فى خطوة تصعيدية جديدة في ملف حلايب منعت السلطات الامنية المصرية موكب مساعد رئيس الجمهورية ورئيس تنظيم مؤتمر البجا موسى محمد أحمد من الدخول الى المدينة وظل مرابطا لفترة زمنية خارجها يتلقى تنوير امنيا من احد الضباط السودانيين حول المنطقة ليعود بعدها والوفد المرافق له الى مدينة اوسيف حيث رئاسة محلية حلايب التى تتبع لولاية البحر الاحمر.
وقال مساعد رئيس الجمهورية ورئيس تنظيم مؤتمر البجا موسى محمدأحمد لـ«لصحافة» ان الهدف من زيارته تفقد احوال المواطنين داخل مثلث حلايب وتلمس قضاياهم والتفاكر حول العديد من القضايا التى تهمهم، الى جانب زيارة افراد القوات المسلحة السودانية المحاصرة فى المنطقة، وتقديم الدعم المالى والمعنوى للجيش الذى ظل بالمنطقة لسنوات منذ بداية الاحتلال، واضاف ان زيارتنا للمنطقة من اجل تأكيد السيادة الوطنية، وقال ان حلايب سودانية ولن نتنازل عنها مهما كلف الثمن.
وقال نائب دائرة حلايب بمجلس تشريعى ولاية البحر الاحمر محمود حمدالله لـ«الصحافة»، ان منع السلطات لمساعد رئيس الجمهورية من الدخول الى حلايب يعد انتقاصا من هيبة الدولة لن نسكت عليه اطلاقا ، وقال ان السلطات الامنية المصرية لديها علم مسبق بزيارة مساعد الرئيس للمنطقة مما دفعها الى سحب القيادات الامنية العليا والتى ظلت ترابط طيلة الايام الماضية فى مدخل المدينة، ووضع بعض افراد حرس الحدود فى البوابة الى جانب تحكيم الاقفال على الابواب ، واضاف ان ذات السلطات اعتقلت من قبل 32 من قيادات ورموز حلايب وطرد 200 أسرة الي خارج مثلث حلايب ويقطنون الان فى منطقة قباتيت بالقرب من مدينة اوسيف، وأضاف ان السلطات الامنية المصرية تتعامل مع المواطنين بطريقة وحشية ولاتراعى فيهم ابسط مقومات حقوق الانسان مما دفع المواطنين الي الهروب ليلا من داخل المثلث الى خارجه، واضاف تحملنا كل ذلك ضد شعبنا والحكومة السودانية لديها علم بذلك ولن تتوقف ممارسات المصريين عند هذا الحد ، بل منعوا أمس مساعد الرئيس من دخول مثلث حلايب، واننا نطالب الحكومة بموقف واضح تجاه قضية حلايب وانتظرنا كثيرا وللصبر حدود.
ومن جهته قال معتمد حلايب أحمد عيسى عمر لـ«الصحافة» ليست هذه المرة الاولى التي يتم فيها ارجاع مسؤول سودانى رفيع من امام بوابة حلايب، فقد سبق للادارة المصرية في حلايب ارجاع وزير الدولة بالنقل الامين العام لجبهة الشرق مبروك مبارك سليم من زيارة مثلث حلايب الذي كان يقصده متفقدا الطريق الذى يربط بورتسودان بمدينة حلايب والبالغ طوله 288 كيلو والذى يتم تنفيذه مناصفة بين شركتين مصرية وسودانية، واشار عيسى الي ازدياد تجارة الحدود بين الدولتين عبر الشرق، وان حجم الواردات والصادرات بين البلدين يسير وفقا للبروتكولات التجارية الموقعة بين البلدين، واضاف معتمد حلايب اننا نستورد الارز والدقيق من مصر بسعر رخيص ومعفى من الجمارك، وان تكلفته واسعار المواد الغذائية الاخري اقل من التى تأتينا من بورتسودان، واضاف ان مساعد رئيس الجمهورية ابلغ قائد الجيش السودانى المحاصر هناك بنقل تحايا افراد الجيش المحاصرين داخل المنطقة منذ بداية الاحتلال الي قيادة الجيش العليا.
وقال رئيس قطاع حلايب بالمؤتمر الوطنى عثمان الحسن اوكير لـ«الصحافة» ان مسلسل الاعتقالات داخل المثلث ضد المواطنين مستمر منذ زمن بعيد من قبل السلطات المصرية، بل ذهبت اكثر من ذلك حيث اغتالت ذات السلطات رئيس الادارة الشعبية لمنطقة حلايب والذى ظل داخل السجون المصرية الى ان مات، واضاف اوكير اجبرتنا السلطات علي استلام جثته وتبدو عليها اثار التعذيب لذا نطلب من الحكومة السودانية التدخل الفورى لإيقاف هذه الممارسات اللا انسانية من قبل السلطات المصرية والا سيكون لنا حديث اخر.
