:: هناك شئ اسمه (النافذة الواحدة)، وهي أفضل وأحدث النُظم المتبعة (عالمياً)..تقريباً في كل بلاد الدنيا الراغبة في إستثمار مواردها، ما عدا ( السودان طبعاً)..والهدف من نظام النافذة الواحدة هو إختصار الوقت والجهد وتسهيل الإجراءت لرجال المال والأعمال ..وكما تعلمون، أغلى ما لرجال المال و الأعمال هي ليست فقط أموالهم، بل أوقاتهم أيضاً..ونظام النافذة الواحدة لتوفير أوقاتهم (الغالية جداً)..!!
:: ولكن بالسودان، حيث موطن غرائب الأشياء، فالنافذة الواحدة تعني أن يأتي المستثمر إلى بلادنا في شهر يناير على سبيل المثال، ثم يغادر البلاد في شهر يناير التالي بأمل العودة وإكمال إجراءات استلام تصاديق مشروعه الإستثماري في شهر ( يناير الثالث)..!!
:: وهناك شئ آخر، في كل دول الدنيا والعالمين ما عدا (السودان طبعاً)، اسمه (الخارطة الإستثمارية)..فالسلطة المركزية المسؤولة عن الإستثمار، بالتنسيق مع الولايات والمحليات وأهلها، هي التي تعد وتطبع وتوزع وتنشر هذه الخارطة الإستثمارية..بعد إجراء الدراسات العميقة على التربة والمناخ وكل عوامل الطبيعة، هنا يصلح الزرع وهنا يصلح الزرع وهنا تصلح الصناعة وهنا تصلح السياحة، أو هكذا الخارطة الإستثمارية بحيث تكون جاهزة لرجال المال والأعمال.. !!
:: ولكن بالسودان، حيث موطن عجائب الأشياء، فالخارطة الإستثمارية هي أن تصدق السلطة المركزية لرجل الأعمال بقطعة أرض باحدى فيافي البلد بغرض الزرع أو إنشاء مدن الأحلام وقلب العالم، ثم تطارده السلطات الولائية والمحلية والأهالي بالحاكم – في مرحلة التنفيذ – حتى يرحل ..!!
:: وهناك شئ شئ ثالث، في كل دول الدنيا والعالمين ما عدا (السودان طبعاً)، اسمه ( قاعدة المعلومات)..وهي ليست بحاجة إلى وزير دولة و خبير وطني وسمنارات وملتقيات وسفريات ونثريات و حوافز وغيرها من مهدرات المال العام ومهلكات الناس والبلد، ولكن قاعدة المعلومات محض مكتب صغير به أجهزة حاسوب وكوادر مهامها رصد وتوثيق تفاصيل المشاريع..اسم المشروع، نوع المشروع، اسم المالك، جنسية المالك، حجم العمالة، ما عليه من واجبات وما له من حقوق، بداية المشروع ومراحل التنفيذ، وهكذا.. تلك هي قاعدة المعلومات، وتأسيسها ليس بحاجة إلى عبقرية ..!!
:: ولكن بالسودان، حيث موطن الغرائب والعجائب، فقاعدة المعلومات هي التصريح الآتي نصه : (لا نعرف جنسيات المستثمرين ولا نوعية الاستثمار بتفاصيله المختلفة)، الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، وزير الاستثمار، مخاطباً ملتقى الاستثمار بالخرطوم صباح أمس..!!
:: هكذا الحال .. وزير الإستثمار لم يفعل أي شئ لاستثمار بلاده منذ آداء القسم بأن واجبه كما يجب ، ولايعرف أي شئ عن تفاصيل الإستثمار في بلاده رغم مرور سنوات على عمره الوزاري.. لايعرف النافذة الواحدة وجدواها، ولا يعرف الخارطة الاستثمارية ومعناها، ثم الأدهى والأمر لا يعرف حتى جنسيات المستثمرين ولا أنواع و إستثماراتهم ..وعليه نقترح باعفاء وزير الاستثمار، ثم توظيفه سفيراً بوزارة الخارجية.. وشكراً لمن جعل منصب السفير بالخارجية منصباً لمن يفشلون في المناصب الأخرى ..!!
[/JUSTIFY]
الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]