*في مسرحية (الواد سيد الشغال) سُئل عادل إمام عن اسم رئيس روسيا غورباتشوف – آنذاك – فقال (ياما بكرة تشوف)..
*ومع تعديل العبارة هذه إلى (ياما بكرة نشوف) – أي نحن – نرى أن نكتفي بها تعليقاً على (وعود) بُشرنا بها خلال الأيام الفائتة..
*وبمناسبة الوعود هذه قال برلمانيون البارحة (يجب أن نخجل من أنفسنا من كثرة إطلاق وعود لا يرى الشعب لها أثراً على الأرض)..
*ثم لماذا الوعود أصلاً عوضاً عن الشروع في العمل – من سُكات – حتى إذا ما اكتمل لم يعد هناك حاجة إلى (الكلام!)..
*فالشعب – حينها – سيرى النتائج على الأرض ويعلم أن الوزير الفلاني قد (أنجز)..
*وفي الدول المتقدمة لا يصرح وزير للإعلام بأن وزارته سوف تعمل وتفعل و(تسوي) وإنما هنالك انجازات فقط يُفاجأ بها الناس كل حين وآخر..
*وفي أمثالنا الشعبية – ذات الحكمة – يُقال ( السواي مو حداث!)..
*والآن أنظر إلى ما قاله والي الخرطوم المشهور بكثرة الكلام في الذي يعنيه وما لا يعنيه..
*وما لم يكن يعنيه – وتكلم فيه مثلاً – حادثة مجمع اليرموك التي عزاها إلى انفجار (ماكينة لحام!) لينفجر الناس ضحكاً عليه..
*(أها) الوالي الخضر هذا قال أن هنالك ميلاداً جديداً لمشروع نظافة الخرطوم في غضون اسبوعين ..
*طيب ماذا كان يضير الوالي لو أنه (صبر!) الاسبوعين هذين ليدعنا نحن الذين نقول بعد ذلك – إن تم الانجاز – نيابة عنه ؟!..
*وإن لم يتم لا نقول شيئاً – من باب اللوم- بحسبان أننا لسنا على علم أصلاً بشروع مثل هذا..
*أما الآن – وقد غلبت عليه شهوة الكلام – فنقول له (ياما بكرة نشوف!)..
*ثم صرحت – كذلك – إدارة الثراء الحرام والمشبوه بأن إقرارات الذمة ستشمل إلى جانب الدستوريين وقادة العمل العام كبار الضباط..
*والجديد في الإفادة هذه هو إدراج ضباط القوات النظامية – حسب علمي – في قائمة الذين ستخضعهم الإدارة لإجراءات إقرار الذمة هذا العام..
*وبما أن إدارة الثراء الحرام – بوزارة العدل- لم يُعهد فيها كثير الكلام فإننا نترقب نتائج عملها إلى نهاية عامنا هذا..
*وحتى ذلكم الحين نطرح تساؤلاً فضولياً : يعني إن افترضنا أن ضابطاً يمتلك عمارتين وفارهتين هل سيُقال له (من أين لك هذا؟!)..
*ننتظر – بإذن الله – و (بكرة نشوف !)..
*أما رئيس لجنة تهيئة المناخ السياسي بآلية- (يادي) الآلية – الحوار الوطني فقد قال إن صحيفة (الصيحة) سيُفرج عنها خلال اسبوع ..
*وطبعاً هو غير معني بإيقاف قد تتعرض له بعد (يوم واحد!) – كما في المرة الفائتة – ولكن المهم عنده أنها ستصدر..
*ونحن المهم عندنا – وعند كل محبي الحرية – أن نقول (بكرة نشوف)…
*والأكثر أهمية أن نشوف مثل بروسترويكا (غورباتشوف!!!).
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الأهرام اليوم