وتمضي اندياحاتي بسنواتها الخمس.. ولا أزال أحمل تهمة التحامل على الرجال على عاتقي.. لم يستطع البعض أن يتفهم ما أرمي إليه، وأنا أحاول أن ألفت أنظارهم لما يمكن أن يرضي تطلعات المرأة، ويرفعهم لمستوى سقف أشواقها واحتياجاتها درجات.
هذا الاتهام لم يعد يزعجني.. فالشاهد أن معظم أنصاري الذين يغمرونني بالاحترام والمودة ويحرصون على توجيهي ودعمي.. من الرجال !!
والسبب الحقيقي وراء ذلك سبب فطري.. إذ أن عدو المرأة الدائم الذي يكن لها الأحقاد ولا يحب نجاحها ولا جمالها ويغار من سعادتها وتميزها، لم يكن يوماً رجلاً!!
إنه للأسف.. امرأة أخرى! وقد تكون أيضاً من المقربات جداً.. اللائي قد يصل بهن الأمر للجنوح والتطرف في الغيرة والعداوة للحد الذي يجعلها تستخدم كل ما ائتمنته عليها الأخرى يوماً من أسرار ضدها وبكل دهاء!!
وهذا هو الاختلاف الجوهري الأول الذي يجعل الرجال أفضل من يقدم النصح والمشورة والصداقة والاحترام للمرأة.. وإنهم أحق بثقتها ومؤازرتها وتقديرها لهم!! والنماذج التي تدلل على ذلك كثيرة.. تجدونها في كل المجتمعات والفئات.. على مقاعد الدراسة الجامعية.. وفي مكاتب المؤسسات.. وفي الأحياء.. وغيرها من كل المجالات التي يمكن أن يجتمع فيها الجنسان!
والشاهد أنه حالما توجهت إحدانا طلباً لخدمة ما في أي مرفق تجدها تبحث عن الموظف الرجل.. كونه سيساعدها بطريقة أكثر مرونة وسرعة وفيها الكثير من الود والاحترام، والعكس صحيح.. فالرجال بالمقابل يبحثون دائماً عن المرأة حالما سعوا لقضاء حوائجهم في المؤسسات الخدمية!
قد لا يكون ما ذهبت إليه قاعدة مطلقة.. ولكنها نتيجة ملاحظات ومعايشات ومشاهدات وتجارب وحكايات عديدة.. أكدت جميعها أن شيئاً من العداء الخفي يظل رابضاً بأعماق النساء تجاه بعضهن البعض في انتظار أول أزمة تحرك سكونه وتطفو به على السطح، فلا يلبث أن يتجلى بكل حنق وكراهية، وربما تهور في شكل خلافات حادة وفتن، وربما اشتباك وعلى أفضل الفروض جلسة نميمة طويلة تطلق فيها الأكاذيب والقصص الخرافية للنيل من الخصم لا يعني إحدانا حينها إن كانت صديقة حميمة أو قريبة أو حتى أخت.. المهم أن نتخلص من السموم التي بداخلنا فننفسها ونستريح حتى وإن كانت سبباً في إشعال الحرائق التي قد لا تنطفئ!!
فيا أعزائي الرجال.. إن تحاملي الذي تشتكون منه لا يمثل شيئاً أمام تحاملنا معشر النساء على بعضنا البعض!! وكمثال بليغ على ذلك تأكدوا أن قبيلة كبرى من السيدات ستخرج عليا بعد هذا المقال وتهدر دمي وتكيل لي أقزع التهم والشتائم دفاعاً عن علاقة مثالية مزعومة يحرصن على الترويج لها والتأكيد على أنها تربط بينهن وتجعلهن على قلب امرأة واحدة قادرة دائماً على دك حصون جميع الرجال!
إنها أكذوبتنا الأزلية فلا تصدقوها.. لا عدو للمرأة سوى المرأة.. وأمتنا الحقيقية كنساء ليست في تحقيق المساواة على الرجال والتشدق بعبارات الجندر البراقة، فالشاهد أن الرجال المغلوبين على أمرهم أحوج لتلك المساواة!
إن أزمتنا الحقيقية.. في الأحقاد النسائية التي نتبادل أنخابها.. والأنانية والغدر والغيرة الذتي نتبادل أنخابها بدم بارد من وراء ابتساماتنا المصنوعة.. علماً بأننا كثيراً ما نستعين في حروبنا الخفية أو المعلنة التي نتبادلها بسلاحنا الذهبي المعروف (دموع التماسيح) لنجعل الرجال يلعبون الدور الذي نرسمه لهم في ساحة المعركة!!
تلويح:
عزيزي الرجل.. إذا أردت أن تلقن امرأة ما درساً ما.. استعن دائماً بأخرى!!
[/JUSTIFY]إندياح – صحيفة اليوم التالي