أمانة ما سعادة

جارتنا (ام أحمد) كان (أحمد) إبنها يعمل بإحدي الهيئات الحكومية إلا أن قراراً قد صدر بإقالته فجائتني بملف بلاستيك بداخله شهادات أبنها وهي شهادة (واااحدة) تفيد بتخرج إبنها من إحدي الجامعات بتقدير مقبول (وبس) ..

– يا أستاذ إنتا عندك معرفة كتيره عايزاك تشغلو ليا
في مليون زول زيو وأحسن منو ما شغالين .. أشغلو ليك شنو
إن شاء الله تشغلو ليا (سفير)
العبدلله قال لي نفسو( أم أحمد) دي جنت ولكن بعد أن أعمل النظر في الواقع وجد أنو (أم أحمد) ما جنت وإنو أنحنا الجنينا وإنو قصة الزول يكون (سفير) باتت أسهل كثيراً من إنو الزول يبقى (خفير) فما من موظف حكومى يتبع للحزب الحاكم تتم إغالته من منصبه بسبب فشله وإخفاقه في إدارة ما أوكل إليه من مهام إلا وصدرامراً رئاسياً بتعيينه سفيراً بوزارة الخارجية !
لا يخفى على العاملين في المجال الدبلوماسي والدارسين للدبلوماسية أن الدول المتحضرة تختار رجال دبلوماسيتها من بين أفضل الرجال ثقافة وفكراً وفهماً للعلاقات الدولية وتشترط صفات معينة للدبلوماسي الذي ترسله ممثلاً لها بحيث تجتمع فيه كل الصفات المطلوبة لنجاح مهمتة كسفير لبلاده فكيف بالله يتم إسناد هذا المنصب السامي الرفيع إلى كل من أطيح به من منصبه بغض النظر إن كان يصلح لهذه المهمة أم لا ؟

يقال الشخص من منصبه فيتم تعيينه سفيراً بالخارجية (على طووول) لا يهم إن كان خريج المعاهد الفنية أو العلمية (يعني الدينية) أو أنه قد أكمل تعليمه في خلاوي المعوكاب في أم طرقاً عُراض ، كما لا يهم أيضا أجادته لإحدى اللغات الأجنبية (ولا حتى العربي ذاااتو) ويا حبذا لو أنه من اصحاب النقاء اللغوي أي يتحدث العربية فقط وبعض اللغات الأفريقية مثل (الهوسا) حتي لا يكون قد أفسدته لغات الفرنجة والنصارى والصابئة والمجوس .
نسبة لضيق مبنى وزارة الخارجية مع الأعداد المتزايدة من السفراء المعينين سياسيا أو معينين (بالصدفة) أو (الواسطة) أو بالترضيات والمحاصصات وغيرها وقلة عدد السفارات الشئ الذي قد تنشا عنه ازمة في المكاتب فالعبدلله يقترح تكوين لجنة عليا للتخلص من فائض السفراء مهمتها حل أزمة المكاتب في ديوان الوزارة على ان تكون أولى قرارات هذه اللجنة تكليف ورشة الحاج جيب الله للسمكرة والحدادة بصناعة رفوف يُوضع عليها السفراء المعينون لحين فتح سفارات جديدة لهم ، على أن تُقسم الرفوف إلى قسمين: أحدهما لوضع السفراء وهم يرتدون البزات وربطات العنق الجديدة الفاخرة (لزوم العمل في الرئاسة وحضور الفعاليات واللقاءات مع السفراء الأجانب (مع مترجمين طبعن) ، والآخر لوضع السفراء الجدد وهم بالزي القومي الكامل (الجلابية والعباية والملفحة والعصى، أو العراقي والصديري والحُقّة، لزوم الاستعداد لتقديم أوراق الإعتماد في بلاد الله الواسعة)
أما لحل قلة عدد سفارات السودان فالعبدلله يقترح على اللجنة العليا للتخلص من فائض (السفراء) فتح المزيد من السفارات حيث أن هنالك أكثر من مائة عاصمة لا توجد بها سفارة سودانية بحجة إشمعنى مصر وأمريكا فهنالك (نيكاراجوا، بليز، السلفادور، وبنما في امريكا الوسطى، وكولمبيا، إكوادور، بوليفيا، شيلي والأرجنتين في أمريكا الجنوبية (بحجة إشمعنى فنزويلا)، ونيوزيلندة، وتونجا، وبابوا غينيا الجديدة، وجزر سليمان في استراليا والأوقيانوس، أستراليا (وبالمره السفير يعمل لينا أتفاقية توريد خراف أضاحي) ويشيل الكومشن الفيها النصيب .

كما يقترح العبدلله على (اللجنة) توسيع مهام وزارة الخارجية لتشمل مهام وزارات الصحة والرعاية الاجتماعية والعمل لإعطائها حرية الحركة والفعالية في تعيين أكبر عدد من السفراء وأرسالهم لىسفارات السودان في (عواصم الجمال) للعلاج والراحة والإستجمام (لحين اكتمال مشروع توطين العلاج بالداخل)، بعد أن ابلوا بلاءُ حسنا في خدمة (الوطن)، أو لتمكينهم من إتمام العمارة حتى تجتمع العمارة مع السفارة (لمحاربة الفقر)!

أما الهدف الأساسي من هذه التعيينات (كل ما زول شالوهو عينوهو سفير) فهو تمكن سعداء الحظ بعد عودتهم سالمين غانمين (خاصة دي) ان يُنادوا في المحافل والمناسبات وفي كروت الأفراح وبيوت العزاء بلقب (سعادة السفير) وأمانة ما سعادة!