أو كل فريق .

الهلال ضم لاعبين جدد هذا الموسم ، من هو اللاعب الذي تفاجأت بمستواه ولم تتوقع أن يظهر بالشكل الذي ظهر عليه ؟

المحترف الكونغولي كابوندي ، خلال فترة الاختبارات قدّم اللاعب مستوى جيداً ولافتاً للنظر لكن بعد ذلك تفاجأنا بمستوى مخالف تماماً جعل الجمهور يفقد ثقته فيه ، وإذا فقد الجمهور ثقته في لاعب معين فهذا يعني أن معاناته ستطول ، كابوندي من وجهة نظري كان بحاجة لدعم ومساندة الجماهير ، وهذا الشئ نفسه يحتاجه أحمد عادل الآن حتى يعود من جديد لمواصلة التألق .

من هو اللاعب الذي ترشحه لنجومية الموسم ؟

لاعب نادي الميرغني فيصل موسى، لا أقول هذا إنحيازاً لكسلا أو الميرغني لكن اللاعب قدّم مستوى جيداً وكان محل إشادة وثناء الخبراء .

خلال الموسم مررتم بالعديد من المباريات الصعبة ، ماهي أصعب المباريات التي خاضها الهلال من وجهة نظرك داخلياً وخارجياً ؟

خارجياً مباراتنا أمام أول أغسطس الأنجولي ، دخلنا تلك المباراة والفريق خاسر بنتيجة 1\3 ، سعينا بقوة من أجل التعويض حتى تحقق لنا ذلك وتأهلنا .

في تلك المباراة أضعت ضربة الجزاء قبل أن يعاد تنفيذها مرة أخرى صف لنا شعورك وقتها ؟

في تلك المباراة كنت أحس أنني سأحرز هدفاً ، هذا الإحساس لم يغادرني حتى بعد أن ضاعت ركلة الجزاء ، مسيرة المباراة كانت تؤكد أن الهلال قادر على الوصول لشباك أول أغسطس .

وداخلياً أي المباريات كانت أصعب ؟

كل المباريات التي خاضها الهلال على ملعب استاد الخرطوم وذلك نسبة لوجود العشب الصناعي الذي يعوق حركة اللاعبين ويتطلب بذل مجهود مضاعف .

إلى ماذا يحتاج الهلال حتى يظهر بمستوى أكثر تميزاً في الموسم القادم ؟

الهلال يحتاج لوقفة وإلتفاف الجماهير من حوله ، الهلال يحتاج لجميع ابنائه ويحتاج لدعم الجميع مادياً ومعنوياً ، الإلتفاف حول الفريق يمكن أن يمثّل أهم الدوافع التي من شأنها أن تدفع الفريق للسير نحو الأمام ، الفترة القادمة لاتحتمل غياب أي هلالي ، الإلتفاف حول الفريق يجب أن يكون شعار المرحلة المقبلة .

ننتقل إلى المنتخب الوطني ، بوصفك من اللاعبين الذين ظلوا يشاركون مع المنتخب باستمرار ماهي الأسباب التي أدت لخروج منتخبنا من التصفيات خالي الوفاض ؟

المنتخب خرج بأسباب إدارية ، كنا مؤهلين لتحقيق نتائج جيدة في التصفيات الإفريقية ، وكان بإمكاننا التأهل إلى أنغولا ، المدرب الجديد جاء في وقت صعب وابعد عناصر تمتلك الخبرة وقادت المنتخب من قبل لتحقيق إنجازات جيدة.

المؤيدون لسياسات قسطنطين يرون أنه بدأ خطوات صحيحة لصناعة منتخب المستقبل ؟

لابد من توفر عناصر الخبرة في أي منتخب من المنتخبات ، الخبرة أمر لاغنى عنه ، التغيير لا يتم بين ليلة وضحاها، العناصر التي تمّ اختيارها قامت بواجبها على الوجه الأكمل ولكن كان بالإمكان أفضل مما كان .

كرتنا السودانية تعيش أزمة مهاجمين على مستوى الأندية والمنتخبات وفي الهلال مثلاً أغلب الأهداف خلال الموسم كانت من نصيب لاعبي خط الوسط كيف يمكن حل هذه المشكلة ؟

ازمة المهاجمين الوطنيين ناجمة عن سيطرة المحترفين الأجانب على المقدمات الهجومية في فريقي الهلال والمريخ واللذين يمثلان الرافدين الأساسيين لتغذية المنتخب الوطني ، أما مسألة عدم إحراز المهاجمين للأهداف فهي مسألة غير مزعجة لأنّ كرة القدم المهم فيها الهدف وتحقيق الفوز وليس من يحرز الهدف ، العلاج المطلوب يكون بمنح الفرص للاعبين الوطنيين والصبر عليهم والتنقيب في ملاعبنا المختلفة المليئة بالمواهب.

ماهي الأمنيات التي تحققت لمهند الطاهر في عام 2009 وماهي تلك التي يتمنى أن تتحقق في 2010 ؟

الأمنية التي تحققت هي فوز الهلال ببطولة كأس السودان هذه البطولة التي ظلّت غائبة عن خزائن الفريق لوقت طويل جداً ، أما الأمنية التي أتمنى أن تتحقق في العام القادم فهي أمنية شخصية ، أتمنى أن يوفقني الله في حج الوالد والوالدة إلى بيت الله الحرام .

في الختام ماذا تريد أن تقول ؟

أشكركم جزيل الشكر على هذا الحوار واتمنى لكم التوفيق ، واتمنى أن يكون الموسم القادم موسم انتصارات وافراح وبطولات لجميع جماهير الهلال في كل مكان .

صحيفة قوون

Exit mobile version