كل التقارير التى أصدرتها الجهات ذات الصلة بأداء منسك الحج في كل الدول والحكومات .. قالت إن حج هذا العام قد كان موفقاً وناجحاً أعظم النجاحات .. على أن معايير الجودة والنجاح هنا تقاس باستباب الأجواء الأمنية واستقرار الأحوال الصحية ووسائل النقل والمواصلات .. وللحقيقة لم تسجل حالات وفيات جماعية نتيجةً لحالات ازدحامات .. كما لم تنهار جسور وعبارات كما حدث فى بعض السنوات .. ولم يتفشَ مرض سارس والحميات ..كما لم ينقل داء إيبوﻻ من قبل حجاج بعض الدول الأفريقية .. المهم في الأمر أن الجهات ذات الصلات قد رفعت التقارير واعتمدت الإحصاءات والبيانات .. على أن الحج هذا العام أفضل من كل السنوات و… و…
لقد درسونا في الابتدائيات ولا زلنا نعلم ناشئة الأساسيات .. بأن (الحج مؤتمر جامع تناقش فيه كل الإشكاليات) ! بحيث يأتي حج هذا العام وبلداننا العربية المشرقية منها والمغاربية ترزح تحت وطأة الاحترابات .. سيما دولنا الشاميات التي تختلط فيها أوراق الجماعات .. واليمن التي أنهكت بفعل الاقتتال المذهبي والمناطقي والمليشيات.. وفي ليبيا حكومتان مدججتان بالسلاح متقاتلتان.. وفى العزيزة مصر تئن السجون بالنساء والشيوخ والعلماء والطلاب والطالبات .. الإرهابيين .. حسب توصيف الحكومات .. والسودان يحترب ويحترق من أطرافه فى دراما مكشوفة المآﻻت …. و… و… فما من بلد عربي وإسلامى إلا ويرزح تحت أزمة مجهولة النهائيات .. فلهذا وذاك ما أحوجنا إلى ثقافة مؤتمرية الحج لمناقشة كل قضايانا وإيجاد حلول أممية عقدية تأصيلية ملزمة ومحكمة لكل التكتلات .. وذلك بعد أن يقول أهل الحل والعقد من علماء الأمة الأكفاء كلماتهم المفصلات .. لأن البديل .. يارعاك الله .. هو رفع ملفات أزماتنا إلى مجالس (الأمم المتحدة علينا) والمنظمات ! وهذا ما حدث ويحدث في هذه الآونات .. فتقريباً كل ملفاتنا التي عجزت عن حلها مؤسساتنا العربية والإسلامية الإقليمية قد رفعت إلى مجالس الصهيونية صاحبة الأجندة والسيناريوهات .. يا أمة قد ضحكت من جهلها الأمم والقوميات .. الأعداء هم من صنعوا إسرائيل وداعش وإيران والتطرف والاعتدال وكل المتناقضات .. وهم أنفسهم من نستدعيهم اليوم بطائراتهم التي بدون طيار والأخرى كاملة القيادة والقنابل والراجمات .. والقاتل والمقتول من المسلمين المعتدلين والخاملين منهم والثوار والثائرات !!
فلعمري ما أعظم فجيعتنا ومصيبتنا وهزيمتنا ونحن نعود من مؤتمرنا الجامع كما ذهبنا وككل المؤتمرات .. أزماتنا تراوح مكانها والإشكالات .. و المدهش أن التقرير السنوي الختامي قد صدر وحفظ فى الأضابير بالمستندات .. إن حج هذا العام قد تم بنجاح كبير وهذا من المكتسبات !!
وإن كان الذين يقيمون أداء الحج يعتمدون مقياس السقاية والسدانة والخدمات .. فاستمعوا .. يارعاكم الله .. إلى المعايير التي خطها لنا العليم الخبير فى آياته المحكمات .. (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد فى سبيل الله ﻻيستوون عند الله والله لا يهدى القوم الظالمين) صدق رب الأرض والسماوات..
وثمة سؤال يفرض نفسه بقوة هنا .. لمصلحة من تفرغ فريضة الحج كمؤتمر جامع وفاعل من كل مضامينها والمدلوﻻوت ! الحج الذي هوبمثابة جمعيتنا العمومية التي تلتئم دورياً على مدى السنوات .. رحم الله ابن المبارك الذي أنشد يوما أروع المنظومات .. ياعابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك بالعبادة تلعب .. من كان يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب .. اللهم ابرم لهذه الأمة أمر رشد يعز به الدين ويعلى به شأن كل القيم والمكرمات .. ويذل به المترددون والمرتدون وتنكر به كل المنكرات .. وإلى لقاء بحول الله وقوته فى قادم المقالات ..
[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائمملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]