للمرة الثانية خرج أنصار المعارضة نهار أمس إلى الشارع حاملين ذات المطالب التي دفعتهم إلى الشارع يوم الإثنين لتكون أم درمان مسرحا لمواجهتين بينهم وبين السلطات الامنية خلال أسبوع واحد.
* مؤشرات
صباح أمس شوارع الخرطوم كانت هادئة والحركة تبدو طبيعية ولا تنبئ عن حدث غير طبيعي فقط الامر الذي كان خارج المألوف هو خلو موقف مواصلات الموردة من المركبات وبطبيعة الحال كان هناك زحام كبير حتى المركبات القليلة التي تعد على أصابع اليد الواحدة كانت ترفض الالتزام بالمسار المرسوم لها وتصر على الذهاب عن طريق شارع الأربعين بحجة أن شارع الموردة مغلق. كان هذا هو المؤشر الوحيد لمسيرة الأمس فأضطررنا إلى التوجه إلى أمدرمان بالمسار الطارئ و ابتداءا من كبري النيل الأبيض (الجديد) بدت مؤشرات الحدث تترى بالتواجد الامني المكثف الذي ينتشر و بالإختناق المروري الحاد الذي تحول في نهاية الأمر إلى توقف كامل ترجل على إثرها اعداد كبيرة من المواطنين و اتجهوا نحو شارع الأربعين مشيا على الاقدام
* تأمين كثيف
واصلت الجموع سيرها إلى أن وصلت الجموع إلى تقاطع شارع الاربعين مع الشارع القادم من الكبري القديم حيث لاحظنا الزيادة الكبيرة في قوى الأمن التي كانت ترابط بالقرب من التقاطع الذي تفرق عنده الجموع القادمة إلى اتجاهات مختلفة، بينما دخل الذين يقصدون المسيرة إلى داخل شوارع بانت ومضت فرادى وجماعات نحو مبني المجلس الوطني الذي كان يفترض أن تتجمع المسيرة إلا أن كل الشوارع المؤدية إلى البرلمان كانت مغلقة باحكام بأعداد كبيرة من قوات الأمن الذين رفضوا وبتشدد قاطع تواجد أي شخص في المنطقة الواقعة من قصر الشباب و الاطفال جنوبا و بوابة جامعة القرآن الكريم شمالا وعندما حاولنا التمركز بعيدا لمراقبة ما يمكن أن يحدث تجمع عدد مقدر ممن حسبناهم من رجال الامن الذين يلبسون أزياء مدنية وطالبونا بالرغم من ابرازنا لبطاقاتنا الصحفية بإخلاء المنطقة على الفور ودون أي نقاش.
* نقطة الانطلاق
اتجهنا صوب دار حزب الامة بعد أن وصلتنا معلومات عن تجمع أنصار المعارضة هناك إلا أن التجمع كان في دار حركة جيش تحرير السودان بالموردة حيث كان المئات يطلقون هتافات تدعوا إلى الحرية و حل قضية دارفور و تحقيق السلام والعدالة ،ثم زاد عدد المتجمهرين حتى امتلأ باحة الدار و محيطه وغلب عليهم العنصر الشبابي والنسائي الدار كان قد شهد مخاطبات حماسية خرجت على اثرها الجماهير إلى الشارع لكن السلطات الامنية قابلتها بقوة مستخدمة الغاز المسيل للدموع و العصي. وقال شهود عيان إن الشرطة اعتقلت العشرات وحسب مصادر في التحالف تحدثت للصحافة فإن حوالي (30) من قيادات التحالف و المتظاهرين اعتقلوا وقال شهود عيان ان عددا من المواطنين أصيبوا في المواجهات التي جرت في محيط مقر حركة جيش تحرير السودان الذي انطلقت منه المسيرة نحو البرلمان لتسليم مذكرة تطالب بكفالة الحريات الواردة في الدستور و تعديل القوانين و حل مشكلة دارفور إلا أن الشرطة فور وصول انصار المعارضة إلى شارع الموردة الرئيسي( الظلط) تصدت لها بعنف ومنعتها من التقدم مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهراوات وعمدت إلى اعتقال عدد من القيادات و المواطنين الذين كانوا في الصفوف الامامية قبل أن تلاحق المتظاهرين الذين تراجعوا تحت ضغط حرارة ( البمبان ) إلى داخل شوارع وازقة حي الموردة ثم إلى داخل البيوت عندما حاصرتهم مركبات السلطات الامنية التي كانت منتشرة بكثافة في كل مكان فيما عاد بعض المتظاهرين إلى نقطة الانطلاق ( مقر جيش حركة تحرير السودان) التي انطلقوا منها للمرة الثانية مرددين هتافات أبرزها (حرية سلام عدالة) بعد أن تراجعت الشرطة إلا أن الاخيرة عادت وقامت بتفريق المتظاهرين واستمر الكر والفر لساعات قبل أن يعود الهدوء إلى الشوارع رويدا ويعلن نهاية الاحداث.
المصدر : الصحافة