رحبت جامعة الدول العربية بإعلان حركتي فتح وحماس التوصل إلى اتفاق حول كافة قضايا المصالحة العالقة خلال اجتماعهما في القاهرة الأسبوع الماضي تحت رعاية مصر.
اتفاق المصالحة المرحب به عربيا جاء بعد مفاوضات مكثفة بالقاهرة، توصلت في خامها حركتا فتح وحماس إلى “اتفاق شامل” حول إدارة حكومة التوافق الوطني لقطاع غزة. وتضم هذه الحكومة شخصيات مستقلة بدون تفويض سياسي ومكلفة بتنظيم انتخابات خلال ستة أشهر.
هذه المصالحة بحسب الجامعة العربية هي حجر الأساس في حل القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال.
ومنحت هذا الأجواء الإيجابية التوافقية بين الفرقاء في فلسطين الرئيس الفلسطيني محمود عباس المنعة والشجاعة ليقدم خطابه للعالم عبر منبر الأمم المتحدة قائلا إن الفلسطينيين لن ينسوا أو يغفروا ما ارتكبته إسرائيل في حربها على غزة، متهماً إياها بارتكاب «حرب إبادة». وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي، مضيفا: «دقت ساعة استقلال دولة فلسطين».
على الجامعة العربية وحلفاء فلسطين في المنطقة الانتقال إلى مربع الدعم الحقيقي من أجل تماسك هذا الاتفاق وعدم الاكتفاء ببيانات الترحيب، فهذا الاتفاق للمصالحة يأتي استكمالا لاتفاق أبريل الماضي الذي كان سببا في شن إسرائيل حربها الأخيرة على غزة، فالأطراف الفلسطينية المتفقة على المصالحة بحاجة إلى دعم من الجامعة العربية لصمود هذا الاتفاق الذى يجد حربا مكشوفة من الجانب الإسرائيلي لمنع أي تقارب بين قطاع غزة ورام الله لأنه المستفيد الأوحد من استمرار حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني لإضعاف مقاومة الفلسطينيين للاحتلال.
اتفاق المصالحة الفلسطينية من شأنه تهيئة الأجواء المواتية لإنجاح مؤتمر المانحين لإعادة إعمار غزة المقرر عقده في أكتوبر المقبل في القاهرة، كما أن اتفاق المصالحة يمنح الجانب الفلسطيني المزيد من القوة عند استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي نهاية أكتوبر المقبل في القاهرة من أجل هدنة دائمة في غزة، بعد شهر على وقف إطلاق النار الذي أنهى نزاعا داميا دام خمسين يوما وأوقع أكثر من ألفي قتيل فلسطيني و73 قتيلا فلسطينيا.
وما كان لتلك الحرب الإسرائيلية أن تستمر في حصد أرواح الضحايا من الجانب الفلسطيني لو أن الجانب الفلسطيني يعيش الوحدة الوطنية الحقيقية التي تجعل كل الموارد والإمكانات مصوبة باتجاهها الصحيح إلا وهو مقاومة الاحتلال بدلا من التشرذم والعراك الداخلي الذي يهدر مقدرات الأمة ويشتت هدفها الرئيس في إنهاء هذا الاحتلال الذي يواصل تحت سمع وبصر العالم ممارسة أبشع صور الانتهاكات لحقوق الإنسان عبر مجازره المتكررة في قطاع غزة فالتا ومنفلتا من أية محاسبة على هذه الأعمال غير الإنسانية.
[/JUSTIFY] محمود الدنعوالعالم الآن – صحيفة اليوم التالي