جدير بالذكر ان زيارة مساعد رئيس الجمهورية الذي منعته السلطات المصرية من القيام بها لمثلث حلايب كانت زيارة رسمية وتمت الموافقة على جدول الزيارة من قبل رئاسة الجمهورية بغرض تفقد مشاريع صندوق اعمار وتنمية الشرق، وقد قوبل اصراره على الدخول لمدينة حلايب بإرتياح بالغ من قبل المواطنين لما تحمله الزيارة لحلايب جملة من الدلالات السياسية.
وعقب عودة مساعد الرئيس موسي محمد من بوابة حلايب كانت فى استقباله اعداد كبيرة من المواطنين الذين تجمعوا فى لقاء حاشد بمنطقة اوسيف عاصمة محلية حلايب على الطريق الذى يربط بين بورتسودان وحلايب، وكان المتجمعون ينصتون لسماع ما يشفي صدورهم حول موضوع حلايب من مساعد الرئيس إلا أنه آثر ألا يتحدث عنها في كلمته للمواطنين مما شكل صدمة كبيرة للمواطنين، قبل ان تبرر قيادات في موكبه ذلك خوفا علي مصالح قواعدهم داخل المثلث، ودعا موسى في كلمته الي توحيد الكلمة وخلق بيئة سياسية معافاة لخوض الانتخابات، مطالباً الاحزاب السياسية بتقديم رؤى وطنية موحدة من اجل خدمة السودان، والايلتفتوا الى الصراعات والنظرات الضيقة والعمل على الحفاظ على السودان موحدا، وقال اذا انفصل الجنوب سيخسر السودان كثيرا فلابد من الوحدة كخيار استراتيجى، واضاف موسى «نحن لم نأت الى السلطة خصما على احد، بل كان بامكاننا ان نوافق على عدم تعيين الولاة من ابناء البجا، ولكنا تمسكنا بوجودهم فى السلطة لاننا منهم وهم منا، ونحن نطالب بممارسة سياسية حرة ليختار الكل من يحكمه وفقا لصناديق الانتخابات.
وفى منطقة محمد قول والتى تقع على طريق بورتسودان حلايب والتى زارها مساعد الرئيس موسى محمد أحمد، بغرض تفقد احد مشاريع صندوق اعمار الشرق حدثت اشتباكات بالايدى بين انصار المؤتمر الوطنى وانصار مؤتمر البجا ولولا تدخل السلطات الامنية والقاء القبض على بعض قيادات المؤتمر الوطنى والذين تسببوا فى اثارة الشغب لكانت ستتفاقم الأزمة التي كادت ان تتسبب فى تعطيل الزيارة، ووفقا لافادات احد قيادات مؤتمر البجا ان هذه المجموعة التى اثارت الشغب من منسوبى المؤتمر الوطنى يهدفون الى اثارة البلبلة وافشال زيارة المساعد الخصم اللدود للمؤتمر الوطنى بالمنطقة، وتقدم معتمد محلية جبيت المعادن ورئيس المؤتمر الوطنى بالمحلية عيسى محمد شيك باعتذاره عن تصرف منسوبيه، وقال ان ما حدث امر بسيط ويمكن معالجته وما يربط بيننا اكثر مما يفرق، واضاف انتم بين اهلكم وعشيرتكم ومرحبا بكم فى اى وقت.
الجدير بالذكر ان معتمد حلايب يدير عمله من منطقة اوسيف والتى تقع على بعد30 كيلو جنوب بوابة حلايب ولم يحدث ان تمكن مسؤول من حكومة ولاية البحر الاحمر من زيارة حلايب منذ احتلالها، ولم يستبعد مراقبون سياسيون ان تخلق زيارة مساعد رئيس الجمهورية أزمة دبلوماسية بين البلدين، علما بان ملف حلايب ظل فى تصاعد مستمر طيلة الفترة الماضية، ومن قبل وفى ندوة سياسية اقامها حزب المؤتمر الوطنى بجامعة البحر الاحمر اكد نائب رئيس المؤتمر الوطنى للشؤون السياسية والتنظيمية نافع على نافع بان حلايب سودانية ولن نقاتل مصر عليها.
محمد عثمان :الصحافة